الخرطوم - نادية محمد علي - مهند عبادي مقطوعاته الموسيقية ظلت لأعوام هي مفتتح برامج تلفزيون السودان عند إنشائه في الستينيات.. وكان أول من قدم الموسيقى فقط في مجتمع أدمن الغناء بأنواعه.. الموسيقار بشير عباس، كان قد قدم في العام 1955م أول مقطوعة موسيقية في الإذاعة باسم (شروق)، وتواصل عطاؤه عبر أصوات مميزة؛ عبد العزيز محمد داؤود وحسن عطية رحمها الله، ووردي أطال الله عمره، ورائعات النغم البلابل. أعماله الخالدة في ذاكرة المستمع السوداني قاربت (50) مقطوعة عدا الألحان التي قدمها للفنانين، وقد سجل زيارة كريمة إلى مكاتب تحرير (الأهرام اليوم) قبل عودته إلى (كندا) بساعات لإلقاء التحية على أستاذنا (الهندي) الذي يكتب كما قال بإحساسه ورأيه كمواطن في العديد من القضايا.. جلسنا إليه لدقائق وكانت حصيلتنا الآتي: حول الغربة وتأثيرها على عطاء المبدع أجاب بشير عباس بأن كل مبدع يبحث عن الهدوء والعزلة لينتج، وحالما توفر ذلك يمكنه الحياة بأي بلد في العالم، موضحاً أن أكثر أعماله استلهمها من طبيعة مدن الجنوب الساحرة في أنزارا، يامبيو، مريدي وغيرها، وقدم (نهر الجور) في العام 1960م، وفي أماسي الخرطوم أعلنها عبر المايك بأنه لن يعترف بانفصال الجنوب (لأنو الجنوب لو طار أو مشى من الخريطة حيرجع للشمال) على حد قوله. الموسيقار فاز بالمركز الثالث في يوم الموسيقى العالمي بألمانيا في 2007م وشاركت فيه (22) دولة، وفاز بالمركز الثاني في مهرجان التلفزيون والإذاعات العربية في 2005م بمقطوعة (نبتة حبيبتي)، ويقول: العالم كله اتفق على أن الموسيقى لغة عالمية لتوحيد الشعوب ما عدا السودان، وهذا واضح في برامجه وقنواته وإعلامه. ويزيد: لا أدري إلى متى ندور في دوامة غناء شعبي.. غناء بنات.. غناء حديث.. حقيبة غناء سباتة!! هذا كلام لا يقودنا إلى العالمية ولو أنفقت الدولة مليارات عليه، ومثال على ذلك أن سهرة قناة النيل الأزرق ليلة الثلاثاء مع الوزير السموأل حول أماسي الخرطوم وأم در الموسيقية لم تقدم فيها مقطوعة موسيقية واحدة رغم مشاركتي بليلة كاملة وحافظ عبد الرحمن والفاتح حسين!! وحول الفنانين الشباب قال الموسيقار بشير عباس إنه معجب بمحمود عبد العزيز وفرفور، ولا يمانع في تداول الشباب لأعمال الكبار، وقال إن فنانين مثل محمود عبد العزيز وفرفور لهم شعبية واسعة وسط الشباب، ومحمود أول من قدم أغنية (نور بيتنا) بعد البلابل بإتقان، وغناء الشباب للألحان يحفظها ويعيدها إلى الصدارة. وقال بشير إنه قدم لفرفور (10) أغان بالعود، ولحن خلال الأشهر ال(7) الأخيرة عدة أعمال لفنانات شابات هن إنصاف فتحي ومها عبد العزيز ورفيعة إبراهيم، وقدم أيضاً لحناً لأغنية (اسأل الليل) من كلمات صلاح إدريس وستقدم بصوت زيدان إبراهيم خلال الأيام القادمة، إضافة إلى مشاركته في أماسي الخرطوم وأم درمان، وأكد أنه لا يمانع في أن يؤدي الشباب ألحانه سواء استأذنوا أم لا، خاصة إن كانوا مميزين في الأداء. وعن ملاحظاته في أداء الشباب قال الموسيقار إنهم يبدعون في أداء أعمال غيرهم على عكس أعمالهم الخاصة، ويرجع هذا إلى ندرة الأعمال الجيدة حديثاً. وتوقع بشير عباس في ختام حديثه فشل أماسي بحري المزمع إقامتها لاحقاً لأسباب تتعلق بالدعم والتجهيزات.