إلتقيتها وهي تمضي بنشاط دافق وحيوية، سرعان ما نقلته لمن حولها بإبتسامة صادقة منبعثة من أعماقها، لم يمنعها عن كل ذلك عناء الحمل وهي حُبلى في نهايات شهرها التاسع كما لم يُثنيها عن التنقُّل بين مراكز التدريب لتؤدي الدورات المتخصصة في التطوير الذاتي والتنمية البشرية، أوحتى عن متابعة رسالتها للدكتوراة في جامعة السودان يرافقها في ذلك زوجها الدكتور حسام سالم الذي هو الآخر لم يمنعه نيل الدرجات العملية الرفيعة أوالتخصص الطبي الدقيق عن معاونة ودعم زوجته، بل يتفاخر في تواضع جم وتفاهم واضح يجعلهما يبدوان كصديقين رغم مرور أكثر من (13) عاماً على زواجهما، فهو تارة يقوم بتوصيلات (اللاب توب والبروجكتر) لتؤدي محاضرتها، وتارة أخرى يوزِّع أوراق الحضور والاستبيانات أو البحث عن مكان لجلوس أحد المشاركين في الدورة. { من هي؟ في مقر «الأهرام اليوم» كشفت المدربة أنسام رياض المعروف عن سر ذاك التناغم وتلك الحيوية قائلة أنها مدربة في تطوير الشخصية وهندسة النجاح والتنمية البشرية واستشارية في العلاقات الزوجية. ومهمتها هي نشر السرور وتحفيز الدارسين والمشاركين وإعادة الثقة في نفوسهم وتأكيد قدرتهم على تحقيق النجاح والتميُّز. { مشدودة بالابتسام قالت أنسام المعروف أن أكثر ما جذب انتباهها منذ استقبالها بمطار الخرطوم هو الإبتسامة التي لاتفارق شفاه السودانيين ووصفت الشعب السوداني بأنه شعب مبتسم والسودان بلد جميل. ومن الأشياء التي أعجبتها وجود وزارة للتنمية البشرية في السودان، وذلك يدل على وعي قياداته وهو بذلك يُعد من أوائل الدول التي اهتمت بتنمية الإنسان، وسرها هو انتشار مراكز التدريب والإقبال الكبير عليها. وإن أكثر من ما أفزعها تصاعد حالات الطلاق المهول الذي تقرأ عنه في الصحف. وعزت ذلك لانفتاح المجتمعات، وأضافت نحن نعيش في زمن العولمة ولابد من التدريب لتفادي حالات الطلاق وتحقيق الأمن الأسري وبالتالي الاجتماعي. { لا كبير على التدريب أكدت المدرّبة العراقية أنه لايوجد كبير على التدريب وأن المدرب ليس أستاذاً لكنه قد يكون صديقاً يملك التقنيات التي تساعدك على استخدام مهاراتك وتُعرّفك ببواطن القوة في شخصيتك. { كيف تتعرف على مواردك؟ وقالت أنسام إن الشباب هم أحوج الناس للتدريب في مجال التطوير الذاتي لأنهم أصبحوا مستهدفين بتيارات العولمة وأن التدريب يُملِّكهم التماسك والصلابة الداخلية. وأضافت أن أي شخص يمتلك الموارد التي يحتاجها للنجاح في حياته ولكن كيف يتعرّف عليها؟ فإن ذلك قطعاً لا يحدث إلا بالتدريب. وأوضحت أن أي إنسان يمتلك موارده، هذه هي إحدى فرضيات البرمجة اللغوية (N.L.P) وأنها علم حديث، وبواسطة تمارين معينة تساعد الشخص على تحديد أهدافه والوصول إليها ومساعدة الآخرين وتحسين التواصل وخلق علاقات إيجابية لأنه لا يوجد نجاح من غير علاقات هادفة. وفي مجتمع كالمجتمع السوداني به تعدُّد وإثنيات مختلفة يمكن للعلم أن يساعده كثيراً لأن إحدى فرضياته قبول الآخر، وكل ذلك يُسهم في خلق الإنسان الإيجابي والفعّال. وحتى لا نظلم العلوم الأخرى في التطوير الذاتي، هنالك دورات مهارات النجاح والتنويم بالإيحاء مهمة جداً. { موظف بعشرة من أمثاله دعت أنسام المعروف المؤسسات ألا تتوجّس خيفة من الانفاق على التدريب، وقالت إن أي مبلغ يُصرف على التدريب يعود بثلاثة أمثاله سواء على الفرد أو المؤسسة لأن الموظف الإيجابي المُدرّب يعادل إنتاجه من ناحية الجودة عشرة موظفين على الفطرة ويخلق البيئة الإيجابية في العمل ويكافح الكثير من نقاط الضعف البشري وهذا ما أكدته الدراسات. { قراءة سريعة وفي الختام وجهت محدثتنا الشباب وكل من يبتغي الترقّي والتقدُّم للقراءة وقالت نحن عندما كنا أمة تقرأ كنا ملوكاً، وعندما تركنا القراءة صرنا عبيداً. وأضافت أن التحجُّج بالوقت لم يعُد مشكلة، برامج التطوير الذاتي تتضمن دورة القراءة السريعية وهي تمكِّن الفرد من قراءة وفهم كتاب (200 300) صفحة في ساعة واحدة فقط.