الأنظمة الفاسدة يغريها تفاح السلطة المطلقة.. فتذل مواطنيها وتقهرهم.. السلطة في الأنظمة الفاسدة هي أولو الأمر والسادة.. وما على الشعب سوى السمع والطاعة.. والنظام المستبد لا يهمه تحقيق مستوى معيشة مقبول.. أو حفظ حد حتى لو كان أدنى من الكرامة الإنسانية.. وما على المواطن سوى الخوف والخضوع.. والنظام المستبد لا يدري أن المواطن يبني علاقته هنا على التحدي. والنظام المستبد في أية دولة يعتمد على «شُلة» من «القراصنة». وتحتهم كثيرون من حملة المباخر وصغار المنتفعين. وأي نظام فاسد يسرِّب أرصدته إلى الخارج.. وطائراته بالمطارات على استعداد للمغادرة. فالنظم الفاسدة تمارس العبودية (الحديثة) على شعوبها.. إلا أن تلك الشعوب ما عادت تنتظر عودة (أبراهام لينكولن) ليحررها.. الثورات أصبحت تنطلق (جماعية) مبينة نضج الشعوب. النضج السياسي والحس الوطني العالي.. فقد بدأ التاريخ المشرف للثورات مرة أخرى. إن الثورات الحديثة يقودها الوجدان الجمعي والعقل الجماعي.. ثورات ضد الزعيم الأوحد.. والحزب الأوحد.. ثورات ضد مبدأ الموالاة وخفض الجبين. ثورات ضد تعيين القيادات التي بلا مؤهلات. إن الشعوب تعيش الآن زمان (ألف ليلة وليلة) حديث.. وفي ألف ليلة وليلة (القديمة) كان هناك (علي بابا).. وكانت هناك مغارة.. و(أربعين حرامي) فقط سرقوا الدرر والجواهر والياقوت والماس. (أربعين حرامي) اختبأوا داخل (أزيار) مثل (قدور) الفول الضخمة. والجارية مرجانة تسمع أصواتاً تصدر من (الأزيار) وتتعجب. ولصوص نظام فاسد واحد يتجاوز عددهم (الأربعين) ويمكن أن يقدروا ب(أربعين ألفاً).. جعلوا من أنفسهم أصناماً جشعة مسعورة. لأنهم أُصيبوا بتصلب الضمير. ويسرقون حتى الأحلام.. فأصبحت لهم (مغارات) في دول أخرى.. يخبئون فيها أرصدتهم التي نهبوها وسلبوها من الشعب.. ولكن الثورات لهم بالمرصاد.. وصيحة الثوار تنطلق في كل الأرجاء: افتح يا سمسم..!! مسطول دخل مزرعة أبقار وقام سأل صاحب المزرعة : (انتو البقر دا بتزرعوه كيف؟) فأجابه صاحب المزرعة في سخرية: «بنشتت سكر على الأرض وبقوم أبقار». راقت الفكرة للمسطول فذهب إلى منزله و(شتت) سكر على الأرض وبعد قليل رأى حشداً من النمل، فوضع المسطول يديه على رأسه ثم قال: «شوفوا بالله.. البقر وقت يكون صغير شكلو كيف؟!»