على الرغم من علمهن بالمسؤولية الإضافية التي ستلقى على كاهلهن جراء الجمع بين الدراسة والزواج إلا أن الكثيرات يخترن خوض غمار هذا التحدي بدافع من الطموح والرغبة في الوصول إلى درجات أعلى في سلّم العلم، هذا كان حال الزوجة والأم الطالبة أروى غندور التي تدرس في كلية الاقتصاد في السنة الرابعة إلى جانب وجود طفلها البالغ من العمر سنتين حيث وصفت أروى التوفيق بين احتياجات المنزل ورعاية طفلها وبين الدراسة بالقضية الصعبة التي تحتاج إلى الكثير من التصميم والإرادة خاصة مع ازدياد احتياجات الطفل وحاجته إلى الاهتمام ولوجود أمه بقربه لوقت أطول على حساب أوقات الدراسة وعلى الرغم من معرفة أروى بالمسؤوليات التي ستترتب عليها جراء إنجابها لطفل وهي لم تنه دراستها الجامعية بعد لكنها تتمنى من المعنيين خلق حالة من التنسيق مابين الدوام النظري والساعات العملية بما ينسجم مع وضعهن وتعترف بوجود تحدٍ كبير بالنسبة لها ولكن ما يخفف عنها تعاون زوجها معها فيما يخص الطفل والمنزل وتشجيعه لها بشكل دائم.. كثيرات من الحالات التى تشابة حالة اروى فهى مابين هم تحصيل الدراسة وأعباء المنزل ولأهمية الموضوع ومساسه بشريحة كبيرة «البيت الكبير» ناقش اطراف القضية الشائكة مع اصحاب القضية وخرج بالآتي: تدارك النقص وتصف د. انتصار احمد أن الزوجة الطالبة تتعرض إلى الإجهاد النفسي جراء محاولتها المستمرة للتوفيق بين دراستها وبين تأمين احتياجات منزلها ولكن وقوف الزوج إلى جانبها وتعاونه معها وتفهمه لطبيعة وضعها سيخفف من هذا الضغط النفسي وسيمنحها المزيد من الطاقة لمواجهة الصعوبات التي قد تعترضها وبالطبع هنالك تأثيرات سلبية على تحصيلها الدراسى فى نهاية السمستر او العام إذا كان لديها اطفال ونظراً لتعلق الأطفال بالأم أكثر من الأب ولكن تستطيع الأم تدارك ذلك النقص بالصبر اواجه مشكلات كثيرة بسبب الجمع بين التعليم والحصول على الشهادة الأكاديمية والزواج هكذا ابتدرت هنادي مصطفى طالبة «بكلية الادآب» تزوجت اثناء الدراسة مما سبب لي عائقاً فى التخرج مع دفعتي التى تخرجت منذ سنتين وما زلت بقاعات الدراسة بسبب الإنجاب وقطعت دراستى مما سبب لى تدنياً في مستواي التعليمى واصبحت فى أواخر الدفعة. سبب في الطلاق وتوافقها الرأي سمية إبراهيم طالبة «هندسة مدنية» إن من الضروري إكمال الدراسة والحصول على الشهادة لأنها ضمان للمستقبل وفرصة للعمل ولا يمكن للطالبة أن توفق بين الدراسة والحياة الاجتماعية الجديدة حتى إنها تعول على تفهم أهل الزوج لوضع الزوجة الطالبة ولهذا السبب تطلقت من زوجى لمتابعة دراستى لاننى اصبحت غير قادرة على التوفيق بين المنزل والدراسة هذا ماسبب الانفصال حيث ادركت عدم تفهم زوجى للموضوع بالإضافة إلى أنه غير ناضج فكريًا وغير مستعد لتحمل مسؤولية الزواج وتكوين أسرة إذا كان هو يأخذ مصروفه من والده. مستقبلها على المحك ولكن تخالفها فى الرأى زميلتها «رشا محمد» قالت: من الممكن أن توفق الطالبة بين الدراسة ومسؤولية إدارة البيت فى حال أن تسكن مع اسرتها لترك الطفل الذى يحتاج الى رعاية واهتمام كبيرين في المراحل الدراسية المتأخرة خصوصاً الاختصاصات العلمية تحتاج لجهد كبير وكذلك لتتمكن الفتاة