رغم أنني وإن جاز التعبير أعتبر نفسي من مدرسة «النقد المباشر» والصريح والصادم إلى درجة موجعة لكنني أحاول دائماً أن أتحرى الصدق في ما أكتب وأعتبر أن ما نكتبه من ملاحظات حول بعض التفاصيل للأصوات والأشخاص يجب أن نلتزم فيه بالمنطق وعدم الشخصنة والاهتمام فقط بما يفيد من نوجه إليه النقد، وما يفيد من هم شركاء في المعادلة إن كانوا مستمعين أو مشاهدين أو حتى قراء، رغم ذلك أعترف بأنني اندهشت للنقد المدبب الذي وجهه أستاذنا ميرغني البكري للفنانة الكبيرة حنان بلوبلو وسبب اندهاشي أنني أعلم طول وعرض وامتداد العلاقة الإنسانية التي تجمع شيخنا البكري «بابنته» كما يقول حنان بلوبلو، والنقد الذي وجهه الأستاذ ميرغني لم يكن ذا صلة بصوت حنان أو غنائها أو أعمالها القديمة أو الجديدة ولكن البكري انتقد طريقة «الميك آب» للفنانة الكبيرة، أي والله شيخنا البكري الذي هو كوالدي لا يعرف الفرق بين قلم البيق وقلم الآي لاينر انتقد طريقة وضع حنان لمكياجها وإن لم يقل صراحة إن مكياجها «أوفر» لكنني فهمت ذلك من خلال كلامه، وبما أن بلوبلو أخذت نصيبها من حديث البكري ولم يترك لها «فرضاً ناقص» فدعوني أتجاوزها بالحديث إلى كثير من المغنيات والمذيعات اللائي يعتبرن أن كثرة المكياج وتداخل مدارسه بين النهاري والمسائي والخليجي يجعل الواحدة أكثر جمالاً وهي لا تدري أنها كما «البلياتشو» الذي يثير الضحك وهو يمزج ما بين الأحمر والأصفر والبينك ولعل أكثر من المكياج يستفزني خضاب الحناء الذي تزهو به بعضهن لدرجة أنها ترفع يدها باللازمة ومن غير لازمة لزوم الاستعراض ويا ريت يا ريت يا ريت كما قال السر قدور وغنى كمال ترباس يا ريت لو أن الواحدة تتحدث حديثاً له رأس وكرعين إذ أنها تقول كلام الطير في الباقير وما فارقة معاها طالما أنها قد أوصلت حنتها عبر الشاشة البلورية فتراها أمها ونسيبتها وحنانتها وكيتاً على البايركس. والأكثر استفزازاً من مذيعات الأخبار وتحديداً في الفضائية السودانية وتحديداً أكثر وبدون لف أو دوران هيام الطاهر وأماني عبد الرحمن السيد وحتى سارة فضل الله التي أشدت بسلامة نطقها وحضورها لم تسلم من «فخ» الشو والاستعراض على حساب وقار النشرة ورسميتها فتظهر كما رفيقاتها بثياب حفلات ومناسبات ناسية أنها تقرأ النشرة الرئيسة في الفضائية الرسمية مما يجعل هناك تناقضاً بين المحتوى والمظهر لذلك أعتقد أن مذيعاتنا محتاجات لدروس تلفزيونية تجعلهن يخرجن من هذا الإطار الذي وضعن أنفسن فيه وكأن الواحدة لو لم تملأ وجهها (بودرة وبعد بودرة) على حسب النكتة الشهيرة ستكون غاية في القبح ودعوني أشيد وأحيي تسابيح مبارك خاطر أن خرجت بنفسها من زفة الألوان لتبدو أكثر طبيعية وأصدقكم القول إنها ازدادت جمالاً وألقاً وعقبال نجود حبيب لأنها بدأت تسلك ذات طريق صويحباتها وهي تتعمد أن تبدو بمكياج يجعلها على غير طبيعتها وسبق لي أن لفت نظرها وقلت لها رجاء لا تكوني مستفزة على الشاشة وامنحي وجهك أريحيته وقربه من الطبيعي وإنتي زولة مليئة بالطموح ويرجى منك الكثير. في كل الأحوال نحن نرجو أن نشاهد مذيعات على قدر عال من الفهم ومن الحضور كريهام سعيد مثلاً مقدمة صبايا ولا مانع من مسحة جمال على خفيف وليس أقنعة ورموش ورتوش وإكسسوار من ماركة كشكي!! والله يا أستاذنا ميرغني لقيتك ماك هين!! كلمة عزيزة قبل أن يداهمنا الخريف والمجاري مقفولة واللوارى تقيف! ونقبل أن يتأزم الغاز والحكومة تسترخي عن الاستعداد الموسمي لنظافة المصفى، لكن هل معقولة أن تستبيح أجواءنا إسرائيل وتضرب بورتسودان بالأباتشي من غير أن تتعرض طائراتها لطلقة مدفع وقبلها باغتنا وفاجأنا خليل إبراهيم في تخوم أم درمان ماراً بسوق ليبيا! يا جماعة هذا أمن الوطن والمواطن أظنكم لا تحتاجون مني إلى لفت نظر. كلمة أعز كعادته دائماً متابعة واستجابة اتصل عليّ الأخ حسن فضل المولى المدير العام لقناة النيل الأزرق موضحاً موقف القناة من حديث الباشمهندس الغاضب على برنامج أفراح أفراح وكنت قد تساءلت عطفاً على حديث شقيق العريس عن حقيقة ما قال إنه «مبلغ مالي» دفعه لقاء بث حفل شقيقه حيث أوضح لي الأخ حسن أن القناة لا تتقاضى أي مبلغ مالي نظير هذه الخدمة وأن هذا الشخص تحديداً تم بث حفل زواج شقيقه في احتفالين الأول بالسودان والثاني بالسعودية وقال لي إن الأخ أبو عبيدة الذي يسجل من السعودية هو المسؤول تماماً عن إيجار الكاميرات وما إلى ذلك وكل صلته بالقناة أنه يمدها بشرائط المناسبات فقط. الشكر للأخ حسن على هذا التوضيح الذي أزال به أي لبس في الموضوع لتظل النيل الأزرق قناة كل السودانيين دون قبلية ولا جهوية ولا مجاملة.