{ سألني محدثي قائلاً شايفك يا أم وضاح قطعتي الحركة ولم تعلقي على «الشو» الذي قام به أولاد الصادق حسين وأحمد من على خشبة المسرح القومي أثناء مشاركتهما في ليالي أماسي أم درمان، حيث اعتلى حسين «رافعة» أعلى رؤوس جمهوره وغنى لهم من فوق وبعدها بأيام دخل شقيقه أحمد على «هودج» محمولاً كالملوك والسلاطين في الزمن الماضي الذين كانوا يُحملون على الأعناق سيادةً وزعامةً. فقلت لمن يحدثني ياريت لو أنك صبرت لحدي بكرة بس - وأقصد اليوم - إذ أنني سأكتب زاويتي عن هذا الموضوع، لكن ضع في اعتبارك أنني سأحاول أن أحلل دلالاته على الأقل من وجهة نظر أولاد الصادق وبعدها سأقول رأيي وهو قابل للنقاش، فحسين وأحمد على ما يبدو أرادا أن يأتيا بجديد مختلف لا يشبه إطلالتهما الروتينية التي تعودا أن يظهرا بها من خلال الأعراس وبيوت المناسبات وهي طلة تقليدية لا تخرج عن وقوفهما أمام المعازيم وبالكتير ممكن الواحد يشارك الحضور رقصاً وتمايلاً، وعلى ما يبدو أنهما أرادا الظهور بشيء مختلف على غرار ما يفعله النجوم في أمريكا مثلاً إذ أنني شاهدت الأسبوع الماضي ممثلة تخرج من بيضة بلاستيكية كبيرة في أحد المهرجانات في دلالة على اسم الفلم الذي قامت ببطولته. لكن يبقى الاختلاف في المجتمع الذي يتقبل مثل هذه التقليعات ونحن بطبعنا نميل للتواضع ونرغب أن يكون نجومنا وفنانونا يمتازون بذات الصفة. ولعل مشكلة الفنان السوداني الكبرى في أنه يفكر لوحده، بمعنى أنه ليس لديه «قروب» يعد ويخرج له أفكاره وأفعاله، ومؤكد لو أن لحسين أو أحمد فريق عمل حولهما لما نصحهما بهذه الفكرة التي ليست فيها أي نوع من الإبهار أو التجديد، بل إنها تميل إلى«السخف» لأنها لا تخدم غرضاً إن كان للأعمال المغناة أو لشخصيتهما معاً، لذلك فإن مثل هذه الأفكار المستوحاة من الغير - ده إذا قلنا إن حسين «شافي» حكاية الرافعة دي من شيرين عبد الوهاب التي غنت من قبل بذات الطريقة لكن الظروف كانت مختلفة إذ أنها غنت لجمهور واقف على رجليه في ساحة مفتوحة حدادي مدادي وليس مسرحاً وقوراً كالمسرح القومي مساحته محدودة وإمكانية الفرجة فيه متاحة من كل الزوايا، لذلك فإن هذه الأفكار يجب أن تخضع لدراسة من مختصين في «الشو» ليخرجوها بالطريقة اللائقة التي تخدم الفنان نفسه، فيعني شنو يدخل أحمد الصادق وهو جالس على كرسي ويحمله اثنان من الشباب الأقوياء؟ هل معنى هذا أنه الإمبراطور؟ فإن كانت الإجابة نعم هل شفت بعينك إمبراطور اليابان مثلاً شايلنه شيل ده باعتبار أن الإمبرطوريات نفسها قد انقرضت! { في كل الأحوال أقول إن أحمد وحسين فكرا بأنفسهما وربما مع شلة قليلة من أصدقائهما أو بعض معجبيهم فتوصلا إلى محاولة لفت النظر بهذه الطريقة الفطيرة، لذا أهمس في أذنيهما إن أرادا أن يكونا نجمين للاستعراض فعليهما بمختصين ومخرجين ممسكين بمفاتيح هذا العمل الاحترافي مش بكره واحد تطلع في راسه ينزل المسرح من بارشوت! كلمة عزيزة يخجل تواضعي دائماً الأستاذ الشاعر الكبير محمد علي أبو قطاطي وهو يمنحني ثقته الكاملة في آخر أعماله الشعرية ويفوضني بمنحها لمن أرى أنه يستحق أن يغنيها من الفنانين ولا ينسى في كل مرة أن يذكرني أن المادة هي آخر ما يتكلم عنه. الجديد هذه المرة أنه أرسل إلى نصاً خص به البلابل ومؤكد أنني سأكون أسعد وسيط لهذا العمل الجميل الذي أطرافه قمتان من قمم الإبداع السوداني الشاعر الفخيم محمد علي أبو قطاطي وبنات طلسم البلابل. على فكرة الأستاذ محمد علي أبوقطاطي ورغم أنه طريح الفراش ولا يبارح داره إلا قليلاً إلا أن روحه الشابة لم تكف عن التحليق في عوالم المحبين بقلب شاب وشاعر مرهف والنتاج أعمال أدبية وشعرية قمة في الجمال. فالتحية للشاعر الجميل الرهيف وأنا عند وعدي بالمقيل معك إن شاء الله. كلمة أعز قراء أصدقاء بعضهم يشاركني ما أكتب وصديقات أردن أن «يدورنني» اتصلوا عليّ بالأمس وكأن بعضهم قد فسر زاويتي أمس كلمة منك حلوة بأنها تخصني وحدي، فقلت لهم الكاتب بطبعه يكتب بإحساس الناس أكثر منهم وربما يتلبس مشاكلهم وحاجاتهم الخاصة وبالتالي ليس بالضرورة أن يكون ما كتبته هو مشاعر تخصني لأنني لو كتبت بإحساسي حا أعقدكم.. أها رأيكم شنو!!