قال المستشار عادل السعيد المتحدث الرسمي باسم النيابة، انه تم توجيه ثلاثة اتهامات لمبارك، هي: أولاً: اشتراكه بطريق الاتفاق مع حبيب إبراهيم العادلي وزير الداخلية الأسبق، وبعض قيادات الشرطة والسابق إحالتهم للمحاكمة الجنائية في ارتكاب جرائم القتل العمد مع سبق الإصرار المقترن بجرائم القتل والشروع في قتل الثوار المشاركين في المظاهرات السلمية بمختلف محافظات الجمهورية وذلك بتحريض بعض ضباط وأفراد الشرطة على اطلاق الأعيرة النارية من أسلحتهم على المجني عليهم ودهسهم بالمركبات لقتل بعضهم ترويعاً للباقين، وحملهم على التفرق ولاثنائهم عن مطالبهم، وحماية قبضته واستمراره في الحكم مما أدى الى سقوط عدد من القتلى والجرحى من بين المتظاهرين. والتهمة الثانية: انه بصفته رئيساً للجمهورية قبل وأخذ لنفسه ولنجليه علاء وجمال مبارك، عطايا ومنافع، عبارة عن قصر على مساحة كبيرة، وأربع فيللات وملحقاتها بمدينة شرم الشيخ تصل قيمتها الى أربعين مليون جنيه بأثمان صورية، مقابل استغلال نفوذه الحقيقي لدى السلطات المختصة بأن مكن المتهم حسين سالم من الحصول على قرارات تخصيص وتملك مساحات من الأراضي بلغت ملايين الأمتار المملوكة للدولة بمحافظة جنوبسيناء بالمناطق الأكثر تميزا في مدينة شرم الشيخ السياحية. والتهمة الثالثة: اشترك مع وزير البترول الاسبق سامح أمين فهمي، وبعض قيادات وزارة البترول، والمتهم حسين سالم السابق إحالتهم للمحاكم الجنائية، باعتبارهم فاعلين أصليين' في ارتكاب جريمة تمكين حسين سالم من الحصول على منافع وأرباح مالية بغير حق تزيد على 2 مليار دولار وذلك باسناد شراء الغاز الطبيعي المصري للشركة التي يمتلكها ورفع قيمة أسهمها وتصديره ونقله الى إسرائيل بأسعار متدنية أقل من تكلفة انتاجه وبالمخالفة للقواعد القانونية واجبة التطبيق، مما أضر بأموال الدولة بمبلغ 714 مليون دولار تمثل قيمة الفرق بين سعر كميات الغاز التي تم بيعها فعلا لإسرائيل وبين الأسعار العالمية'. كما أسندت النيابة العامة للمتهمين علاء وجمال مبارك تهمة قبولهما وأخذهما أربع فيللات قيمتها تزيد على أربعة عشر مليون جنيه بمدينة شرم الشيخ مع علمهما بأنها مقابل استغلال والدهما المتهم الأول حسني مبارك الرئيس السابق نفوذه لدى السلطة المختصة بمحافظة جنوبسيناء لتخصيص مساحات شاسعة من الأراضي لشركات المتهم حسين سالم'. الشريف كان يعطي المسؤولين الاسئلة التي يوجهونها للرئيس والى أسرة الرئيس ورجال نظامه، حيث تحولوا جميعاً إلى مادة للسخرية والتندر المتنوعة، والشماتة فيهم بدرجة غير معهودة لدى المصريين، مما يعكس لا حجم الكراهية لهم فقط، وإنما الاشمئزاز مما فعلوه في أموالهم وممتلكاتهم ولوطن كانوا أمناء عليه. ونبدأ من مجلة 'أكتوبر' وزميلنا محمد خالد الذي حكى لنا هذه الأقصوصة: 'أذكر على سبيل المثال في أحد هذه الملاحقات والحصار الرئاسي أن يجتمع بنا صفوت الشريف قبل وبعد حضورنا اجتماعات وأنشطة الرئيس وما نوجه من أسئلة وحوارات حتى لا تخرج عن الإطار المسموح به ولا يخرج أحد منا عنها مركزا على ما نوجهه للرئيس من أسئلة أو استفسارات وكثيرا ما كان يعطينا الأسئلة التي نوجهها وكانت الحجة أن ألا نحرج الرئيس أو نستفزه وكفى ما هو فيه حتى لا نزيد أعباءه، ولتكن الأسئلة تدخل عليه السرور والبهجة والإشادة بسياساته الحكيمة في إدارة شؤون البلاد، وأن كل الأمور مستقرة في عهده السعيد. وفي أحد هذه اللقاءات مع صفوت الشريف انبرى أحد