في إطار أنشطته الأسبوعية احتفى مركز راشد دياب للفنون بمدينة كوستي حاضرة ولاية النيل الأبيض ومبدعيها وذلك بمناسبة مرور مائة عام على إنشائها، وسط حضور كبير من مسؤولي الولاية على رأسهم الدكتور أبوعبيدة العراقي معتمد محلية كوستي والأستاذ عبدالماجد عبدالحميد وزير الثقافة بولاية النيل الأبيض واللواء الطيب محمد أحمد وزير الشؤون الهندسية، وعبدالباقي الجيلاني وزير المعادن، وضيف شرف هذه الأمسية وزير الدولة بالخارجية الأستاذ كمال حسن علي. والجدير بالذكر أن «إبداعات كوستي-1» عنوان للمنتدى وبرعاية محمد أخوان من بنات أفكار الدكتور نصر الدين شلقامي الذي يعتبر أحد أبناء مدينة كوستي العريقة، حيث يشتمل هذا الاحتفال على عدة فقرات بدأت بافتتاح المعرض التشكيلي لعدد كبير من مبدعي مدينة كوستي افتتحه وزير الثقافة الاتحادي الأستاذ السموأل خلف الله حوى معرضاً للكتب التي أصدرها أبناء هذه المدينة منهم الدكتور موسى عبدالله حامد، والدكتور عبدالله صالح مدير قصر الشباب والأطفال، والدكتور نصر الدين شلقامي وغيرهم، بالإضافة إلى أن المعرض ضمَّ لوحات تلوين ونحت ومعرض للصور الفتوغرافية التي وثَّقت لعدد من الفرق الرياضية ورموزها في مختلف المجالات. ومن داخل المعرض استطلعت «الأهرام اليوم» وزير الثقافة الأستاذ السموأل خلف الله عن رؤيته لهذه المبادرة، فقال إن مدينة كوستي هي مدينة مفصلية تُمثل واسطة العقد بين الشمال والجنوب ورابط بين شرق السودان وغربه، إضافة إلى أنها أنجبت عدداً من المبدعين في مختلف ضروب المعرفة لعبوا دوراً بارزاً في شتى المجالات، ويرى أن مثل هذه الفنون تُعرِّف الناس بالمناطق وتوثِّق لها، وناشد وزير الثقافة أن يُقيم أبناء المدن الأخرى مثل هذه المعارض للتعريف بمدنهم وقراهم. وأيضاً استطلعت «الأهرام اليوم» وزير الثقافة بولاية النيل الأبيض الأستاذ عبدالماجد عبدالحميد فقال إن مثل هذه المبادرة تستحق الإشادة والتوثيق، وأكد أن مدينة كوستي هي مدينة لها ذاكرة وتاريخ عظيمين، وأضاف ليس غريباً أن تُنجب هذه المدينة عدداً من المبدعين الذين أسهموا بصورة فاعلة في بنائها ونهضتها وتنميتها. وفي المنصة تحدث البروفيسور أحمد التجاني صالح الذي اعتبر هذا اللقاء هو تجسير لمشاعر أهل كوستي وأبنائها، داعياً إلى التكاتف بكل صوره، وطالب بالمحافظة على الوعاء الجامع لمدينة كوستي وتوحيد الرؤى، كما شدَّد على العمل بتطوير المدينة وتحويلها إلى ميناء نهري فاعل يربط بين أبناء الشمال والجنوب. كما قدم وزير الدولة بالخارجية الأستاذ كمال حسن علي كلمة عبَّر فيها عن شكره لمركز راشد دياب وبفكرة الاحتفاء بالمدن وتكريم مبدعيها، وقال إن كوستي مدينة ثرية تُحظى بترابط اجتماعي ليس له مثيل، وتُمثِّل مصنعاً للمبدعين في كافة المجالات، وكشف وزير الدولة بالخارجية أن هنالك اتفاقاً سوف يتم بين وزارة الثقافة الاتحادية ووزارة الثقافة بولاية النيل الأبيض لبناء قصر الثقافة بمدينة كوستي. وفي كلمة المركز أكد الدكتور راشد دياب أن رسالة المركز هي المحافظة على التراث السوداني بكل أنواعه، وأضاف أن المدن تُعرف بفنونها وإبداعاتها، واعتبر «زفة الأعراس» التي تتم بالطريقة المصرية والهندية وغيرها هو تزييف للتُراث السوداني الأصيل. واختتمت الأمسية بتكريم اثنين من رموز كوستي هما الأستاذة نعمات حماد أحمد الفادني رائد الحركة الفنية في السودان، وشيخ الرياضيين ميرغني كركاب. وتحدث الأستاذ علي مهدي عن الأستاذة نعمات حماد مشيداً بتجربتها الإبداعية ومساهماتها في حركة الفنون، وقال جاءت إلى التلفزيون في أوقات بالغة التعقيد وبصبرها استطاعات إجراء تحوُّلات عظيمة في حركة المسرح السوداني بحملها لرؤية جديدة وفكر مغاير لدور المرأة وتطوير الفنون. كما أشاد الدكتور الفاتح محمد سعيد بالدور المتعاظم الذي قام به ميرغني كركاب في مسيرته الرياضية، ومن جانبهم قدم أبناء كوستي عدداً من الأغنيات التي وجدت استحسان الجمهور.