{ يظهر أن الفرنسيين والبريطانيين الأمريكيين ذهبوا أكثر من اللازم إبان تنفيذهم قرار مجلس الأمن بفرض حظر على الطيران في ليبيا!! { وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية؛ عمرو موسى: ما حدث في ليبيا يختلف تماماً عن الهدف الأصلي الذي هو فرض حظر على الطيران في ليبيا، وما نريده هو حماية المدنيين وليس قصف مدنيين آخرين! { لقد قدّمت سياسات العقيد القذافي الرعناء ليبيا على طبق من ذهب للفرنسيين والبريطانيين والأمريكيين، مثلما قدّمت من قبل سياسات رعناء أخرى انتهجها الرئيس صدام حسين العراق على طبق من ذهب لنفس هذه القوى. { والجامعة العربية ضعيفة عاجزة منذ أن نشأت في عام 1945م وكان ضعفها وعجزها دواماً يجسِّدان ويعكسان الضعف والعجز العربيين سواء على مستوى الشعوب أم على مستوى نظم الحكم، ولم يكن ممكناً أبداً أن تضطلع الدول العربية وحدها، في ظل الظروف الحالية، بمسؤولية فرض حظر على الطيران في ليبيا، رغم أن هذه الدول أنفقت ملايين، بل بلايين، الدولارات على تسليح جيوشها. { لكن هذه الجيوش، في غياب الإرادة السياسية العربية، مجرد ديكور تراه الشعوب العربية في الاستعراضات العسكرية التي تُقام في أعياد الاستقلال أو الثورة. { ولذلك قبلت، وربما اقترحت، الدول العربية تدويل الحل الذي يجب أن يُنفذ في ليبيا، وانتهزها الخواجات فرصة ثمينة يجب أن يعضُّوا عليها بالنواجز، وقد لا تتكرر في المستقبل المرئي، ألم يقل الشاعر العربي: «وعاجزُ الرأي متلافٌ لفرصتهِ إذا ضاعَ أمرٌ عاتبَ القدرَ» { ولقد انتهى العمر الافتراضي لنظام القائد الأممي معمر القذافي، وانتهت صلاحيته تماماً وفقد شرعيته التي كانت مبنية في بعض جوانبها على سكوت الشعب، والسكوت رضا، ولكن كان المأمول أن يكون رحيل ملك الملوك عملاً ليبياً بحتاً، أو عربياً، لكن ذلك لم يحدث، ولذلك فإنَّ تداعيات رحيل العقيد القذافي سوف تتضمَّن كثيراً من السوالب. { وسوف يُضطر الثوار الليبيون المنتصرون إلى إنفاق كثير من الوقت والجهد لإزالة هذه السوالب التي خلقها التدخل الأجنبي الذي تمَّ تحت غطاء مجلس الأمن والأمم المتحدة. { ولقد تتعثر مساعيهم، فالظرف العام ليس أبداً في صالح كل ما هو عربي! { وهناك فقرة لا بُد منها عن عمر موسى الذي يذكر له الجميع أيام كان وزيراً لخارجية مصر مواقفه المعقولة من إسرائيل وحينما انتقد الإسراف في العمليات العسكرية التي نفذتها فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدةالأمريكية فإنه كان يقوم بما يمليه عليه ضميره أميناً عاماً للجامعة العربية وكان في باله أيضاً أنه أحد مرشحي الرئاسة المصرية! حيث الشعب الثائر العريق الرافض للهيمنة الأوروبية الأمريكية!