{ تعمل القنوات الفضائية في كل الدول من حولنا على اجتذاب المشاهد ببرامجها الحية.. وتوجد دوماً في قلب الأحداث.. وتولي القنوات، كل القنوات، الرياضة اهتماماً خاصاً ومحترماً.. ويتم اختيار المعدين والمقدمين بعناية ودراسة أساسها القبول.. { حتى المواضيع التي تناقشها تلك البرامج يتم اختيارها بعناية ودراسة، ولو من باب أن الرياضة مسنودة بقاعدة جماهيرية كبيرة.. ولا مجال للفهلوة وأسلوب العمل الصحافي المتعلق بالتغطيات اليومية للأخبار المقروءة.. { فتفرّد العديد من النجوم في التقديم ومتابعة الأحداث لحظة بلحظة.. وللدرجة التي وصل فيها التهافت إلى أعلى المستويات بين القنوات المحترمة على شراء حقوق البث الحصري.. أي أن العالم لم يعد كما كان في السابق وتحول إلى غرفة صغيرة وليس قرية.. { ووجد عشاق الرياضة عموماً وكرة القدم على وجه الخصوص ضالتهم في هذه الطفرة الخرافية التي صار معها وجود الأطباق من الثوابت في كل البيوت.. { وتأثر الشعب السوداني بتلك التطورات وصار من أشد المتابعين للبرامج الرياضية التي تملأ وتزحم الفضائيات المختلفة.. وصرنا نحفظ ونحرص على متابعة برامج بعينها وننتقل بسهولة ويسر عبر الريموت.. { وفي الوقت الذي ازدحم فيه الفضاء بشتى أنواع التقديم المبتكر والجاذب تطل علينا قناة رياضية سودانية لتعيدنا إلى العصر (الحجري) وبطريقة أشبه ب(رغوة) الصابون تريد إقناعنا بأن الذي تقدمه إنما هو تفرد وتميّز..!! { يمارسون النفخة الكذابة ويتبعون سياسة إعادة البرامج والمباريات بصورة مكرورة ويومية ومميتة ثم يتحدثون عن الحصريات..!! { عصر السرعة لا يترك شاردة ولا واردة إلاّ وقام برصدها لحظة بلحظة ونحن في السودان نترك الأحداث تمر ونأتي في اليوم الثاني أو الثالث، لا يهم، لتناولها بطريقة العصر الحجري.. { وأسلوب العصر الحجري الذي نعنيه علاقته مباشرة بالجلسة القاتلة تلك أمام الكاميرا وترديد: آلو معانا اتصال تلفوني.. لو سمحت (وطي) صوت التلفزيون عشان نسمعك..!! { وكل من هب ودب، وسمحت له الظروف وجعلت له قريباً أو صديقاً يشغل منصباً في القناة فإنه لا محالة سيجد مكانه بين المقدمين حتى ولو كان ألدغ وألجن وملجناً..!! { غياب الاحترافية يتجسد عندنا وعندما نقول الاحترافية نقصد حقوق الضيوف الذين يسهمون، بأية طريقة، في ملء فراغ زمني معيّن تصب عائداته المالية في جيب أصحاب القناة.. وكم من ضيف أقسم على عدم الظهور في تلك القناة لأنهم لم يتعاملوا معه بالاحترافية المطلوبة..!! { إن الواقع الحالي لناس الحصريات يجعل لقب (أبو رغوة) ينطبق عليهم بحذافيره.. فكل أحاديثهم تصب في اتجاه خداع الناس بأن القبة تحتها فكي.. وأن مساحة الرغوة في الكوب إنما هي مساحة مكتملة المضمون..!! { والله فعلاً.. جرجروا الباكاااات..!!