هاجم قيادي بارز بالحزب الاتحادي الاصل اجتماع هيئة قيادة الحزب الذي ينعقد هذه الأيام بالقاهرة بدعوة من السيد محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب، وقال في تصريح صحفي إنه لا داعي لمواصلة مسلسل اجتماعات الحزب في بعض العواصم العربية في الوقت الذي يتعرض فيه السودان إلى استهداف خارجي واضح ومؤامرات تهدف لتفتيته عبر مختلف الوسائل. ونوّه القيادي الاتحادي، الذي فضّل حجب اسمه، إلى أنه كان من الضروري أن يكون الحزب الاتحادي في حالة انعقاد دائم داخل السودان ليواجه مع القوى السياسية الأخرى المهددات التي تشهدها البلاد، مطالباً بضرورة وجود رؤية إستراتيجية واضحة للحزب تحدد موقفه وموقعه هل هو في المعارضة أم في الحكومة؟ وسخر من تكرار الدعوات للاجتماع بالخارج قائلاً: هل أصبح الحزب الاتحادي جزءاً من جهاز المغتربين تتنادى قيادته خارج السودان متنقلةً بين العواصم العربية والأوروبية بدلاً عن الوجود مع جماهيره العريضة في مختلفة أصقاع البلاد؟ وانتقد تركيبة هيئة قيادة الحزب، وقال إن ما يُسمَّى بهيئة القيادة تتكون من أشخاص بعضهم لا علاقة له بحقيقة ما يجري في الشارع السوداني، وبعضهم تسلقوا لقيادة الحزب مؤخراً دون أن تكون له صلة بماضيه ولا حاضره، ودعا هيئة القيادة إلى عقد لقاءاتها بالداخل والالتحام بالجماهير الاتحادية الصامدة والصابرة، مشيراً إلى أن القواعد الاتحادية قد ملّت مثل هذه اللقاءات التي تتم خارج أرض الوطن خاصةً بعد أن زالت الأسباب الأمنية التي كانت تمنع عقدها، وقام الحزب دون غيره من الأحزاب الكبيرة بالمشاركة الفعلية في الانتخابات البرلمانية وانتخابات رئاسة الجمهورية، مؤكداً أن الجماهير الاتحادية تتابع بحذر شديد ما ستتمخض عنه مثل هذه الاجتماعات آملاً ألاّ يكون الغرض منها المزيد من تحكم المركز وغياب الديمقراطية داخل التنظيم واستمرار هيئة القيادة بصورتها الراهنة، كما تخشى الجماهير الاتحادية أن تفاجأ بقرار يعبِّد الطريق لإرث طائفي تنقصه التجربة والاحتكاك اليومي والممارسة المفتوحة والمسؤولة مع الشارع العريض، مشيراً إلى أنه إذا حدث مثل هذا القرار فإن الأمر يحتاج إلى مزيد من العمل الواضح والشجاع في مواجهة صريحة يكون فيها الحزب الاتحادي بالصورة التي ورثناها من قياداتنا التاريخية في نوفمبر 67 أو لا يكون، كما يعني أيضاً أن هذه القيادة لا تتابع ما يجري حولها في العالم العربي من أحداث.