طالبت المعارضة اللبنانية باستقالة الحكومة اثر التفجير الذي ادى الجمعة الى مقتل رئيس فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي العميد وسام الحسن، بحسب ما جاء في بيان لقوى المعارضة. واجمعت دول العالم بما فيها سوريا على ادانة الاعتداء. واورد بيان المعارضة الذي تلاه أحمد الحريري، الامين العام لتيار المستقبل احد ابرز احزاب المعارضة، “هذه الحكومة مطالبة بالرحيل ورئيس الحكومة (نجيب ميقاتي) مدعو شخصيا الى تقديم استقالته فورا”، وذلك اثر اجتماع طارئ عقدته قوى المعارضة مساء الجمعة في منزل رئيس الوزراء السابق سعد الحريري في وسط بيروت. واعتبرت المعارضة الممثلة بقوى 14 اذار ان بقاء الحكومة “يشكل اعلى درجات الحماية للمجرمين لتغطية هذا المخطط الاجرامي”، محملة رئيسها “بالدور الذي ارتضاه لنفسه، مسؤولية دماء العميد الشهيد وسام الحسن ودماء الابرياء الذين سقطوا في الاشرفية”. وكان الحسن قتل في انفجار استهدفه الجمعة في منطقة الاشرفية في شرق بيروت، وادى ايضا الى مقتل سائقه وستة اشخاص آخرين، واصابة 86 شخصا بجروح، بحسب مصدر حكومي. واتهمت اطراف في المعارضة اللبنانية المناهضة لسوريا نظام الرئيس بشار الاسد بالوقوف خلف الاغتيال، لا سيما منها رئيس الوزراء السابق والزعيم السني سعد الحريري، اضافة الى الزعيم الدرزي وليد جنبلاط. وقال سعد الحريري ردا على سؤال “اتهم بشار حافظ الاسد”. من جهته قال جنبلاط “اتهم علنا بشار الاسد ونظامه بقتل وسام الحسن”، مشيرا الى ان النظام السوري “خبير في الاغتيال السياسي ويجب ان يكون ردنا سياسيا”. وبينما وجهت المعارضة اللبنانية الاتهام الى دمشق، دانت سوريا التفجير معتبرة انه عمل “ارهابي جبان”، بحسب ما افادت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا). ونقلت الوكالة عن وزير الاعلام عمران الزعبي قوله ان “هذه التفجيرات الارهابية مدانة اينما حدثت وليس هناك ما يبررها”. كما عبر مجلس الامن الدولي عن ادانته “الاعتداء الارهابي” وحض اللبنانيين على “المحافظة على الوحدة الوطنية”. وقدمت الدول ال15 الاعضاء في مجلس الامن في بيان “تعازيها الصادقة الى ضحايا هذا العمل الشنيع”، مشددين على ضرورة “ملاحقة المسؤولين عن هذه الجريمة ومن اعدوا لها ووفروا لها الدعم المالي امام القضاء”، مؤكدين عزمهم على دعم جهود الحكومة اللبنانية في هذا الصدد. وكرر مجلس الامن “ادانته من دون تحفظ لاي محاولة لزعزعة استقرار لبنان عبر اغتيالات سياسية”، داعيا “جميع اللبنانيين الى المحافظة على الوحدة الوطنية” في مواجهة تلك التهديدات وداعيا ايضا جميع الافرقاء اللبنانيين الى “مواصلة الحوار الوطني”. وفي بيان منفصل، دان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الجمعة الاعتداء مطالبا “بتحقيق معمق” وداعيا اللبنانيين الى “الهدوء وضبط النفس”. وفي واشنطن، دانت الولاياتالمتحدة بشدة الاعتداء “الارهابي”. من جانب آخر، شهدت مناطق لبنانية عدة ذات غالبية سنية قطعا للطرق الجمعة من جانب اشخاص بعضهم مسلح، احتجاجا على اغتيال الحسن. وقام عشرات من انصار الزعيم المعارض للنظام السوري سعد الحريري بقطع الطرق بالاطارات المشتعلة في مناطق عدة من شرق لبنان وشماله وجنوبه تعبيرا عن احتجاجهم على اغتيال الحسن. وقطع متظاهرون غاضبون الطريق بين طرابلس، كبرى مدن شمال لبنان، والحدود السورية. وتم اطلاق ثلاث قنابل في المدينة من دون ان تسفر عن اصابات. الى ذلك، سمع تبادل لاطلاق النار بين احياء سنية وعلوية في المدينة. وفي طرابلس والمرجة شرقا، ظهر رجال مسلحون في الشوارع وقاموا بتحطيم بعض السيارات في اماكن عدة. ويشهد لبنان السبت حدادا وطنيا على رئيس فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي والقتلى الذين سقطوا معه في الانفجار الذي وقع في شرق بيروت. ويثير هذا التفجير مخاوف من عودة موجة الاغتيالات التي شهدها لبنان بين العامين 2005 و2008 واستهدفت شخصيات مناهضة للنظام السوري. وقد عكست الصحف اللبنانية اليوم الحزن والخوف الذي اصاب اللبنانيين والاسئلة الكثيرة التي يطرحها اغتيال الحسن (47 عاما) على مستقبل البلد ذي التركيبة السياسية الهشة. وكتبت صحيفة “السفير” في العنوان “وسام الحسن شهيدا… والسلم الاهلي في خطر”، مؤكدة ان “غدا لن يشبه الامس واغتيال وسام الحسن لن يكون عابرا. سينقل لبنان من حقبة انتظار الاسوأ الى العيش في اسوأ المخاطر وافدحها”. وكتبت صحيفة “النهار” من جهتها “رأس الحربة ضد النظام السوري… شهيدا”، مشيرة الى ان الاغتيال “نقل البلاد في لحظات من ضفة الى ضفة مع كل الاخطار المحدقة بالاستقرار الامني”. وادى فرع المعلومات دورا في التحقيق في سلسلة من الجرائم التي استهدفت شخصيات سياسية لبنانية معارضة لسوريا بين العامين 2005 و2008، ابرزهم رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري في 14 شباط/فبراير 2005. وسبق لضباط كبار في الفرع ان استهدفوا بتفجيرات، آخرهم الرائد وسام عيد الذي اغتيل في كانون الثاني/يناير 2008 ويعزى اليه الفضل في التقنية التي كشفت شبكة من الارقام الهاتفية التي يعتقد ان حامليها مسؤولون عن تنفيذ اغتيال رفيق الحريري.