الزملاء بسؤال: يعني نقول للرئيس 'نكتة'؟. قال: ياريت! وقد تحقق ذلك'. اقاصيص حول الكنز المسروق والمنهوب ولم يقل لنا محمد هذه النكتة، وهل ضحك عليها مبارك، أم لم تعجبه، لأنها قديمة سبق له سماعها من غيره، أو بايخة، ولذلك ابتعد زميلنا الناقد الفني بجريدة 'الجمهورية' سمير الجمل عن النكت واستمر في الاقاصيص بقوله في نفس عدد 'أكتوبر': 'بالله عليك هل 'وزك' عقلك ذات مرة وأنت تستمع إلى حكاية علي بابا والأربعين حرامي، أن تفكر فيها بطريقة مختلفة وتسأل نفسك: هل المال الذي أخذه علي من مغارة الحرامية بعد أن عرف كلمة السر الشهيرة: 'افتح ياسمسم' هل هذا المال هو حلاله بلاله؟ بصرف النظر عن كونه علم وأدرك أن الكنز مسروق ومنهوب ومع ذلك ذهب يهلل أمام الست مرجانة التي شجعته بدورها على أخذ المزيد حتى بدأ قاسم شقيقه يفتش وينبش خلفه لكي يمضي على نفس الطريق، والغريب أن 'سي علي' الذي أحل لجنانه أن يأخذ نهيبة الحرامية، زعل جداً عندما أراد قاسم أن يدخل المغارة هو أيضاً باعتبارها عائلة بنت محظوظة، رزقها في رجلها. ويبدو أن الست مرجانة التي تحولت بعد حياتها العادية إلى ست الستات، وأطلقت على نفسها لقب 'الهانم'، وتم تمجيدها بإطلاق اللقب على نوع من السمن المهدرج الذي هو بطعم البلدي وما هو ببلدي، ويكفيه الترميلة. الست مرجانة عاشت في الدور، وقبضت على مجريات الأمور ورأست ما ظهر وما بطن من الجمعيات والمؤسسات والمجالس والمواقف، تفوقت على بعلها 'علي افندي' وأصبح لها مغارتها السبيشيل لتغرف منها على كيف كيفها، حتى تغير الحال وتبدلت الأنظمة وجاء وقت السؤال، وحانت لحظة الحساب ولما سألوها من أين لك هذا ياهانم؟ كان جوابها: اسألوا علي بابا أو اسألوا المغارة؟ أو عليكم بالحرامية أنفسهم، لأن الست مرجانة دلوقتي تعبانة!!'. اذا كان جمال وعلاء لم يحصلا على حظهما فمن من المصريين حصل؟ ولم أكن أتوقع من زميلنا ب'الأخبار' فوزي شعبان أن تأكل الغيرة قلبه وهو يرى زملاء له عندهم أقاصيص وحكايات، بينما هو جالس هكذا، لذلك أسرع يوم الاثنين بالمزايدة على حكاية علي بابا والست مرجانة، وافتح ياسمسم، بحكاية شبيك لبيك عبدك بين أيديك، ومصباح علاء الدين، بأن قال: 'في التحقيقات قال مبارك أن ولديه علاء وجمال لم يحصلا على حظهما في الحياة! فمن من شباب مصر إذن حصل على حظه وكلهم عاطلون؟! وعلى من يضحك الرئيس المخلوع؟! وألا يكفيه ضحكا على أهل مصر أنهم من طيبتهم حزنوا لموت حفيده رغم أنه لم يحزن لغرق أكثر من ألف مصري في البحر الأحمر وذهب في المساء لمشاهدة مباراة كرة قدم!! والمصريون طيبون فعلا!! فقد صدقوا لسنوات طويلة أن علاء مبارك رجل متدين، وأنه أطلق لحيته، وارتدت زوجته النقاب أو الحجاب على يد الداعية عمرو خالد، وأن هذا أغضب الست سوزان ففرا بدينهما إلى السعودية. وإشاعة تدينه المزيف هذه دعت البعض إلى التمني بأن يخلف والده في رئاسة عزبة مصر بدلا من جمال، وعندما سقط الحكم ظهرت الحقيقة المرة، وأن علاء أكثر آل مبارك سرقة. وهناك نكتة أطلقها الناس عن علاء مبارك بمناسبة سرقاته، مواطن عثر على مصباح علاء الدين فدعكه وتمنى، فظهر له المارد وخطف ساعته!! ثم تمنى فخطف نقوده! فتمنى فسرق ملابسه!! فسأله متعجباً أنت مش مصباح علاء الدين؟ فسخر منه قائلا: صح النوم!! أنا مصباح علاء مبارك!! هذا هو إحساس أهل مصر وبعد ذلك يريدون الإفراج عن آل مبارك وأعوانهم مقابل، رد أموال الشعب المسروقة، صحيح هم يبكي وهم يضحك!!'.