والحال في كليهما متأزم وآخر يقول: تتعاقب الأيام والليل يسوقو نهار ما بين أعدي وأفوت أنا يازمان محتار (أنا) لو على همي ما كنت بحزن يوم لكن هموم الناس غالب صحاي والنوم والحكمة في كوني (إني) براي بختار ونحن نودع 2010 ويهل علينا 2011 نتمنى أن يكون عام رخاء وسخاء.. فهذه دعوة للتفاؤل بعيداً عن التشاؤم. فكُن جميلاً.. ترى الوجود جميلا فالذي نفسه بغير جمال لايرى في الوجود شيء جميلا أن نتفاءل بعيداً عما كتبنا في بداية هذه المساحة (عام يحل وآخر ينصرف.. والحال في كليهما متأزم) .. أن نتفاءل رغم غلاء الأسعار حيث تميّز العام (2010) مقارنة بالأعوام التي سبقته بارتفاع الأسعار.. الارتفاع في كل شيء حتى الأدوية وزيوت السيارات و(المارتدلا) والأثاث.. فقرارات وزارة المالية التي هدفت لتقليل فاتورة الواردات زادت (الطين بلة) كما يقولون لترتفع كل السلع التي شملها قرار المالية وذلك بالرغم من أن حديث وزير المالية قد أشار إلى أن الهدف من ذلك الاستقرار الاقتصادي واستقرار سعر الصرف واحتواء التضخم، ولكن الشاهد الآن يؤكد غير ذلك حيث أن الدولار لم يستقر بل تصاعد حتى وصل يوم أمس بالسوق الموازي (الأسود) (4) و(3.1) كان السعر الرسمي لبنك السودان.. ورغم الحوافز التي أعلنها البنك إلا أن هذه الحوافز لم تأتِ بنتيجة إيجابية والدليل على ذلك الارتفاع المستمر. فهل يا ترى أن الهلع حول مصير السودان بعد الاستفتاء وراء الارتفاع؟! فعلى العموم فإن موعد الاستفتاء أصبح قاب قوسين أو أدنى ولقد انتظرنا الكثير.. فالآن بدأ العد التنازلي للاستفتاء ونسأل الله أن يستقر الدولار ويذهب معه الهلع وعدم اليقين فجُل تصريحات المسؤولين حول ارتفاع الدولار تُشير إلى الهلع وعدم اليقين والتهويل. فإذا انتفت بعد الاستفتاء فسيعود الدولار إلى وضعه الطبيعي، أما إذا استمر الدولار في الارتفاع فيجب أن (نُعدِّل) من سياساتنا ونضخ أكبر قدر ممكن من الدولار للبنوك والصرفات وأن نُعلن حزمة من الضوابط والاجراءات للحيلولة دون وصول هذه الدولارات إلى تجار (الأسود) المضاريين، وإذا لم تنجح سياسة الضوابط والاجراءات والسجن والغرامة، فعلينا أن نبحث عن مخارج أخرى أو أن نقول (والله الدولار غلبنا)! نعم يجب أن نعترف.. فالاعتراف يزيد من الاحترام و(يكبر) المحترفين في عيون (الناس). أيضاً تميّز عام (2010) دون غيره من الأعوام بوفرة الملبوسات والأحذية و(الشنط) وذلك بفضل (الكوميسا) و(التعرفة) الجمركية (الصفرية) .. فلولا الكوميسا لدخلت الملبوسات السوق (الأسود) .. لذا فنحن ضد كل الأصوات التي تنادي بإيقاف التعامل مع الكوميسا .. فإذا خرج السودان من الكوميسا فإن إنتاجه المحلي من المبلوسات لا يرقى للذوق السوداني الذي تجاوز ذلك بكثير وذلك بالرغم من تعاطفه مع شعار (نلبس مما نصنع) الذي اندثر وصار حبراً على ورق، وقبله اندثر شعار (نأكل مما نزع) بعد أن أصبحنا مستوردين للغذاء.. نعم نستورد الآن القمح وزيوت الطعام والسكر، والغريب في الأمر نعاني الآن ارتفاعاً في أسعار السكر ونحن في موسم إنتاجه الذي بدأ أكتوبر، ونوفمبر، وحتى يونيو القادم حيث كان من المفترض أن نعاني الآن الوفرة في ظل بداية الإنتاج ولكننا للأسف نستورد!.. نستورد زيوت الطعام ولدينا امكانيات هائلة لإنتاج الحبوب الزيتية.. إذن.. علينا ونحن نستقبل (2011) أن نُعلن عن خطة شجاعة لتخرجنا من النفق.. تخرجنا من ارتفاع الأسعار وارتفاع معدلات التضخم .. نتمنى ألا تصاحبنا سلبيات (2010) لتظل معنا ضيفاً طويل الإقامة!.. تستمر إقامته في (2011) ويطالب بعد ذلك بتمديد الإقامة وتجديدها عام بعد الآخر فيا مسئولي السودان (رفقاً) بالمواطن الذي (أنهكه) الجوع والفقر الذي تمدد بنسبة (46.5%) والغريب في الأمر أن موازنة (2011) جاءت خالية من زيادة الأجور!!