يبدو أن المشاهد المصورة والمدبلجة بدأت تأخذ موقعها داخل الصراع السياسي بعد أن لعبت دورها القذر في الصراع المسلح وهي ثقافة دخيلة على مجتمعنا وقيمنا وهي للأسف تطال قرة أعيننا وملاذ سكينتنا ومهد مودتنا؛ تطال نساءنا وبناتنا حين تنزوي ساقطة وتخرج على الملأ وتدعي كذباً أن شعبها قد فعل بها كذا وكذا وكذا وهي تعلم أن لباسها الذي لا يستر عورتها يرفضه شعبها وترفضه قيمه وشرعته، تخرج خلسة عبر بوابة الجنوب إلى فرنسا وهناك يهنئها ساركوزي على تعرّيها وجُرأتها ونصرتها لقيم الغرب وثقافته وتحتفي بها الوساط اليهودية ويستخدمونها لتسيء إلى وطنها وشعبها وديانتها. النساء هن من أكثر الوسائل استخداماً في المخابرات وأنشطة الجاسوسية. يستخدمون جسد المرأة وأنوثتها ويستبيحونها في عمليات تجنيد الجواسيس، وهذا ما تفعله المخابرات الفرنسية التي لجأت إليها (لبنى) وقد تلجأ إليها أخريات. وعلى العكس من ذلك يحرم الإسلام استخدام المرأة في كل عمل قد يقود لانتهاك حرمتها ولو بنظرة، فيحفظ للمرأة كرامتها ويصونها من استباحتها في عالم شعاره الغاية تبرر الوسيلة. بدأت تتكرر في الآونة الأخيرة عمليات استخدام المرأة في الصراع السياسي في بلادنا؛ فما نخرج من مشاهد مصورة حتى ندخل في أخرى، حتى وإن كانت هذه المشاهد قد تعرضت لتلاعب في المونتاج أو أنها من أساسها مرغوبة للغرب ما دامت تُعرض تنفيذاً لحد من حدود الله وهذا ما يجعلها تجد رواجاً عندهم وتجد بواراً في الداخل فلا يتعاطف معها أحد فتنهار الحملة الإعلامية وتفشل في تحقيق أهدافها بالداخل، أما بالخارج فإنها ستجد من يحتفي بها من أعداء الإسلام بمساعدة بعض أبناء المسلمين من بني جلدتنا للأسف. لمصلحة من يزج هؤلاء نساءنا في تفاهات وأنشطة قذرة تعرّض بسمعة البلاد وتقف خلفها قوى لا تريد لنا خيراً. أنشطة يشارك في طبخها والترويج لها قيادات بالحركة الشعبية فتستقبل جوبا المتطوعة المفترضة (الضحية)، بطلة أفلام ومشاهد الزور المصورة ومن ثم تتم الاتصالات بمنظمات غربية متخصصة في صناعة الاتهام وإنتاج الأفلام والكتب وترتيب اللقاءات التي يمكن أن تجمع بين المتطوعة المفترضة ورؤساء غربيين، مثلما حدث للبنى حسين مع ساركوزي ولحليمة مع بوش الابن، وهذه الأخيرة خرجت من السودان قبل أزمة دارفور ولكنها استجابت لتلعب دور الضحية المفترضة داخل رواية دارت أحداثها في العام 1979م نشطت المنظمات الغربية المنضوية تحت لواء (Save Darfur) في إعادة إنتاجها ولصقها بالحكومة السودانية وربطها بالصراع الدائر في دارفور وقد قبلت المثقفة السودانية (م، ب) مسؤولة المرأة بحركة العدل والمساواة لتلعب دور (حليمة) وبهذه الصفة التقت بالرئيس الأمريكي بوش الابن وتم تدريبها على ذرف الدموع والتأثير على جليسها ومن بعد ذلك أصدرت كتاباً كله زور وكذب عنوانه (دموع في الصحراء) لا تملك من تفاصيله إلا اسمها وصورتها وريع الكتاب ثمناً لدورها الرخيص، لاسيما وأن النسخة الواحدة بيعت ب(25) دولاراً عبر موقع أمازون الإلكتروني. بحمد الله أعرف جيداً صناعة الأفلام بحكم أنني سينارست ونلت جوائز دولية في السيناريو وهذا ما دفعني للبحث في كل الأفلام المنتجة في أزمة دارفور والمشاهد المصورة التي يتم إنتاجها من حين لآخر وقد أصدرت كتاباً يبحث في دور المنظمات الغربية في دارفور وعمليات إنتاجها للأفلام بعد أن يتم نسج الروايات وتوزيع الأدوار على البسطاء وقد قمت بتحليل المادة المصورة وعمليات القطع والمونتاج فخلصت إلى نقاط الضعف في بناء هذه الأفلام وعمليات التزوير التي تتم باستخدام حتى الموسيقي التصويرية وحركة الكاميرا وأكاد أجزم أن كل الأفلام التي أُنتجت في دارفور أفلام غير حقيقية. يجب أن ننتبه لهذه الأنشطة التي يتم عبرها إغراء بعض نسائنا وبالذات من الناشطات ليلعبن أدواراً قذرة مقابل الخروج إلى أوروبا ومنحهن حق اللجوء ومن ثم الجنسية وقبل كل ذلك وبعده يتم استخدامهن لضرب الإسلام وإظهاره بغير حقيقته وقد أضحت مثل هذه الأنشطة تلعب دوراً مؤثراً لوقف الإقبال الكبير وسط الغربيين على الإسلام. فالمسألة يا سادتي أكبر من نظام في الخرطوم أو أزمة في دارفور.