ولأن الليل ستار لم الاحظ في زيارتي ما قبل الأخيرة للمتحف القومي والتي كانت بغرض حضور إحدى أماسي الخرطوم الموسيقية التي اقيمت هناك ولم تتعدَ حدود الزيارة حوش المتحف القومي الذي غلفه الظلام إلا من إنارة المسرح الذي شهد الحدث لم الاحظ ما آل اليه حال المتحف القومي الذي هو الكنز الحقيقي والمهم للارث السوداني والتاريخ السوداني منذ أن عرفت الشخصية السودانية إلى أن قادتني قدماي في نهاية الأسبوع المنصرم نحوه بعد طول غياب وإن شاء الله عينكم ما تشوف الشوفته، وحديقة المتحف غاية في البؤس والفقر وكأنها تشكو ظلم النيل المقابل لها أنه لم يرو عطشها وظمأها أو كأنها تشكو ضيم المسؤولين عنها الذين يحيلونها للاعدام مع سبق الاصرار والترصد، أما المتحف من الداخل فحدث ولا حرج سوء في النظيم وسوء في الترتيب الاضاءة غير كافية والكارثة التي تستوجب المساءلة والمحاسبة هي الاهمال الذي طال البحيرة التي صممت لتكون شبيهاً لنهر النيل لترقد حولها الآثار والضفادع المقدسة التي نقلت من حلفا القديمة بعد (كارثة) السد العالي والبحيرة جافة للدرجة التي جعلتني اتحسس بصري لأتأكد هل أنا في الخرطوم أم في أحدى مدن الطوارق في الصحراء الموريتانية، وبسؤال لأحد العاملين بالمتحف قال لي: إن مياه البحيرة يخشى من أن تؤثر في مبنى المتحف وهذا في رأيي تبرير ساذج لأنه يمكن تدارك هذا العيب بحلول هندسية تعيد للبحيرة الحياة، كذلك دعوني اتوجه بكلياتي للسيد المدير العام للهيئة القومية للآثار الذي احسب أنه قد اخذ الفرصة الكافية في هذا المنصب الخطير، دعوني أساله إن كان لديه من الوقت ليتخلل من خلال اسفاره ورحلاته الكثيرة زيارة المتحف القومي الذي لا وجيع له؟ وهل يعلم السيد المدير أن المتحف الذي يفترض أنه قبلة السواح والزوار يقفل أبوابه يومي الجمعة والسبت وهما يوما العطلة التي يفترض أن يجتذب فيها أعدادا هائلة من السودانيين وغيرهم؟ وهل والحتة دي مهمة اكثر مما يتصور هل هناك ضوابط على بعثات الآثار الاجنبية التي (تبرطع) في طول البلاد وعرضها ولم أسمع لهم باكتشاف حقيقي ومهم كما يحدث عند الاخوة المصريين الذين يلازمون بعثات التنقيب زي ضلهم وقاعدين ليهم عين وأضان، والسؤال الاكثر أهمية ماهو الدور الذي لعبته الهيئة للتعريف بالآثار السودانية التي لازالت تعرف في أوروبا بأنها آثار نوبية وهي تعريف قاصر يمنعنا حقنا في أن يشار إليها بالآثار السودانية؟ وسؤال اخير أخي حسن حسين أين وصل المشروع السوداني القطري لترميم الآثار الذي ارجو ألا يقبر ويبلع بالوسطاء والسماسرة وما ادراك ما هؤلاء، فيضيع علينا فرصة ذهبية لترميم آثارنا واهراماتنا وعندها وبعد سنين قصيرة لن نجد اهرامات البجراوية أو البركل. وسيسقط في يدي أن سألني ابني هل صحيفة (الأهرام اليوم) التي تكتبين فيها سميت على الأهرام المصرية؟ لأنني وببساطة لن امسك بيده واشير له نحو هرم سوداني واحد، إذ إنها وقتها جميعاً سنكون في زوال. لذا أوجه نداءً عاجلا للسيد نائب رئيس الجمهورية الأستاذ علي عثمان محمد طه، لنجدة المتحف القومي قبل أن نصحو ونجد انفسنا بلا تاريخ، وأمة بلا تاريخ هي أمة بلا قيمة. كلمة عزيزة في مكالمة طويلة جمعتني بالأخت إيناس محمد أحمد مقدمة برنامج عزيزي المشاهد قلت لها: ارجو أن تحترم صراحتي وأنا اعتبر برنامج عزيزي المشاهد برنامجا متخلفا ولا لزوم له ولا يوجد له شبيه في كل الفضائيات، وما يقدمه من ترويج للبرامج إن كان هذا هو العذر لوجوده يمكن أن يقدم باشكال وطرق مختلفة خلال ساعات البث، أما ما عدا ذلك فليس هناك من سبب لوجوده!! كلمة اعز لازالت اصوات السودانيين العالقين بتونس تتعالى أرجو (ألا تبدد) صيحاتهم ويبدد الاهتمام بها!.