{ مولانا «أحمد هارون» والي جنوب كردفان، أحد قيادات (المؤتمر الوطني) القريبة من الرئيس «البشير»، وهو يستحق هذا القرب بكسبه، وكدِّه، واجتهاده، ومساهماته ومداخلاته السياسيَّة هنا.. وهناك، مما جعله عرضةً لاستهداف المحكمة (المسيَّسة).. الجنائيَّة الدوليَّة في «لاهاي»، التي لا تتحرَّك لإقامة العدل، وردِّ الحقوق، ومعاقبة المجرمين، إلاَّ بإشارة من دول (الاستعمار) الحديث الكبرى، الولاياتالمتحدة، فرنسا وبريطانيا. وهذا ما حدث في ملف دارفور، وهذا ما يحدث الآن في ملف ليبيا. أمَّا جرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانيَّة التي ارتُكبت في فلسطين، العراق، أفغانستان والصومال، فلا شأن للمحكمة بها..!! { «أحمد هارون» كان هدفاً، و(ضحيَّة) في قضية دارفور لدى المحكمة الجنائيَّة، لكنَّه - الآن - (ضحيَّة) لمؤامرات «الحركة الشعبيَّة» بصحبة (تحالف المعارضة)، رغم علاقاته (الوثيقة) والممتدَّة طيلة السنوات الأخيرة مع قادة «الحركة الشعبيَّة» وعلى رأسهم «باقان أموم»، لدرجة أن إحدى الصحف اتَّهمته قبل فترة (بالانبطاح) للحركة بسبب ضغوط الجنائيَّة الدوليَّة..!! { وفي رأيي أن «هارون» لم (ينبطح) للحركة، فلا هي قادرة - في المستوى الخارجي - على تسوية ملف الجنائيَّة بعد أن تجاوزه الاتِّهام وتطاول إلى الرئيس «البشير» شخصيَّاً، ولا هي - في المستوى الداخلي - قادرة على تحقيق مكاسب تُذكر لمولانا «هارون». { غير أن (مولانا) ظنَّ أنَّ (الصداقات) - وحدها - تكفي لإقامة علاقات سياسيَّة راشدة، ومستقرَّة، وقد كتبتُ في هذا الصدد من قبل. { «هارون» صديق ل «باقان»، و«عبد العزيز الحلو»، و«عرمان»، و«خميس جلاب»، و«ديق ألور» و«رياك مشار»، وتجده مقبولاً جدَّاً لدى الفريق «سلفاكير»، يداعبه، ويضاحكه، فأتاحت له هذه الميزة، التدخُّل كعضو في وفود (المؤتمر الوطني) المبعوثة من الرئاسة إلى الجنوب لتهدئة الخواطر مع «الحركة»، وحل بعض الإشكالات التي اعترضت طريق (الشراكة) الملغوم. { لكنَّ علاقات وصداقات الوالي «هارون» وتصنيفه ضمن (حمائم) المؤتمر الوطني عند الجنوبيين، رغم تصنيفه ضمن (الصقور) في ملف دارفور، لم تشفع له، أمام «الحركة» التي نادت قبل أيام - بمؤازرة المعارضة (الشماليَّة) - بضرورة إسقاط «أحمد هارون»، في انتخابات منصب الوالي المزمع إقامتها خلال الأسابيع القليلة القادمة!! { «الحركة» أعلنت على لسان «عرمان» أنَّها تسعى إلى (تحرير) ولاية جنوب كردفان، وجعلها قاعدةً للانطلاق لتحرير كل السودان من حكم (آل هارون)!! { من حق أي حزب أن يسعى إلى إسقاط الحزب الآخر، هذه بديهيَّة ديمقراطيَّة، ولكن مستوى (التسخين) و(ناريَّة) الخطاب، توحي وكأنَّ مرشَّح «المؤتمر الوطني» في تلك الولاية هو «عوض الجاز» وليس «أحمد هارون» الرقيق البشوش الذي طالما جلس إليهم بود زائد يبحث معهم عن (المخارج)!! { وهذا يؤكِّد أنَّها (حركة) غادرة.. لا أعراف لها ولا أخلاق في ممارسة العمل السياسي. { «هارون» الآن هو (عدو) الحركة (الأوَّل).. ومن ورائها (ناس قريعتي راحت) في (التحالف)، الذين لا يعرفون الفرق بين «كاودا»، و«كادقلي»..!! { أخي «هارون» تحتاج أن (تتحزَّم) و(تتلزَّم).. و(ترمي قدَّام).. لا نريد شيئاً اسمه «الحركة الشعبيَّة» في جنوب كردفان، ولا في كل السودان.. أسقطهم كما أسقطوك في حساباتهم.. أسقطهم وباكتساح.. حتَّى يدخل كل (ضب) جحره.