جريدة «ذي واشنطن بوست» هي ثانية اثنتين في الولاياتالمتحدةالأمريكية، فهي وجريدة «ذي نيويورك تايمز» تُعتبران أكبر وأهم جريدتين في ذلك البلد الغني القوي الذي ظل منذ سقوط الاتحاد السوفيتي، مطلع تسعينات القرن الماضي، متربعاً على قمة العالم. وجاء في تقرير نشرته جريدة «ذي واشنطن بوست» أن وزارة الخارجية الأمريكية كانت تموّل سراً الجماعات المعارضة للرئيس السوري بشّار الأسد منذ عام 2005م وأنها كانت تدعم المعارضين حتى في الوقت الذي كانت تجري فيه محادثات مع الحكومة السورية وكان مصدر الجريدة هو برقيات ويكيليكس الشهيرة. ومن الجهات التي مولتها الحكومة الأمريكية قناة «پردَى» التلفزيونية السورية التي تبث من العاصمة البريطانية لندن. وپردى نهر سوري شهير رغم صغره تصدّر عشرينات أو أول ثلاثينات القرن الماضي بقصيدة جميلة لأمير الشعراء أحمد شوقي سلامٌ من صبا بردى أرقُّ ودمعٌ لا يُكفكف يا دمشقُ وتتخذ قناة «بردى» في أخبارها وتعليقاتها موقفاً مناهضاً للنظام السوري، ومديرها هو أحد مؤسسي حركة «العدل والتنمية». وتقول الجريدة وفقاً لويكيليكس إن الولاياتالمتحدة قدمت لقناة «بردى» ولمعارضين آخرين داخل سوريا مبلغ 6 ملايين دولار، وكانت الولاياتالمتحدة بدأت في تمويل مجموعات المعارضة السورية في عهد الرئيس بوش منذ أن جمّد علاقاته مع سوريا في أعقاب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الذي تمّ عام 2005م وهو الاغتيال الذي يرى البعض أن سوريا كانت وراءه. ثم تدهورت العلاقات الأمريكية السورية بعد تصاعد المواجهات بين إسرائيل وحزب الله على الحدود اللبنانية السورية عام 2006م. وبعد مجئ أوباما سعت الإدارة الأمريكية إلى أن تغير الحكومة السورية سياساتها المتعلقة بإسرائيل ولبنان والعراق والجماعات المتطرفة.. وبعد غياب خمس سنوات عاد السفير الأمريكي إلى العاصمة السورية دمشق. وطبعاً ليس بالضرورة أن يكون كل ما تنشره أية جريدة في العالم، ومن هذه الجرائد «ذي واشنطن بوست»، صحيحاً مائة بالمائة، وأيضاً فإن تسريبات ويكيليكس ليست كتاباً منزلاً ولكن فيها بعض الحقيقة. وهناك مسألة مهمة هي أن توقيت النشر والتسريب ليس عشوائياً فهو يتم وفق خطة محكمة ليخدم أهدافاً محددة تسعى إلى تحقيقها الجهات التي كانت وراء النشر والتسريب. وفي الحالة التي نحن بصددها الآن يبدو أن من هذه الأهداف تشويه المعارضة السورية وإعطاء الإحساس بأنها معارضة عميلة!!