{ من (الأهرام اليوم): تعودت الصحفية المصرية (المغمورة) أسماء الحسيني على الكتابة في الشأن السوداني من منصة التعالي الأجوف، وقاعدة الفتنة والتفجير. «أسماء» التي تكتب يومياً بالصفحة الأخيرة بصحيفة وزير الدولة «عادل عوض سلمان» (الشاهد)، كتبت مقالاً قبل أيام تحت عنوان (السودان هل تصله رياح التغيير؟) الآتي: (الأرض التي تقف عليها حكومة الشمال ليست صلبة تماماً، فهناك رياح التغيير التي تهب في الدول العربية من أقصاها إلى أقصاها والسودان ليس بمعزل عنها)، وتضيف: (وربما يؤخر أو يعطل تصاعد الاحتجاجات في السودان حتى الآن، هذا القمع الوحشي والقسوة البالغة اللذان يقابل بهما رجال الأمن الاحتجاجات)!! وتضيف: (الخطوات التي اتخذها «البشير» مؤخراً غير كافية لامتصاص الاحتقان الشعبي، فهناك دعوات حثيثة للشعب السوداني للخروج بكثافة)!! وتضيف: (البشير أمر مؤخراً بتشكيل مفوضية لمكافحة الفساد وحاولت أسرته وإخوته تبرئة أنفسهم من إشاعات حول تورطها بالفساد)!! مقال «أسماء» نشرته عدة صحف ومواقع عربية. { في ما يلي تنشر (الأهرام اليوم) مقال الزميلة «رفيدة يس» للرد على «أسماء» التي تمثل أحد عناصر النظام المصري السابق (المخربة) للعلاقات السودانية المصرية. وكان قد تم تكليفها قبل سقوط النظام بالتقارب مع «الحركة الشعبية» والجنوبيين لإنجاز مهمتها الجديدة، بعد أن قلبت ظهر المجن للمؤتمر الوطني.. ويستاهل المؤتمر الوطني الذي فتح مكتب الرئيس البشير لهذه الصحفية المغمورة، عندما أغلقه ومازال في وجوه رؤساء تحرير الصحف السودانية: { مقال الزميلة «رفيدة» : يبدو أن رياح التغيير التي هبت على المنطقة دفعت من كانوا يتوارون خلف الستار إلى خروج ومحاولة نفض الغبار الذي ظل عالقاً بسيرتهم الذاتية أينما ذهبوا، ليظهروا لنا فجأة بلباس الثوار والمناضلين، ولكن مع فارق توقيت، ومثال لذلك الأستاذة الصحفية بجريدة الأهرام المصرية أسماء الحسيني، فها هي كعادتها (تفتي) في الشأن السوداني بعلم وغير علم، لتعطينا كبسولات النصح لحل مشكلات السودان ومسبباتها. عايشت أحداث الثورة المصرية من داخل ميدان التحرير وشهدت تاريخ مولد صحوة هذا الشعب العظيم، وكم كانت ثورته نظيفة وحضارية وراقية..! لكن سؤالاً ما زال يدور بذهني منذ اندلاع تلك الثورة: أين كانت تختبئ أسماء الحسيني تلك الأيام؟ فلم أقابلها يوماً في ميدان التحرير، ولم أر قلمها يسطر كلمة إلا بعد سقوط نظام مبارك، حيث تناولت (الشريفة) أسماء كما تسمي نفسها حبوب شجاعة وتحولت بقدرة قادر إلى مناضلة تهاجم النظام الذي كانت تدافع عنه وعن استقراره وحنكة مسؤوليه السياسية، وهي لاعب أساسي في أوراق العلاقات السودانية المصرية، ويا سبحان مغير الأحوال.. ركبت أسماء وغيرها موجة التغيير وكأنهم صانعوها، وفي ذلك رسالة أود توجيهها إلى الشريفة أسماء، هي أن السودان ليس بحاجة إلى نصائحها الذهبية التي عليها أن توفرها للشأن الداخلي المصري الذي هو أولى بثورتها الوليدة بعد فوات الأوان، لكي تعوض خروجها المتأخر عن المشاركة فيه بعد ضمان عدم الخسارة اهتداءً بالمثل القائل: "الثور لما يقع بتكتر سكاكينه"، وأذكّرها بأن السودان هو من صنعها وأمثالها وجعل لهم قيمة، ببساطة السودانيين وطيبتهم التي تجعلهم يصدقون حبها وتضحيتها من أجل السودان، حتى على مستوى حياتها الشخصية، لتذكر لكل من تقابله صغيراً كان أم كبيراً أنها انفصلت عن زوجها الصحافي المصري المعروف أنور الهواري وخسرت بيتها بسبب حبها للسودان، لكي تستعطف قلوبهم. ذكرتني أسماء بموقف ماري انطوانيت عندما قيل لها: "الشعب مش لاقى عيش" فردت: "ما ياكلوا بيتي فور"، ويقترب حديث أسماء مع انطوانيت عندما قالت في إحدى مقالاتها: "إنه من المؤكد أن أحد أسباب الثورة في مصر، هو الإحساس الشعبي العارم بضرورة إعادة صياغة سياسة مصر الخارجية تجاه قضاياها الحيوية، وعلى رأسها قضية العلاقة مع السودان"، شر البلية ما يضحك؛ فأسماء تقول إن الشعب المصري انتفض بسبب العلاقات المصرية السودانية، ويدهشني أن السيدة أسماء تتحدث وكأنها من كوكب آخر، رغم أنها تسكن في منطقة الهرم، وفي طريق عودتها لمنزلها تمر بزحمة شارع فيصل، وترى الآلاف الغلابى الذين يقفون في صفوف طويلة أمام طوابير العيش وغيرهم ممن ينتظرون المواصلات و.. و.. إلخ، وكأنها لا تعلم أن المواطن المصري مهموم فقط بلقمة عيشه، لا بعلاقات مصر الخارجية، لكني عذرتها لأني توقعتها تتحدث من منبر عزوماتها في أبو شقرة للمشويات أو على ضفاف النيل في المطاعم السياحية الفاخرة (بلو نايل) و(امبريال). وما لا تريد أن تعترف به أسماء هو أن الثورة المصرية لم يكن للطليعة والنخبة والمثقفين أو الصحفيين دور فيها، بل كانت من عرق الكادحين، وفكر المتطلعين إلى حياة أفضل، والشباب المستنيرين، حتى وإن لم ينتموا إلى حزب سياسي، فالشعب المصري أراد الحياة بأبسط متطلباتها، وما كان من القدر إلا الاستجابة بعد شقاء دام لأكثر من ثلاثة عقود. أذكر ذات يوم جمعتني طاولة مع مسؤول حكومي رفيع في وجود السيدة الحسيني، كانت تحدثه عن حبها للسودان وعن حكمة المؤتمر الوطني في الوصول إلى اتفاقية نيفاشا مع الحركة الشعبية، وهي تعبر عن خوفها من انفصال الجنوب على السودان، وأنا لا أدري هل السبب كان ذلك فعلاً أم مياه النيل؟ وبعد أن انشرحت ملامح المسؤول لثناء أسماء على إدارة "الوطني" لشؤون البلاد، بادرها الرجل بسعادته لاهتمامها بالسودان، مطالبا إياها بالتعمق أكثر في التعقيدات الداخلية، وما كان منها إلا أن ردت بعبارتها الشهيرة: (ربنا يخليك يا استاذنا ربنا يخليك)، وفي ذلك قصة أخرى سأذكرها لاحقاً. وأخيراً يا أسماء (اقعدي في علبك)، وخلي الطابق مستور..!