في الوقت الذي بدأ فيه الملايين من أبناء الجنوب عملية التصويت للمصير أمس، يعاني الأطفال إشكالات معقدة ستفضي إلى كارثة سيدفع ثمنها أطفال الجنوب العائدين من الشمال. وكشفت ورقة عن الوضع الإنساني للأطفال في ظل تداعيات الاستفتاء والحراك السكاني الراهن عن أن 60% من جملة ما يقارب ال (90.000 ) من العائدين للجنوب يمثلهم الأطفال، كما أن (4.60) من الأسر تتولى رعايتها ومسؤولياتها امرأة. ورشة عمل دور منظمات المجتمع المدني في تقرير الوضع الإنساني للأطفال في ظل تداعيات الاستفتاء والحراك السكاني شهدت جدلاً حول قضايا الأطفال والاستفتاء، حيث قالت وزيرة التنمية الاجتماعية بولاية الخرطوم:(ربما يتعرّض الأطفال لأسوأ السيناريوهات)، مشيرة إلى تداعيات الانفصال التي لاشك أنها ستؤثر على استقرارهم ومستقبلهم، كما أن غالبية المواطنين لديهم أبناء في المراحل التعليمية المختلفة، داعية إلى مراعاة وترتيب أوضاعهم المتعلقة بشهادة الميلاد والتعليم، ودعت الوزيرة المنظمات لعمل جاد وسريع لحصر الأطفال في هذه المرحلة وخلال الفترة الانتقالية والتي تمتد إلى 6 أشهر وكانت الأمين العام للمجلس القومي لرعاية الطفولة حاضرة في ذات الورشة حيث أقرت باحتمالات عنف ربما يكون الأطفال أكثر ضحاياها وبما أن المجلس يعد المظلة القومية لحماية الأطفال وفقاً للخطة الإستراتيجية للدولة، فقد أكدت أن بعض التعقيدات ربما تطل في المرحلة المقبلة وإن المجلس يعمل حالياً تجاه الأطفال لتأمين حركتهم نحو الجنوب. ومن جهتها دعت الدكتورة آمال محمود مديرة منظمة تنمية الأطفال اليافعين منظمات المجتمع المدني لضرورة تكوين مبادرة للخروج برؤية واضحة عاجلة حول دورها في ظل المرحلة الراهنة للمساهمة في درء الآثار الاجتماعية للحراك السكاني المرتبط بالاستفتاء.