{ في مقال نشرته مجلة «تايم» الأمريكية يوم 16 مارس الجاري وكان عنوانه هو «لماذا لم يسقط القذافي»؟ جاء ما يلي: { (بينما كانت مجموعة الثمانية ومجلس الأمن يتجادلون في مسألة حظر الطيران في ليبيا قبل يومين «انفجرت» العاصمة الليبية طرابلس بالاحتفالات والأفراح الصاخبة بعد أن وصلت إليهم معلومات بأن قوات القذافي أعادت سيطرتها على «أجدابيا» التي كانت خاضعة لسيطرة الثوار التي تعتبر العقبة الأخيرة التي تواجه قوات القذافي المتجهة إلى بنغازي معقل الثوار الأكبر وعاصمتهم. { والسؤال الذي يمكن أن يُطرح أمام المجتمع الدولي هو ماذا إذا ما تمكن القذافي من قمع الثورة واستمر في الحكم؟ { ومن أسبوعين فإن الصحفيين من بعض الدول دخلوا طرابلس وكانوا يتوقعون دخول الثوار منتصرين وفي ذلك الوقت قال الرئيس الأمريكي؛ باراك أوباما، ورئيس الوزراء البريطاني؛ ديفيد كاميرون، والرئيس الفرنسي؛ ساركوزي، قالوا: إن القذافي يجب أن يذهب. { وبينما ظل هؤلاء القادة يتجادلون في الكيفية التي يمكن من خلالها تحقيق رحيل القذافي كانت قوات القذافي تهاجم الثوار وتجبرهم على التراجع إلى بنغازي). { ونكتفي بهذا القدر من المقال الذي نشرته مجلة «تايم» الأمريكية في عددها الصادر أمس الأول الأربعاء ولا يحتاج الأمر إلى تفكير كثير ليصل المرء إلى ما وصلنا إليه منذ بداية الثورة الليبية التي تستهدف تغيير نظام العقيد معمر القذافي. { وخلاصته أن الدول الغربية في أوروبا والولايات المتحدةالأمريكية وفي أعمق أعماقها لا تريد سقوط نظام الرئيس القذافي، وما أكثر الأسباب. { وليست الدول الغربية وحدها التي لا تريد سقوط نظام العقيد وإنما معها إسرائيل. ونحن لا نريد أن يسقطه الغربيون والإسرائيليون، فسقوطه أو إسقاطه مسؤولية يستطيع الشعب الليبي أن يضطلع بها. لكن اللافت هو أنه لو كان الغربيون والإسرائيليون يريدون إسقاطه لكان في مقدورهم أن يحققوا ذلك بمنتهى السرعة والسهولة والسلاسة. { فلقد أسقطوا من قبل الرئيس صدام حسين وكان أقوى من معمر القذافي واحتلوا العراق ولا يزالون وهو أقوى وأغنى وأكثر أهمية من ليبيا! { والمسألة واضحة ولا تحتاج إلى أي اجتهادات، فهنا - أي في ليبيا - حاكم يحقق ما يبتغونه وعلى الوجه الأمثل ولم تنتهِ صلاحيته من وجهة النظر الأوروبية والأمريكية والإسرائيلية. ومن هنا فإن استمراره احتمال وهو احتمال مؤسف، لكنه في النهاية لا يصح ولن يصح إلا الصحيح، والصحيح هو أن يذهب ملك الملوك إلى الماضي. وسوف يذهب!!