درجت المرأة السودانية منذ تاريخ يصعب تحديده على صنع مستحضرات تجميلها بنفسها، وتقول المصادر إن نساء السلطنة الزرقاء في سنار قبل أكثر من 500 عام كنّ أول من ابتكر المستحضرات التي تتزيّن بها المرأة التقليدية حتى يومنا هذا، مثل «دهن الكركار»، «الدلكة»، «الخمرة»، وزيتها، «اللخوخة» أو «العروكة» والبخور وغيره من موروثات الحبوبات، ولكن التطور التقني وظهور مصانع العطور ومستحضرات التجميل داخل وخارج السودان أثر على هذه المستحضرات وبدأت تتلاشى تدريجياً. «الاهرام اليوم» استطلعت عدداً من النساء في أعمار متفاوتة وخرجت بهذه الإفادات: تحدثت بدءاً السيدة «فوزية»، مشيرة إلى أن مستحضرات التجميل التقليدية كانت في السابق أساسية للمرأة السودانية وتدخل في نطاق زينتها، مثل (الكركار، واللخوخة، والدلكة)، وكانت تصنع من أجود وأميز مستحضرات العطور الطبيعية ويُستفاد منها في المحافظة على البشرة والشعر وتضفي لمعاناً ونعومة، ولكن مع التطور المذهل في مجال المستحضرات الحديثة حدثت تغييرات كبيرة، فدخلت الكريمات المصنعة عالمياً بأنواعها المختلفة لتكون بديلاً لهذه المستحضرات البلدية، رغم ما تحمله الكريمات من أضرار خطيرة بالبشرة، وأردفت: (يا بناتي أرجعن إلى أصلكن السمح وعاداتنا الحلوة وكركار حبوباتكن)، وأضافت: (في السابق كانت الدنيا بخيرها والودك راقد، وكنا نعمل الكركار بطريقة حلوة من زيت يحتوي على قشرة البرتقال والقرنفل.. ولكن الكريمات جذبت النساء والبنات الآن وما عدن يصنعن الكركار واللخوخة والدلكة والخمرة والزيت الحلو).. وأكدت أن الصبايا قبل عشرين عاماً كن أنضر وأبهى من الفتايات الآن، وعند المقارنة تبدو بنت الألفية الثالثة في الثلاثين من عمرها بسبب (كيماويات الكريمات). وفي السياق قالت الصحفية «انتصار عوض» إن بعض الفتيات يملن إلى الجمال السريع بواسطة الكريمات الكيمائية، وهجرن مستحضرات التجميل البلدية التي تمنح طابع الجمال الطبيعي الهادئ الذي يدوم على وجه المرأة مع مرور الأيام، بخلاف المستحضرات الكيميائية التي تشوه الوجوه وتسبب الأمراض السرطانية. وناشدت الفتيات الرجوع إلى المستحضرات البلدية التي تحافظ على البشرة ورونقها ونضارتها، وقالت إنها أفضل من الكريمات الكيميائية.. و(الكركار) أفضل من كريمات الشعر الطبيعية، و(اللخوخة) تزيد الوجه نضارة وجمالاً، أما (خمرة الزيت) فتجعل الرائحة زكية. فيما أكدت «ميادة أيوب» أن لكل عصر حاجاته، وقديماً كان (الكركار) و(اللخوخة) و(الدلكة) زينة أمهاتنا وحبوباتنا، وأشارت إلى تغيير زينة المرأة العصرية ببدائل البوتيكات، مؤكدة خطورة الكريمات المستوردة على بشرة المرأة وشعرها ونظرها أحياناً. أما «فاطمة أحمد» فقالت إن المستحضرات البلدية لها أهمية عند النساء، والمستحضرات العصرية لها خصائصها المرغوبة مثل صبغ الشعر بالألوان مثل (الميج) وخلافه، ولكنها أمّنت على سلامة العطور والمستحضرات البلدية من رد الفعل الكيميائي، بالإضافة إلى ثبات رائحة العطور فيها لمدة قد تصل إلى سبعة أيام لخلوها من الكحول، وطالبت جميع الفتيات بالحصول على لترين من دهن (الكركار) والمداومة على مسح الشعر به لمدة شهر واحد ليحصلن على نتيجة لا تتأتى بجميع الكريمات في عام.