{ خلال رحلته الأخيرة إلى الولاياتالمتحدة الأمريكيَّة مرافقاً للفريق مالك عقار، ظل ياسر عرمان، نائب الأمين العام للحركة الشعبية، يخاطب بعض المؤسّسات والجماعات الأمريكيَّة محرِّضاً إياها على ضرورة استمرار فرض العقوبات على السودان (الشمالي) بعد الانفصال. { «عرمان» أطلق اسماً أو وصفاً جديداً على منطقتي جنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق عندما قال إنهما يمثلان (الجنوب الجديد)..!! بسبب التهميش الذي تتعرض له المنطقتان..!! { (الجنوب الجديد) هو عنوان (خطة عمل) بقايا الحركة الشعبية في شمال السودان، ولهذا فإنهم ظلوا يهدِّدون خلال الأيام الفائتة بالخروج إلى الشارع إذا لم تفز الحركة الشعبية بانتخابات جنوب كردفان في ما يتعلق بمنصب الوالي ومقاعد المجلس التشريعي للولاية..! { أما «مالك عقار» الذي تم تنصيبه رئيساً لقطاع الشمال (غير الشرعي) بعد أن اكتفى «عرمان» بمنصب الأمين العام و«عبد العزيز الحلو» بموقع نائب الرئيس، فقد حاول «عقار» تحريض مجموعات الضغط الأمريكية، منبهاً إلى أن المؤتمر الوطني يسعى إلى تحويل السودان بعد التاسع من يوليو القادم إلى دولة (طالبانية) متطرفة، لكنهم - عقار وقطاعه المقطوع - سيقفون ضد هذا المشروع الطالباني، وسيتحالفون مع القوى المهمشة في الشمال لإسقاط النظام..!!. { الغرض الأساسي من رحلة عقار - عرمان إلى أمريكا هو التأكيد على أن قطاع الشمال هو الحليف الإستراتيجي (الوحيد) في السودان للولايات المتحدةالأمريكية..!! وهذا ما قاله «عرمان» (بعضمة لسانه) في أحد تلك اللقاءات. { «عرمان» يحاول الآن البدء في تنفيذ المرحلة الثانية من مشروع تمزيق السودان، فإن ذهب (الجنوب) فإن (الجنوب الجديد) ينبغي أن يلحق به، ومن ثم دارفور، ثم شرق البلاد، ليتوزع السودان الكبير إلى (خمس) جمهوريات.. تماماً كما تكهن الدكتور الترابي!! { والحكومة تنظر إلى «عقار» و«عرمان» وتنتظر تدشين المرحلة الثانية ولا تحرِّك ساكناً. { والمؤتمر الوطني فيه من ينادي بحق مجموعة قطاع الشمال (مقطوعة الطاري) في العمل السياسي بالشمال! { والذين أسقطوا بغتة مواد الجنوب من دستور السودان الانتقالي ومنعوا نواب الجنوب من الاستمرار في ممارسة حق النيابة عن الشعب بعد إعلان الانفصال، حتى بُوغتت الرئاسة بالقرار، ثم سارعت إلى تأييده، هؤلاء لم يتصدوا حتى الآن لإنجاز القرار الأهم، وهو إسقاط حق قطاع الشمال التابع للحركة الشعبية في العمل السياسي بجمهورية السودان بعد انفصال الجنوب. { إذا كان البعض داخل الحكومة ما زال راجفاً ومرتجفاً من (الڤيتو) الأمريكي، منتظراً الوعود الكذوبة برفع العقوبات والتطبيع الكامل مع السودان، فإن آخرين لا يعرفون الإحساس بالرجفة ينبغي أن يخرجوا إلى الملأ ليعلنوا أن قطاع (الجنوب الجديد) في الشمال لا مكان له من الإعراب في الساحة السياسية السودانية. { وليستقِل عقار إن أراد، وليفعل ما يشاء، فإنه إن تمرد في أطراف «الكُرمك» وعلى حدود إثيوبيا لن يشكل ضرراً أبلغ من منحه شرعية العمل على التقسيم والتمزيق من داخل السلطة وبموارد الدولة كحاكم لأحد الأقاليم ورئيس للجنته الأمنية. { فليذهب «عرمان» إلى الجحيم فلن تستقبله.. الجحيم..!!