من بناء نفسها وحصولها على الشهادة وللأسف إن أغلب الازواج غير مدركين ومتحملين للمسؤولية إلا القليل منهم وأغلب الزيجات تكون فاشلة مما يتسبب فى الطلاق لعدم تحمل الزوج المسؤولية معها وبهذا يكون مستقبل الطالبة على المحك بسبب إعادتها للعام الدراسى الذى يبقيها لسنوات. قرار متسرع وتقول الطالبة زينب «إعلام» تزوجت فى المرحلة الجامعية الاولى ولكنى قد تسرعت بهذا القرار وادركت أن الزواج مسؤولية كبيرة وأن الدراسة وحدها كافية وتشغل البال لأن الالتزامات الأسرية وعدم مشاركة زوجى في الأعمال المنزلية وغيرها مما يجعلنى متعبة ومقصرة في أحدهما بالإضافة إلى أننى ادركت أن عمر الفتاة فى هذه المرحلة قليل لتحمل مسؤولية الزواج قبل الانتهاء من المرحلة الدراسية لهذا اوصى اللائى سيخضن هذه التجربة بالتريث وإرجاء فكرة الزواج. صعبة ولكن سمية طالبة «بكلية الصيدلة» تقول عن تجربتها: اخترت الزواج مبكرًا برغم علمي أني سأواجه مهمة صعبة ولكن ليست مستحيلة حيث إني كنت في السنة الأولى بكلية الصيدلة ولكني وضعت قواعد لتحقيق التوازن بين البيت والزوج وتوفير الوقت اللازم للدراسة فكنت أستغل نهاية الأسبوع في ترتيب البيت وتنظيفه وتحضير مجموعة من الاطعمة التي تعيننى لباقى الاسبوع، وتضيف: لقد لعب التحدى دورًا بارزًا فى تقدمى وتحصيلى العلمى ودعم ومساندة زوجى التى كانت بمثابة دفعة قوية لى أما نصيحتي لكل زوجة طالبة ان تقوي إرادتها وتوقظ عزيمتها وبشيء من التنظيم وزيادة الجهد ستصل إلى النجاح المطلوب. تأجيل السنة فيما تقول الطالبة ايناس مهدي «فيزياء» إنها تؤجل السنة بسبب أعباء الدراسة وعدم مساندة زوجها لها وبسبب الانجاب الذى اقعدنى بالمنزل لفترات طويلة مما ينسيها الدروس مما يجعلها تخفق مرارًا فى تحصيلها الدراسى ولكن يكمن سر نجاح بعض الطالبات والتوفيق بين الاسرة والدراسة فى مساندة ودعم ازواجهن واجتياز المرحلة بكل سهولة ويسر. نعم السند أما بسمات الهادى طالبة «آداب لغة انجليزية» فتقول: مجمل التحصيل العالى الذى احرزته بعد الزواج بالرغم من تخوفى من الزواج اثناء الدراسة ولكن زوجى اقنعنى بتحمل مسؤولية الدراسة معى بالفعل كان نعم السند حيث يهيئ لى الجو المناسب للاستذكار والمراجعة ولكنى اعتقد ان هذه المرحلة تحتاج للزوج المتفهم المدرك. الرجل المتفهم وتؤكد شيماء طالبة «قانون» أنها لاتعاني من شيء فى التحصيل الاكاديمى بالرغم من مرور سنوات على زواجها الذى تم بمرحلة الثانوى إلا انها تعانى من تقطع الدراسة بين الحين والآخر بسبب الإنجاب، وتمضي إلى القول إن زوجها يعينها فى كل شؤون المنزل فتقول: زوجي مؤمن بالتعليم ومتفاهم ومقدر لوضعى وغيرى كثير ممن هن متزوجات ومستمرات بالدراسة لوجود زوج مشجع ومتعاون معهن، فالمشكلة ليست تحصيل الفتاة والزواج في مرحلة الدراسة وإنما المشكلة هي في عدم وجود رجل يفهم ما تعمل من أجله وتدرس سعيًا منها لمساعدته مستقبلاً. دعم الزوج مهم أما د. سوزان زاهر الحاصلة على الدكتوراه في كلية الشريعة فتحكى تجربتها فهي أم لخمسة أبناء لم تمنعها أعباؤها ومسؤوليتها كزوجة وأم لخمس بنات في مراحل التعليم المختلفة من تحقيق حلمها بالحصول على الدكتوراه التى أهدت نجاحها لزوجها