في القاهرة الأسبوع الماضي بعد التوقيع على الاتفاق بين حركتي فتح وحماس قال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس: «إن حركة المقاومة الإسلامية حماس تريد إنشاء دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة في الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدسالشرقية». وهو تطور مهم في مسار حركة حماس فهي لم تعترف بإسرائيل وكان الشائع عنها أنها تسعى إلى تحرير كامل التراب الوطني الفلسطيني من البحر إلى النهر وإقامة الدولة الفلسطينية عليه، وكان ذلك يعني إزالة إسرائيل من الوجود، وهو ما كانت ترفضه الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وروسيا التي هي الأطراف التي تشكل اللجنة الرباعية الدولية التي يرأسها توني بلير رئيس الوزراء البريطاني الأسبق. وهذا الموقف الجديد الذي اتخذته حركة حماس على نحو ما ورد في كلام رئيس مكتبها السياسي هو موقف الطرف الآخر في الاتفاق الفلسطيني الذي تم في القاهرة، أي حركة فتح التي كانت عند نشأتها في الستينيات تستهدف تحرير كل فلسطين، أي تحرير الأرض التي احتلتها اسرائيل بعد حرب الأيام الستة في عام 1967م والأرض التي أقام عليها الإسرائيليون دولتهم عام 1948م ولقد أقاموها بالقوة وبالاستعمار الاستيطاني تحت غطاء دولي وفرّه لهم قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر عام 1948م الذي نصّ على قيام دولتين في فلسطين، إحداهما يهودية والأخرى عربية. ثم بعد أوسلو مطلع تسعينيات القرن الماضي غيرت منظمة التحرير الفلسطينية التي أقوى مكوناتها حركة فتح موقفها القديم المتمثل في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل التراب الفلسطيني من البحر إلى النهر، بما يستلزمه ذلك من إزالة دولة إسرائيل، إلى موقف آخر يستهدف إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على الأرض التي اُحتلت بعد حرب يونيو 1967م، أي الضفة الغربية وقطاع غزة، على أن تكون عاصمتها القدسالشرقية. إن ما وصلت إليه حركة فتح تسعينيات القرن الماضي وصلت إليه حماس الآن وأصبحت الحركتان تسعيان إلى هدف واحد هو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة في الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث العاصمة هي القدسالشرقية. لقد اقترب الفلسطينيون بهذا الموقف الجديد المفاجئ الذي اتخذته حركة المقاومة الإسلامية حماس من تحقيق حل الدولتين، دولة فلسطينية مستقلة تعيش جنباً إلى جنب مع دولة إسرائيل ويصبح بالتالي لا معنى للكلام الذي قاله مؤخراً في لندن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: «إن ما حدث في القاهرة أي اتفاق حركتي فتح وحماس ضربة مميتة للسلام وانتصار عظيم للإرهاب».