غالباً ما سيقفز إلى رأسكم المثقل بالأسباب أنني أعني شخصاً ما، حسناً، دعوا ذلك لوقت آخر، نتحدث فيه عن شخص مثل ذلك الوصف، فالمقام الآن لخور مدينة الصحافة العريق، الذي يحتشد بالوصف ذاك بكامله، فهو طويل جداً يخترق المسافات الفاصلة بين المربعات السكنية - مثال بين مربع (15) ومربع (16)... إلخ - ليصل في مصبه إلى الخور الكبير الفاصل بين مدينتي الصحافة والعشرة، والأخيرة هذه أمرها عجب، إذ أنها لا تقل في فوضاها الاجتماعية وعشوائية التخطيط الهندسي عن (العشش) التي أصبحت بعد الحزام الأخضر مدينة الإنقاذ - أو (الحكومة دقست) كما يحلو لسكانها! - وصارت مكانها مدينة درجة أولى تباع بالمتر المربع لموقعها المميز، وهذا مجال آخر للحديث عنه ذات رواق. ويروق للخور أن يكون أخضر، لما تكوّنه الطحالب وراكد المياه من طبقة لا يستطيع تحليلها أصحاب التخصصات البيئية وعلوم المياه! ولكن لا علاقة للخور بالقيافة، فهو الأكثر وسخاً وفوضى وإهمالاً. وما يهول جميع سكان منطقة الصحافة، أن المحلية التي تستحل لنفسها أن تأكل مال المواطنين، وترفع تجاههم القضايا المتعلقة بالإضرار بالممتلكات العامة، لا تحمي هي هذه الممتلكات بأن تقوم بما يتوجب عليها فعله كمحلية نظيفة وشريفة في عملها. فكما يعلم الجميع أن المهمة الوحيدة تتزامن مع تنظيف الخريف، التي تكون بقلب الأوساخ خارج الخور وتركها بجانبه لتعود إلى مستقرها بعد حين. وحين الانتخابات العظيمة الماضية، بالمناسبة بمدينة الصحافة أمانة فاعلة للمؤتمر الوطني تقع بالقرب من الخور الصغير والكبير! - طفق كل مرشح يصرخ في حملته الانتخابية بالوعد الكبير الذي سيتحقق لمدينة الصحافة العريقة، التي كانت وما زالت من المدن المغلقة للمؤتمر الوطني إذا صح هنا أن نصنف مدينة بهوى وميل بعض سكانها! وبعد الفوز المحتوم، سكنت كل الألسنة بجوار أبواب أصحابها، ترش الماء وتبحث عن الهواء! وسكان مدينة الصحافة تقرصهم ضمائرهم والبعوض المعشش على طول أخضر الخور، يبحثون عن كل الاحتمالات الممكنة لحل هذه المشكلة بحرق الأوساخ فوق الطبقة (التخينة) من المياه الراكدة، لقتل البعوض، بالمناسبة لا يسألني مستطلع عن سبب هذه المياه والدنيا صيف، فبذكاء قليل سيعرف أنها إحدى المواسير المركبة خطأ على شارع زلط يضيف نجمة إنجاز لشركة هندسية للطرق والسرور! ويواصل الأهالي بالزيت الراجع والجاز وكافة الخيارات المتاحة للتخفيف من انتشار البعوض والناموس.. لكنهم لم يجربوا أبداً التخلص من المحلية وعمال جبايتها الذين يطوفون الصحافة قافزين فوق الخيران بما صنعه الأهالي بعونهم الذاتي من جسور صغيرة يمكنها أن تمرر بالكاد (كارو أو ركشة). وتكشر المحلية كل مرة عن ناب من أنيابها الحادة، بحملات الترهيب لأصحاب البيوت، الذين يستغرقون في النظافة بغسل الحيشان بالماء مرة في الشهر، بأن تتوعدهم المحلية بتحميلهم وزر البعوض وما إلى ذلك الخضار الطويل! وبالطبع ليس أهالي الصحافة بأبرياء من لون الخور، أو أوساخه - كما هم ملطخون بدم البعوض - بجعله مكباً للقمامة ومسرحاً لتوالد وتكاثر القطط الضالة - وهي ليست ضالة بما أنها تسكن في مكان معروف هو الخور! - وكذلك هو المقبرة لذات القطط إذا صادف أن اصطدمت بسيارة وماتت، ناهيك عن المتسولين والمتشردين أو المشردين، الذين لا يتوانون عن فعل أي شيء في الخور المكشوف! ولسنا بحاجة إلى اكتشاف أنه إذا قامت المحلية بتغطية الخيران تماماً لمراعاة السلامة القبلية لسكان المنطقة من الأوبئة والأمراض وحوادث الأطفال، فمن الطبيعي أن يلتزم الأهالي بما يليهم من محافظة على مستوى النظافة للخور والالتزام بجفافه إلى حين الخريف. حينها سيحب كل شخص أن يسكن الصحافة، السمحة وقيافة!