الذي ساندها ودعمها، وتضيف: كان يأخذ الأبناء في نزهات خارجية لتهيئة الجو المناسب كي تدرس بالإضافة إلى قيامه بالكثير من الأعباء لتخفيف الضغط عليها لتصل إلى ما أرادت وتمنت وختمت حديثها قائلة: لا أنسى أبدًا أن حفظي للقرآن الكريم كاملاً أسهم في بث روح الطمأنينة ودفع الأمل بنفسي وتوصي سوزان كل «زوجة طالبة «بالاستعانة بالله والصبر ومواصلة الجهد وأن توازن بين أحلامها ومسؤوليتها للوصول إلى ما تتمناه. المهم الإرادة وفي رأي للدكتور حاتم الطيب استشاري الأمراض النفسية والعصبية حول كيفية جمع الفتاة بين الزواج والدراسة قال إن هنالك أدواراً متعددة وان قضية زواج الفتاة اثناء الدراسة لها ابعاد ثلاثة، وذكر أن البعد الاول هو القدرة الجسمانية والصحية لدى الفتاة والتى تجعلها تتحمل الولادة والحمل والمجهود المبذول للعناية بأسرتها، فإذا كانت صحتها تسمح بذلك فلا مانع من هذه الناحية كما ان البعد الثانى هو النضج النفسى والقدرة على استيعاب الادوار الاجتماعية المطلوبة منها كأم وزوجة وطالبة وهذا النضج يعتمد على الاستعداد الخاص الداخلى لها وعلى البيئة الخارجية التى تلقنها الادوار وكيفية أدائها وحقوق الآخرين عليها ومدى مساعدتها فى مواجهة الصعاب ويكمن البعد الثالث فى قدرة الطالبة على تنظيم وقتها فالمهام المطلوبة منها متداخلة وحساسة ومهما كانت الفتاة ناضجة فلن تستطيع أن تمضي في أمرها دون ترتيب أولوياتها والأمر يحتاج إلى إرادة وصبر، ومن جانبها تقول نجوى الامام اختصاصية علم الاجتماع إن التعليم والزواج حلمان طالما يراودان الفتاة ولكن الامتحان الحقيقى يكمن فى القدرة على الجمع بينهما دون أن يكون لاحدهما تميز على الآخر لاسيما أن الاسلام قد حث على كليهما مرارًا وتكرارًا والخلاصة تكمن فى ان يكون هناك رجل يفهم ما تعمل من اجله الفتاة مساعدتها فى التحصيل الاكاديمى بالدعم المعنوى والمساعدة هذا بالاضافة الى ان التربية الاسلامية للرجل لها اثرها الواضح على الرجل لتقبل وضع الزوجة الطالبة ومعاملته لها واحترام احلامها المستقبلية المشروعة والملتزمة يمبادئ الدين الاسلامى وقواعده العامة وهذا مفصل مهم فى القضية يجدر الالتفات إليه. فيما أكد «م» أمين جامعة «...» بأنه لا توجد إحصائية في الجامعة خاصة بأعداد الطالبات الجامعيات المتزوجات والأمهات ولم يصل الجامعة أي شكوى من قبل أي طالبة جامعية تعاني من صعوبة في التوفيق بين إكمال تحصيلها الجامعي وتربية أطفالها ولو وجدت هذه الإشكالية عن طريق شكاوى وإحصائيات مثبتة لوضعت الجامعة كل إمكانياتها لحلها وأشار «م إلى أن الجامعة تقوم بمنح الاستثناءات اللازمة في ظل وجود وضع معين يستدعي ذلك في النهاية نرى أن هذه الإشكالية ما زالت غائبة عن أذهان المعنيين وتبقى محاولات حلها مقتصرة على التعاون الموجود ضمن أفراد الأسرة الواحدة على الرغم من الجهد الكبير الذي يتطلبه هذا التعاون والذي يظهر كضريبة الأمومة التي تدفعها الفتاة الجامعية أصبح من الشائع عند أغلب الطالبات في جميع مراحل دراستهنَّ تأجيل الزواج إلى مابعد التخرج إلا إذا توفر شخص يحمل مواصفات معينة يمكنه المشاركة في صنع حياة مشتركة مع الفتاة التي لا تزال على مقاعد الدراسة.