{ ورد بالصحيفة خبر في الأيام الماضية، يفيد بتحدي «المؤتمر الشعبي» للقيادي بالحزب الاتحادي الأصل عثمان عمر الشريف، أن يتقدم ببيّنة تثبت تورُّط منتسبي المؤتمر الشعبي في نسبة الفساد بالبلاد، وذلك على خلفية اتهام القيادي الاتحادي للشعبي بالفساد. { لا أعلم تحديداً ماذا يقصد «الشعبي» بكلمة «بيِّنة».. وهي ذات (المخرج) الذي يلجأ إليه كل مسؤول عند محاصرته بالأسئلة..! { الآن يدور حديث كثير عن الفساد.. و(البيِّنة) الرسميّة التي يكاد يستند إليها الجميع هي تقارير المراجع العام السنويّة، التي تأتي بالفساد مرقَّماً وموضََّّحاً، فإذا أخذنا بهذه البيِّنة الرسمية نسأل «الشعبي»: في السنوات التي تصدَّرتم أو - إذا شئتم - شاركتم فيها في واجهة الحكم: هل نصبتم المشانق في السوح العامة.. أو قطعتم أيدي سارقي المال العام كما أمرت الشريعة؟! أو حتى أعلنتم المتورطين وفضحتموهم، (وهذا أضعف الردع).. أم فضلتم (الستر).. وعدم نشر (الفضائح) في حبال الإعلام..!! { «الشعبي»، الذي أسَّس عرَّابه نظام (الإنقاذ)، تجوَّل وفق أفكار منظِّريه.. ربَّما بفقه لا نفقهه..!! ف (جاهد) الحركة الشعبية و(تحالف) معها.. وعبَّأ للجهاد طريقاً لإعلاء (لا إله إلا الله).. ونادى بالحوار السلمي والدولة المدنيَّة..!! وفي كل مواقفه - بلا شك - (دهاليز) و(كواليس) تشكَِّل حلقة ناقصة في ظل سياسة (التعتيم) التي تصبغ المشهد السوداني بالغموض تماماً، ولا يخرج للناس إلا النذر اليسير من الحقائق.. وما خفي من صفقات وتحالفات وتكتلات.. دائماً أعظم. { الحكومة - الآن - نجدها أقرَّت بوجود فساد، وشكل الرئيس مفوضيَّة لمكافحته، وقال رئيس البرلمان مولانا أحمد إبراهيم في ندوة (واقع ومستقبل التشريعات الدستوريَّة)، التي نظمها الاتحاد الوطني للشباب السوداني، إن السودان ليس بمنجاة من الثورات بفعل الفساد الذي قال إن البلاد لا تخلو منه، لكنه حصر الفساد في مستويات دنيا قال إنها لا تتعلق بالحاكمين كما في مصر وتونس..!! { الفساد.. يا (مولانا) كالسوس.. ينخر من الأسفل إلى الأعلى.. كما أكلت دابة الأرض (منسأة) سليمان عليه السلام.. رويداً رويداً، حتى انهارت، وخرََّ نبي الله، يقول تعالى: «فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ». { وجود الفساد في (المستويات الدنيا) لا ببرئ ساحة (العليا).. المسؤولة عن (التعيين) و(المراقبة) و(المحاسبة)..!! { الفساد له وجوه كثيرة، بعضها قانوني، وهو الأخطر والأكثر هدراً للمال العام: حوافز وامتيازات وفواتير هواتف (رسمية) بأرقام فلكية.. وغيرها من الوجوه.. أمَّا الفساد (العديل) فليس المهم البحث عن بيّنة له، لا تتوفر إلا لل (منادين بالستر)، الممسكين بالمفاصل التنفيذيّة.. من تمرُّ بهم التقارير فيخلطون بين (الستر) و(التستُّر)، وتغيب عنهم نتيجة مهمَّة: المحاسبة في (السر) تقود إلى الاتهام في (العلن) بأن الفساد محمي..!! { ملكوا أهل السودان.. من توليتم أمرهم ويسألكم الله عنهم يوم الموقف العظيم.. ملِّكوهم تفاصيل محاسبة المفسدين، حتى لا يجزموا بأنكم من الذين إذا سرق فيهم الشريف تركوه.. { محطات { عندما أعلن أحد المطربين المغمورين أنّه بصدد إطلاق فضائيّة.. نادينا بوجود شرطي مرور (جوِّي) لضبط ا(لأجواء).. حتى لا يمرُّ بها من ليس له (رخصة) تخوله دخول بيوتنا من باب (التلفاز).. وهو منفذ خطير ومؤثر..!! { لكنَّ طائرة أجنبية عبرت (الأجواء) والحدود و(قصفت) سيارة داخل الأراضي السودانية.. ويبدو الآن الآن أننا نحتاج إلى ترتيبات أكبر من (شرطي المرور الجوي).. فالحكاية (جابت ليها طيّارات)..!! { حكومة ولاية شمال كردفان أعلنت عن طرح (2000) وظيفة للخريجين وحاملي الشهادة السودانية.. وهذه هي الاخبار المهمة، التي إن توالت حُلَّت الكثير من مشاكل السودان، فالعطالة آفة العقل والبدن والمجتمع.. لكن المهم أن تكون الوظائف متاحة بمبدأ المنافسة والكفاءة الأكاديميّة.. فقط..!! { نخشى التوتر بين وزارة الثقافة واتحاد المهن الموسيقية، بعد أن صرح العندليب زيدان بتهميشهم كاتحاد، والسبب أماسي الولاية الغنائية، التي قلنا إنها جهد مقدر، لكنه لا يبدو مدروساً جيداً، وما نتمناه أن تمضي الأمور في المستقبل بمنهجية أكثر.. تنسينا أخطاء البدايات.. ليندفق سيل الثقافة الهادر في مصبّاته الصحيحة.