عبدالمنعم عبد القادر عبد الماجد الأمم والشعوب تفتخر عادة بتاريخها العريق وأمة بلا تاريخ جسد بلا روح فالزائر لأية دولة إن كان يريد أن يعرف عظمة شعب هذه الدولة يشاهد آثارها التاريخية النادرة ومن خلال هذه الآثار التاريخية يعرف عظمة هذه الدولة فآثارها خير دليل شامخ على عظمة الدولة ففي بلادنا وبالتحديد في أم درمان حيث عظمة التاريخ الممثل في بيت متحف الخليفة عبد الله التعايشي هذا المتحف العملاق بعد خراب أم درمان كان بيت الخليفة منزلاً للورد كتشنر استخدمه منزلاً له بعد دمار السرايا ثم سكن فيه غردون باشا إتخذه سكناً له وتعاقب على السكن في هذا البيت العديد من المفتشين الإنجليز وأقاموا به وجاء المفتش "برمبل" الذي سميت السينما باسمه في أم درمان "سينما برمبل" كذلك أقام في هذا البيت وكانت زوجته متخصصة في الآثار أي أنها كانت خبيرة آثار وإقترحت على زوجها مستر "برمبل" أن يتم تشييد منزل للمفتش الانجليزي على أن يصبح بيت الخليفة متحفاً للآثار يضم كل آثار الثورة المهدية وغيرها وأصبح المنزل منذ عام 1928م، متحفاً للآثار حتى يومنا هذا وكان المتحف يذخر بالصور والآثار النادرة والمنشورات والأسلحة والرايات المهدية والمطبعة حيث كانت المطبعة تسمى "مطبعة الحجر" وموجودة الآن داخل متحف بيت الخليفة والتى كانت تدل على عظمة الخليفة عبد الله وكذلك كل النقود والمسكوكات التى ضربت في أم درمان في عهد المهدي موجودة أي صك العملة في ذلك الزمان الجميل كل هذه الأشياء وغيرها ظلت موجودة في المتحف.. وتعاقبت الحكومة المختلفة فأهملت صيانة المتحف حتى أن جزءا كبيرا منه تصدع وأصبح آيلا للسقوط وقبل عام أصابه التصدع ويحتاج إلى ترميم سريع والمشاهد لمتحف بيت الخليفة يشاهد آثار التصدع ورغم مطالبة المسؤولين بصيانة هذا المتحف لكن كل المناشدات لم تجد لها إذناً صاغية لإصلاح وترميم هذا المتحف التاريخي والشيء المؤسف حقاً أن المتحف أفرغ منه كثير من الآثار والصور والمذكرات والتى مازالت محفوظة داخل المخازن وطالب المسؤولون عن المتحف طالبوا بإعادة هذه الآثار إلى المتحف حتى يستعيد المتحف رونقه وعرض صوره لتاريخ الثورة المهدية وإعادة هذه الآثار هو بمثابة عودة الروح لهذا المتحف إذ غياب هذه الآثار عنه جعلته متحفا مصابا بالعلل التاريخية ومدينة أم درمان ظلت المدينة المميزة من بين كل مدن السودان ظلت مميزة بوجود هذا المتحف على أرضها فكل زائر لها لأول مرة يسعى مهرولاً لزيارة هذا المتحف الذي هو العنوان الحضاري للسودان كله فهذا متحف قومي لكل أبناء الشعب السوداني فكيف يسحبوا منه بعض الآثار النادرة التى تسر الناظرين فسحب هذه الآثار عن المتحف يعتبر تشويها لتاريخ السودان عامة وتاريخ الثورة المهدية خاصة فالأجيال الجديدة تتطلع لرؤية تاريخها وآثارها على الطبيعة بصورة حقيقية لا بصورة مشوهة فالتاريخ ذاكرة الشعوب فعندما يصبح متحف الخليفة كل الآثار به موجودة يصبح هذا المتحف بحق وحقيقة متحفا تاريخيا غير قابل للتشويه والمتحف هو كنز أثري في بلادنا والحضارة في أية دولة تقاس بمتاحفها التاريخية والمحافظة على هذه الآثار هو المحافظة على الإرث التاريخي للسودان وهذه الآثار لا تقدر بثمن كما أن للمتحف لجنة لأصدقاء بيت متحف الخليفة يرأسها السيد محمود داؤود الخليفة وهذه اللجنة تتعاون مع الأمين العام للهيئة القومية للآثار والمتاحف برئاسة الدكتور حسن حسين بوزارة السياحة والآن تولت الوزارة وزارة الآثار السيد "غازي الصادق" وزير الآثار وهو المسؤول عن متحف بيت الخليفة نناشده مناشدة وطنية أن يهب لإنقاذ متحف بيت الخليفة وإعادة تعميره وهو غني عن التعريف فقد حارب آباؤه وأجداده من أجل رفع رأية لا إله إلا الله محمداً رسول الله نناشده بأن يعمل لإنقاذ متحف بيت الخليفة اليوم قبل الغد وأن يعيد له مجده التاريخي بالتعاون مع كل من يهمه الأمر ليعيد لهذا المتحف هيبته وإخراج هذه الآثار من المخازن وعرضها بداخل المتحف على أن يتم تكوين لجنة تضم أسرة آل الخليفة عبد الله ومن يهمهم أمر هذا المتحف من المسؤولين في الهيئة القومية للآثار والمتاحف لتحقيق هذا الهدف وإهمال متحف بيت الخليفة يعتبر هدما لتاريخ السودان "وما العندو قديم ما عندو جديد" كما يقول المثل السوداني ويكفى دولة الصين فخراً أن سور الصين العظيم التاريخي، لا يزال باقياً حتي يومنا هذا منذ ثلاثة آلاف عام بينما نحن أضعنا آثارنا بهدم السور الذي كان يحيط بأم درمان وأن نظام مايو المندحر اعتدى على جامع الخليفة وهدم سوره من قبل أكرر مناشدتي للسيد وزير الآثار أن ينقذ متحف بيت الخليفة بأم درمان حفاظاً على حضارة بلادنا وحفاظاً على تاريخها الوطني وحفاظاً على آثارنا التاريخية والمحافظة على هذه الآثار هو قمة الحضارة في بلادنا فلا تهضموا الليث حقه وهو في رحاب الله والليث هو الشهيد عبدالله التعايشي عليه رحمة الله فالتاريخ لن يرحم كل من حاول تشويه صورته السياسية والاجتماعية ونزاهته وعدالته وصلاحه فاذكروا محاسن موتاكم يا سماسرة تشويه صورة التاريخ في بلادنا.