مَن منا لم يُصب بالصداع يوماً؟ إنه من أشد أنواع الإزعاج التي يُعاني منها البشر.. وهذا الشعور البغيض قد يمر مرور الكرام على رأس صاحبه، أو قد يلازمه فيُصبح كظله، وهنا يقضّ مضجعه ويحرمه من النوم، ويوتِّر أعصابه فتسهل إثارته مما يجعله عُرضة للإصابة بأمراض أخرى تزيد من آلامه وهمومه. { أسباب الصداع: 1/أسباب عضوية: تُمثل نسبة 20% من جملة الأسباب المؤدية إلى الصداع، وهي تشمل: ارتفاع ضغط الدم، أو حدوث اضطرابات في العين مثل الإصابة بقصر النظر، أو الجلوكوما (المياه الزرقاء)، أو الإصابة بالتهابات العصب خلف مقلة العين، أو التهابات الأذن الوسطى، أو التهابات الجيوب الأنفية، وكذلك أيضاً التهابات اللثة والأسنان. 2/ أسباب غير عضوية: تُمثل نسبة 80%، وهي تنحصر في التغيرات الفسيولوجية التي تحدث بالجسم، التي غالباً ما تنجم عنها أنواع من الصداع من أشهرها: الصداع النصفي، والصداع النفسي، والصداع العنقودي. 3/ أشكال تتبع لمسبباته: ومنها على سبيل المثال لا الحصر: الصداع الناتج عن تناول المُثلجات، أو الصداع المرتبط بتغير درجة الحرارة، أو تناول الخمور والمشروبات الروحية، أو الصداع الناتج عن الجوع أو الكافيين. 4/ الأسباب المزمنة: من أهم الأسباب المؤدية إلى الإصابة بالصداع المزمن هي: التهاب الجيوب الأنفية، أو الإصابة بتقلص في عضلات الرقبة، أو ضيق بين الفقرات العنقية نتيجة لعوامل كثيرة مثل الجلوس الخاطئ على المكاتب أثناء العمل، أو التهاب بين الغضاريف. { الصداع والمخ: هناك علاقة قوية بين الصداع وأمراض المخ، فقد ينتج عن الإصابة بالالتهاب السحائي، أو حدوث خراج بالمخ، أو نزيف داخل الجمجمة، أو حدوث الصداع داخل بطينات المخ بسبب الارتفاع الشديد في ضغط الدم، كذلك يحدث الصداع من تناول بعض الأدوية المسببة لسيولة الدم، أو حدوث تشوه شرياني وريدي أو تمدد بشرايين المخ أو إصابة المخ بالأورام سواء الأولية أم الثانوية.. كل هذه الأسباب أعطت الإحساس بالصداع.. كذلك فإن الصداع، أو الإحساس به قد يكون بسبب إصابة الإنسان بأورام بالرئة أو بالكلية، أو بالمعدة أو أي عضو من أعضاء الجسم. الإصابة باستسقاء المخ، التي تعني زيادة كمية سائل النخاع الشوكي؛ تزيد من الإحساس بالصداع، بالإضافة إلى أن ارتفاع الضغط الحميد داخل الجمجمة غالباً ما يؤدي إلى الإحساس بالصداع؛ الذي يؤدي في بعض الأحيان إلى فقدان البصر إذا لم يتم العلاج المبكر.