ما أن تبدأ المدارس والجامعات معلنة موعد الاختبارات والامتحانات إلا وتطرأ الكثير من التوترات والهواجس على الطلاب وأسرهم وحينها يتسارع اهتمام الطلاب أكثر بالمذاكرة من أجل التحصيل العلمي المناسب الذي يؤهلهم لبلوغ هدفهم الأسمى وهو النجاح. أما الأسرة فتصبح كخلية النحل تماماً وتبدأ بالعمل والسعي لتوفير الجو الملائم لأبنائها، وحثهم على المذاكرة وهنا تزداد الضغوط على الجانبين. «الأهرام اليوم» تطرقت للهاجس النفسي مع الأسر وأبنائها وكيفية التغلب عليه ليستطيع الأبناء الخروج منه موفقين إن شاء الله. ربة المنزل «جميلة» والأم المثابرة والمهمومة بتفوق أبنائها دائماً أوضحت أن ابنها الذي هو الآن بصدد الجلوس للامتحان التجريبي والتمهيدي لامتحان مرحلة الأساس المقبلة تعيش معه أزمة حقيقية رغم أن مستواه جيد بسبب عدم رغبته في المذاكرة طوال الوقت مما يجعلها تتعامل معه بالترغيب وأحياناً بالترهيب، وأشارت إلى أن أجواء منزلهم كلها تجاه ابنها وإن أبناءها الآخرين يساعدونها في مراجعة دروسه معه حتى طفلتها الصغيرة «منى» لديها مادة تقوم باستذكارها معه على الرغم من أنها تصغره في السن بعامين. ويرى الطالب مهند أن اقتراب موعد الامتحانات دائماً ما يقلقه على الرغم من أنه حريص على مذاكرة دروسه أولاً بأول ابتداءً بحفظ المواد الأدبية وترك المواد العلمية لحين اقتراب موعد امتحانها لأنها أصعب كما يرىو لكنه أكد أن ضغط الأسرة عليه بتكرار لفظ «يا ولد قوم أقرأ» هو أكثر ما يقلقه ويزيد من ازعاجه وعدم تركيزه. أما الطالبة زينب فتقول إنها وأثناء فترة الامتحانات تصاب دائماً بالصداع من المذاكرة المستمرة التي تدفعها لها والدتها غصباً عنها، وقالت «إنها شاطرة جداً» لكن أيام الامتحانات تشعر بالنعاس وآلام في بطنها مما يزيد من خوفها من عدم التحصيل الدراسي. وفي ذلك يؤكد الخبراء الاختصاصيون والنفسانيون أنه ومن الطبيعي أن يسبق موعد الامتحان حالة من القلق والتوتر والضغوط النفسية لدى بعض الطلاب، مشيرين إلى أن الاعراض طبيعية حينما تكون بمعدل طبيعي ولا يتجاوز حدودها بحيث تكون دافعاً للاستعداد للامتحان بمراجعة الدروس والاستعداد السليم والمنظم دون إرهاق، مؤكدين أن القلق والتوتر يقودان إلى التشتت والنسيان والارتباك، ودعوا إلى ضرورة الثقة بالنفس والتوكل على الله. من جهتها قالت المعلمة سلوى إن خوف الطلاب يأتي من عدم الإلمام الجيد بالمناهج من قبل الطلاب مع تراكم الدروس، ولفتت إلى أن طلاب الأساس والثانوي بجانب طلاب الجامعات يجدون تهويلاً كبيراً من المحيط الأسري وذلك بسبب ارتفاع معدلات القبول من مرحلة إلى مرحلة وكذلك الجامعة، إضافةً إلى صعوبة الأسئلة في الامتحانات تلك مما يجعلهم أمام كابوس كبير اسمه الامتحان، وأكدت أن حديث الأمهات في مجالس المناسبات الاجتماعية وفي المواصلات العامة يكون عن صعوبة الامتحان وحثهم أولادهم على القراءة طوال اليوم دون مراعاة لتقسيم اليوم بين النوم والراحة والقراءة والمشاركة كله يؤدي إلى تفشي ما يعرف بالهاجس لديهم الذي هو موجود وليس لدرجة الملازمة في كل الأوقات. وأبان الأستاذ محمد عبد القادر أن بعض الأساتذة يلجأون إلى تهويل الامتحان بهدف دفع الطلاب للمذاكرة والاجتهاد أكثر، مشيراً إلى أن ذلك يعتبر جانباً سلبياً لأنه يثير الخوف لديهم وبالتالي يصعب استرجاع المعلومات. ويشير علماء النفس أيضاً إلى أن الأسرة يقع على عاتقها الكثير؛ فعليها توفير الجو الملائم والمريح للدراسة والابتعاد عن المشاحنات العائلية أمام الطالب لأن ذلك يؤثر سلباً على حالته النفسية وألاّ توبخه بأنه لن ينجح وأنه فاشل بل تشجعه وترفع من روحه المعنوية. { نصائح غذائية : يقول المختصون إن على الأسرة أن تحاول توفير بعض الأطعمة الخاصة للمتحنين لديها. ويشير علم الصحة والطب البديل إلى أن تناول الأغذية المسؤولة عن زيادة النمو الذهني والمهارات الإدراكية ضروري للغاية، ويوصى بتناول الحليب بمشتقاته والبيض والسمك خصوصاً التونة واللحوم الحمراء والزبيب لينعم الأبناء بذاكرة نشطة ومتقدة في الفترة القادمة خاصةً مع موعد اقتراب الامتحان.