حواء العصر التي اقتحمت الحياة العملية راسمة آمالاً عِراضاً تخرج بها من عباءة الرجل ووصايته، سُرعان ما تصطدم بالواقع وتضطر لدفع ضريبة باهظة الثمن مقابل تحقيق هذه الآمال والطموحات. وأهم ضريبة هي فشلها أسرياً وتصدع جدار حياتها الزوجية. «الأهرام اليوم» استطلعت آراء العديد من النساء المتعلمات اللائي انعكست ثقافتهن بشكل سلبي على حياتهن الأسرية فماذا قُلن؟ تقول سمية عادل: رغم ما حققته من نجاح في حياتي العلمية وحصولي على درجة الدكتوراة، إلا أن ذلك لم يجعل زوجي سعيداً، بل حاربني بشدة حتى وصل به الأمر إلى ضربي وإهانتي، الأمر الذي أوصلني لطلب الطلاق منه وحصلت عليه بعد مشقة. وتضيف ملاذ حسن بأنها حصلت على منصبها بعد سنوات عديدة في العمل واكتسابها لخبرة عالية إلا أن نجاحها ذلك تسبب في هدم أسرتها فزوجها طبيب جرّاح يقضي أغلب أوقاته ما بين المستشفى والعيادة، مما تسبب في إهمالهما دراسة أولادهما في المراحل المدرسية والجامعية وأصبح ابنهما الأكبر مدمناً للسجائر وغيره من الأشياء الأخرى، وأردفت أن زوجها ألقى بالعتاب عليها وحمّلها مسؤولية تدهور وتفكُّك أسرتهما وضياع أبنائهما، معتبراً ذلك ثمناً لنجاحها في عملها وحرصها عليه أكثر من حرصها على أولادها وبيتها. وأيضاً تقول عائشة على بأنها عاشت قصة حب تكلّلت بالزواج واستمرا في طريقهما للنجاح والشهرة معاً وكانت تجمعهما الرومانسية والحب الصادق فكل منهما يرى الآخر من خلال لوحته التي يترجم عليها أعماله هكذا حتى جاء اليوم الذي أعلنا فيه انفصالهما دون سابق إنذار كلُغز محيِّر!. وفي السياق تقول هنادي قاسم ما حدث بنينا هو قضاء وقدر فلا يوجد إنسان كامل في هذه الحياة ولسنا أول اثنين يصلان إلى الانفصال وليس هناك ما يدعو إلى الاستغراب في قصتنا وأنا أرى أن الشخص لا بد أن يتعلّم من تجاربة الحلوة والمرة. وأضافت في حديثها لماذا يُشار بأصبع الاتهام إلى المرأة المثقفة والناجعة بأنها السبب في انهيار أسرتها ويترك الرجل جانباً وربما يكون هو السبب الأول في فشل هذه العلاقة؟. وتقول رابعة عباس إنها وكيلة لإحدى مدارس البنات إلا أن تدرُّجها الوظيفي تسبّب في عنوستها الأمر الذي حرمها من تحقيق حلمها بتكوين أسرة وإنجاب أطفال. أما ثريا النور فقالت إنها أنجبت من زوجها طفلين اشترت لهما بيتاً واكتشفت بعد فوات الأوان بأنه تآمر عليها وسجّل البيت باسمه ومن هنا بدأت المشاكل بينهما وطلبت منه الطلاق فخيرها بين الطلاق أو التنازل عن بيتها وأخذ بناتها معها فاحتارت في بادئ الأمر ولم تدر ماذا تفعل وكيف تتصرف لأن ثروتها الوحيدة هي البيت وقد أصبح في قبضته فقبلت بشروطه لتخرج خاسرة من هذه الزيجة. وتضيف قائلة لأنني أديبة وشاعرة أحببته بكل جوارحي ولم أكن أتصور بأنه سيأتي اليوم الذي سينقلب من حمل وديع إلى ثعبان يلدغ بلا رحمة رغم أنني أعطيته كل ما أملك من مشاعر. وأضافت سلمى أحمد بأن النجاح في العمل له ضروراته في المجتمع ورغم ذلك أنها تحاول جاهدة التوافق بين العمل والبيت ولكن زوجها لم يرحمها ويصفها بالتقصير في كل شيء وطلب منها أن تترك العمل ولكنها رفضت فألقى عليها يمين الطلاق. وأضافت لأنها في مرتبة عالية في العمل أكثر منه لذلك يحقد عليها زوجها وحمدت الله على ذلك لأنه كان يضيّق عليها الحصار.