{ اعترافات المحكومين بالإعدام، غير مجدية أبداً ولا تخفف من الحكم عليهم، بل تزيد أحياناً من ضغط الأنفاس الساخطة عليهم. كما الآن محاولتي للاعتذار عن احتجابي بسبب ضغط الأنفاس عليّ طوال المدة الماضية جراء التهاب الشعب الهوائية.. وحكمها عليّ بعدم الكتابة والتواصل مع الجميع هو حكم مضى تنفيذه ومجرد اعترافي بالسبب لا شك غير مجدٍ أبداً..! لكنه تخفيف لوطأة ضميري واعتراف بالجميل الجميل لكل من هاتفني وراسلني مطمئناً أو مستفسراً أو معاتباً عن تعليبي ليحتجب اليوم داخل صندوق الصمت طوال المدة الماضية بلا مبرر منطقي. فقد كانت كلها مضاداتي الحيوية و(البنسلين) المحارب للمرض بداخلي. وما أدراكم بتصاريفه بداخلي فهو يشقيني في روحي أكثر من أعضائي الحيوية لهذا تشفيني أنفاس الأحباب والأصدقاء أكثر من أقراص الأطباء. وما طاب لي أكثر في حين مرضي الماضي أنني عرفت إلى حد ما مقدار (غلاوتي) لدى كثيرين. مما جعلني (اتدلع) وأطيل فترة نقاهتي أكثر كي ادخر مخزون الفترة القادمة حين عافيتي - بإذن الله - وهذا اعتراف آخر. { آخر أنباء التعليم وبعد أن استطالت وتمددت فكرة التخريج الأسطوري الذي تمارسه رياض الأطفال لتمريرهم للمرحلة التعليمية القادمة، ولتبرير إعلانهم عن رياضهم لسنة دراسية قادمة؛ فقد قررت إدارة التعليم ما قبل المدرسي أن تلغي مسألة التخريج هذا نهائياً.. ونهائياً هذه بمعنى نهائي جداً، وبمعنى ألاّ تقوم روضة أو مؤسسة تعليمية، مهما بلغت قدرتها المالية أو السلطوية، بتخريج دفعة رياض أطفال في خارج أسوار الروضة أو المؤسسة. وهذا قرار تأسس على خلفية شكوى من أحد أولياء الأمور ليس المتضررين مادياً من عدم تمكنهم من دفع رسوم التخريج التي هي غير الرسوم الدراسية السنوية أو الشهرية، لكنه من الأولياء المتضررين نفسياً وفكرياً ومنطقياً من فكرة سيئة وغير مجدية وبمثابة حكم الإعدام على أطفال غير مذنبين سوى بجرم دخولهم في منظومة تعليمية غير مقدرة لعواقب ما بعد التخريج أو ما غير التخريج! فهناك أطفال لا يستطيع أهلهم توفير رسوم التخريج أو على أفضل حال لا يمتلكون الوقت للتخريج أو المصاريف الإضافية التي تتبع التخريج من ترحيل وضيافة، ...إلخ.. وهناك من لديهم الرأي السالب - كما ولي الأمر ذاك - لكنهم يكتفون بتطبيقه على طفلهم وحده فيقع في حفرة نفسية من (اشمعنى أنا ما أتخرج؟) وهذا سؤال يستمر أزيز علامة استفهامه حتى أوان التخريج الجامعي الذي هو كذلك فوضى جاهلية لا علاقة لها بالشهادة الجامعية. { ونجتمع معظمنا في ميدان الغضب مع ولي الأمر ذاك برفضنا لأشكال التخريج الفخمة والخيالية التي يدخل بواباتها الأطفال ويعيشون قصصاً خرافية فيها تبدأ بالعروس والعريس ولا تنتهي أحياناً! لكن الفرق في الخطوة والفعل الذي لغى به السكوت عن الحق و(الصاح) وغيَّر بيده وقدمه ولسانه وترك قلبه لنا نضعف بها إيماننا بضرورة التعليم ما قبل المدرسي قبالة اقتناعنا بضرورة التخريج ما قبل الجامعي! وجعل إدارة التعليم ما قبل المدرسي تمضي عقب كل تخريج فاحش عبارة (حضرت ولم أجدكم. التعليم). إنه قرار متأخر جدا كاعتذاري واعتراف المحكومين، لكنه بلا شك سيخفف من وطأة التخريج على أطفال قادمين بذات الدرب وسيعيد إلى وزارة التربية والتعليم بعض رونق وقارها الذي تفقده كل عام أمام الضرورة الاقتصادية بخصخصة التعليم وخساسة مستثمري التعليم بتحويله إلى (بِزنِس) فقط لا علاقة له أبدا بمبادئ ولا أصول التربية والتعليم، منذ ما قبل المدرسي وحتى إلى ما بعد الجامعي. ويجمعنا كلنا كأولياء أمور أو رأي وقولة حق على أن التعليم بحاجة إلى تغيير وثورة وبحضور الجميع ليكون مدخراً لسنوات قادمة تحفظ صحة التعليم وعافيته حتى لا (يتدلع)على أبنائنا ويحكم عليهم بإعدام عقولهم ومستقبلهم بقرار لن تُجدي معه أي اعترافات لاحقة.