بينما كان للدول العربية ممثلة بجامعتها موقف «عنيف» من نظام العقيد معمر القذافي، تمثل في الدعوة لفرض حظر على الطيران في ليبيا، وقد كان هذا الفرض ولا يزال في صالح الثوار وإن كانوا يرونه غير كافٍ ؛ كان للأفارقة ممثلين في الاتحاد الإفريقي موقف آخر متعاطف تقريباً مع نظام العقيد. ففي العاصمة الليبية طرابلس التي تسيطر عليها قوات القذافي قال رئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما: إن القائد الليبي معمر القذافي قبل بخارطة طريق تتضمن حلاً للصراع الدائر في ليبيا. وكان الرئيس زوما قاد وفداً إلى ليبيا يضم خمسة من الرؤساء الأفارقة وقال إنه متفائل بأن بياناً بذلك سوف يصدر. ومن المقرر أن يتوجه الوفد الإفريقي - باستثناء الرئيس زوما - إلى بنغازي معقل الثوار الليبيين لعرض خارطة الطريق التي قبل بها العقيد القذافي عليهم. ومن داخل مقر العقيد القذافي في باب العزيزية، طالب الرئيس زوما منظمة حلف شمال الأطلسي «ناتو» بوقف الهجمات الجوية على الأهداف الليبية، وكان الرئيس زوما يشير إلى العقيد القذافي بما يحلو ويطيب له: الأخ القائد!؟ ويقولون إن الرئيس زوما تربطه علاقة قوية مع العقيد القذافي، والحقيقة أنه ليس زوما وحده الذي تربطه علاقات وثيقة بالقذافي وإنما كثير من الرؤساء الأفارقة خاصة جنوب الصحراء، وليس في الأمر عجب؛ فالعقيد هو ملك ملوك إفريقيا!! وقال أحد مسؤولي الاتحاد الإفريقي إن الخطة تتضمن وقفاً فورياً لإطلاق النار، وتوصيل المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها، وحماية الأجانب في ليبيا، وحوار الأطراف المتصارعة لقيام فترة انتقالية تفضي إلى الإصلاحات السياسية، وأضاف أن الشعب الليبي هو الذي يختار قياداته. لكن الثوار من جانبهم ما زالوا على موقفهم القديم المتمثل في رفض أي حل يستمر بموجبه القذافي أو أي فرد من عائلته في الحكم. ومنذ الثورة الليبية لم يزر أي من الحكام العرب ليبيا، وكثير منهم يكرهون القذافي ولا يثقون به وبعضهم عانوا من تدخلاته وتآمراته عليهم. وكان العقيد القذافي عندما تولى السلطة في سبتمبر 1969م متحمساً ومندفعاً نحو العروبة وكل ما هو عربي، ومع العقود ولأسباب كثيرة انكمش العربي وربما اختفى في داخل العقيد وبرز مكانه الإفريقي المنتمي إلى جنوب الصحراء. ويقولون إنه كان سخياً مع الأفارقة رغم أنه أصلاً بخيل كما نُسب إلى عمرو موسى، الأمين العام للجامعة العربية.. ومن الواضح حتى الآن أن الأفارقة وفي حدود إمكاناتهم لم يخذلوا ملك الملوك.