انت المهم الناس جميع ما تهمني انت العزيز أفرد شراعك ضمني خايف تفوت والسكة بيك ما تلمني!! إنه الفنان كمال ترباس.. الحوار معه له نكهة خاصة، فهو صريح وواضح وممتع كأغنياته وأسلوب أدائه الساحر، وبعد طول غياب من محاورته حملت أوراقي وصوّبت سهام اتهاماتي تجاه فنانُنا الفخيم، فتلقاها برحابة صدر وأجاب عليها بكل أريحية وصدق وعفوية.. فعرفنا منه الكثير لاحتفاظه بنجوميته المتوهجة على الدوام وهو يُعد من المطربين الكبار الذين يدفعون إلى الساحة دائماً بالجديد.. فمعاً عزيزي القارئ إلى مضابط الحوار غير المسبوق مع ملك الطرب والتطريب كمال ترباس: { بصراحة لماذا تُغالي في أجرك وليس للبسطاء مكانة في حفلاتك؟ - أنا فنان للجميع، وبالنسبة لأجري لديَّ قناعة راسخة أن الفنان لابد أن يُقيِّم نفسه قبل أن يُقيِّمه الآخرون. ورغم ذلك في كثير من المرات أتنازل عن بعض أجري وأجامل حسب الظرف، بل وأدفع أحياناً من جيبي الخاص وليس لديَّ حامل أختام (عشان) يُبرم تعاقداتي والاتفاق دائماً ما يكون مباشراً بيني وبين من يطلبني، وباختصار أجري عالٍ ولكن للبسطاء مكانة في قلبي وأُكن لهم كل احترام وتقدير. { أنت كثير المشاكل والخلافات مع زملائك الفنانين وسليط لسان في كل تصريحاتك الصحافية هل تتعمَّد ذلك؟ - تبدلت قسمات وجهه واكتست بالجدية وهو يقول: الحقيقة دائما ًمُرّة. أنا بطبعي لا أخاف في قول الحق لومة لائم وأرد بقوة على كل من يتطاول وينال من شخصي، أقول هذا رغم احترامي لكل الزملاء وما ذكرته كان خلافات سابقة والآن بحمد الله لست لديَّ أي خلاف مع أي شخص، واعترف بأنني إنسان انفعالي ولساني طويل ولكن قلبي أبيض من عمتي دي. { هل صحيح أنك لا تعترف بألحان صلاح إدريس ولذلك رفضت التغني بها وتعاملت مع أشرف الكاردينال لأنه شاعر مجيد أم لأنه رجل أعمال؟ - ألحان صلاح إدريس لا بأس بها، وشخصياً لم أبدِ رأياً فيها ولكني لم أتعامل معه، أما الكاردينال فهو صديقي قبل أن يصبح رجل أعمال وتعاملت معه في ثلاثة أعمال أشهرها (زول بريدك زيي مافي، قوس قزح، العشوق) وبعيداً عن لغة المصالح فإن كلماته لامست أوتار دواخلي ولا أذيع سراً إن قلت لك بأنني أصررت على الكاردينال حتى وافق لي بترديد أغنية (زول بريدك زيي مافي) وترباس لا يجامل في اختياراته. { تغنيت بأغنية(أمي الله يسلمك) قبل أكثرمن ثلاثة عقود ثم عدت وذرفت الدموع في برنامج (أغاني وأغاني)العام الماضي، هل هي دموع حقيقية أم تراها دموع مصطنعة للفت الأنظار؟ - الأم هي أعظم شيء في الوجود وتستحق التوقير والعطف والحنان في كل زمان ومكان، أما عن دموعي التي انهمرت مدراراً فلها قصة حينما طلب مني الفنان الشاب أحمد الصادق قبل التسجيل أن أسمح له بترديدها وقال لي بالحرف الواحد أمي توفيت وأريد أن أرد لها بعض الجميل كنوع من الوفاء. وبالطبع سمحت له، وعندما تغنى بها انفعلت معه وهاجت بداخلي الصور والذكريات ووقتها لم أتمالك نفسي لأنها كانت بالجد لحظات مؤلمة، وأنا في النهاية إنسان قبل كل شيء. { رغم ما ذكرته يا ترباس البعض يأخذ عليك ترديدك لعبارات غير مستساغة لا تشبه تاريخك ووزنك الفني.. نذكر منها (أنا زي البيبسي تشربني أهضم ليك، تخجني بطلع ليك بي نخريك) وفي إحدى المرات قلت (عدادي الككو ما بنطو).. و(أنا ياباني وغيري تايواني) و(أول ناصية مازي تاني ناصية) و(أنا جني وجن الزول البقلب السمكة وما يكون دافع حق الشيرنق والطيران الطرتو صقر ما طاروا..!! إلى ماذا ترمي وما الفائدة من ترديد هذه العبارات؟ - كما ذكرت لك في السابق يا صديقي عبد الباقي لا عداء لي مع أي شخص وأنا ما بغلط مع زول إلا إذا بادر هو بالغلط، وربما البعض يفهمني عكس ما أقصد.. وكل هذه العبارات نعم قلتها وبعضها يلامس الواقع (أنا عدادي الككو ما بنطو) دي من حقي أن أُقيِّم نفسي واتباهى بها وأنا واثق من قدراتي لأنني مُجدد ومتطوّر وبحمد الله نافست العمالقة من كبار الفنانين وأصبحت رقماً صعباً. { مقاطعاً .. يعني عدادك أكبر من وردي ومحمد الأمين وكابلي؟ - أنا احترم هؤلاء الرموز ولا شأن لي بما يتقاضونه، أنا أركز على فني وكيفية المحافظة على نجاحاتي والحمد لله أنا مطلوب بشدة ولي حضور طاغٍ في الساحة الفنية، وهذا يكفي عن عقد أي مقارنة مع أحد. { هاجمت شريف نيجيريا، وعندما وجَّه لك الدعوة لبيتها و(فضلت تقول ح أدخل نيجيريا حارة .. حارة .. بيت بيت .. زنقة زنقة).. أليس في ذلك تناقضاً بين أقوالك وأفعالك؟ - يرد ضاحكاً- من قال إنني هاجمت شريف نيجيريا؟ أنا لم أكن أعرفه أصلاً حتى أُبدي رأيي فيه ولكني هاجمت رحلات الفنانين إلى نجيريا وما يُثار حولها من خلافات ومشاكل وشبهات عبر الصحف، ولكن الآن وبعد أن التقيت به أقول لك بكل أمانة هذا الشخص (شريف) بحق مهذّب ويحترم الفنانين والفن السوداني عامة. ويا عزيزي (نحن عينا مليانة) (يعني ما شفنا القروش أول مرة معاهو عشان ننخلع) { إذن.. ما هو المبلغ الذي نلته منه؟ - أجاب وهو يستغرق في الضحك.. هذا شأن يخصني وعموماً المبلغ الذي حددته للحفل أعطاني له وحمّلني هدايا فهو راقٍ وذوّاق للفن. { هل صحيح أن لك موقفاً محرجاً مع الرئيس الراحل الأسبق جعفر نميري وصل لحد الاعتداء عليك، أم هي شائعات مُغرضة؟ - في البدء أترحّم على روح الرئيس الراحل جعفر نميري الذي تربطني به علاقات وشيجة أكبر من هذه الادعاءات. وما يردده البعض لا يعدو أن يكون شائعة مُغرضة وسخيفة، ودليلي أن الراحل نميري شاركني في زواج ابنتي (رنا) وما بيننا كل احترام وتقدير. { تفاجأ الوسط الفني بخلافك مع الشاعر الرقيق التجاني حاج موسى ما أصل الحكاية؟ - التجاني صديق مقرَّب لي منذ سنواتي الفنية الأولى. فعلاً (نحن أكلنا ملح وملاح) ولكن خلافي الرئيس معه ادعاءه بأن أغنية (أمي الله يسلمك) هي من ألحانه.. وجاي تفتش الماضي. . وأظلم من ظلم وهي أيضاً من كلماته ومن ألحاني لذلك كان غضبي لادعائه بملكيته للألحان وهذا غير صحيح لأنها موثَّقة في الإذاعة باسمي وخلاف هذا الأمر علاقتي بالتجاني سمن على عسل. { لاحظت عندما يخبو نجمك أحياناً تحاول استرداد مكانتك بالغناء مع أكثر الفنانين الشباب نجومية وجماهيرية، هل هو ذكاء منك أم هي مصادفة؟ - يرد بسرعة.. أنا أتساءل من يحتاج لمن؟ وهل يحتاج فنان كبير مثلي يغني منذ عام 1967م بدون توقُّف لمساندة من ظهروا بعده ولا أحد يمكن أن يضمن استمراريتهم؟ وأتشرف بأنني غنيت في زمن العمالقة.. الكاشف وأبو داؤود والعميد أحمد المصطفى وأمير العود حسن عطية والذري إبراهيم عوض وعثمان حسين والشفيع وسيد خليفة وزيدان وغيرهم، وعانيت وتعبت وضحيت كثيراً في بداياتي حتي أصل لهذا النجاح.. الوصول للقمة سهل ولكن صعب المحافظة عليه. { مقاطعاً .. ما هي نصيحتك للفنانين الشباب؟ - أنصحهم أن يبحثوا عن ذاتهم في تقديم الأعمال الجيدة والجديدة وهذا من شأنه أن يخلق للفنان الشاب اسماً ووجوداً وعطاءً وتواصلاً مع الجمهور. { البعض يعيب عليك يا ترباس ابتعادك عن الغناء الشعبي الذي ظهرت من خلاله في بداية مشوارك الفني واتجاهك للغناء الحديث بمصاحبة الأوركسترا ماذا تقول؟ - التغيير سُنّة الحياة يا عزيزي.. وأنا مثلي مثل أي فنان لديه الرغبة والطموح في الانتقال لمرحلة أخرى، الغناء الحديث وجدته مناسباً لإفراغ طاقتي الفنية وايصال تجربتي للناس. { أنت كثير المناكفات مع صديقك اللدود القلّع عبد الحفيظ، هل هي غيرة منك أم ماذا؟ - يبتسم ويقول.. أنا لم أغار من صديقي الفنان القلّع عبد الحفيظ ولكني أمزح معه وأُداعبه أحياناً وذلك لأنني أحبه وأريد له أن يستقل بشخصيته، واتصلت قبل ذلك بالشاعر الصديق السر قدور وطلبت منه أن يهدي له أغنية (عناقيد العنب) وللأسف القلّع تنكَّر لذلك وعموماً أنا الآن معجب بنهجه لامتلاكه لأعمال خاصة به. { البعض يتهمك بالتنكُّر وعدم الوفاء لأسرة الشاعر الكبير الراحل عوض جبريل الذي لولاه لما كان كمال ترباس؟ - يرد بانفعال: من قال لك ذلك؟ صلتي بأسرته قوية ومتواصلة ولم تنقطع ودائماً ما أزور أولاده وهم يذكرون ذلك في أكثر من مناسبة ويقدرون مواقفي معهم، وعوض جبريل باقٍ في قلوبنا جميعاً.. ولم أتنكر له وأحفظ له الجميل. { في الختام نريد أن نعرف ما هي آخر أخبارك؟ - لديَّ عدد كبير من الأعمال الجاهزة من ضمنها عمل للشاعر المغترب عبد العال السيد بعنوان (أحبك جد) و(كيفين أخاصمك) لعبد الله البشير وآخر يحمل عنوان (بالشمع الأحمر) للكاردينال.. وسأقوم قريباً إن شاء الله بتسجيل عدد من أغنياتي في لندن ودبي على طريقة الفيديو كليب وأجهز للسفر لأديس أبابا بدعوة خاصة من هناك. كلمات على لسان ترباس { الوسط الفني يعيش الآن أسوأ فتراته، وذلك مرده لأن النفوس غير طيبة والبعض لا يحب الخير إلا لنفسه فقط. { ليس لديَّ معايير معيّنة في اختيار أغنياتي، وأُغني ما أحسه وأشعر به بدليل أنني تغنيت من أشعار أزهري عوض الكريم وعبد الله البشير والكاردينال وكل هؤلاء اشتهروا بعد غنائي بكلماتهم. { الساحة الفنية الآن فاضية وعدمانة التكتّح والمؤسف أن كبار الفنانين أصبحوا محلك سر وتوقفوا عن تقديم الجديد من الأعمال. { أغنية (انت المهم) حققت رواجاً كبيراً لأن طبيعة لحنها دائري وكلماتها رائعة وجميلة. ومن هنا أُحي شاعرها المبدع عبد العال السيد. { هناك ظواهر سالبة في دول المهجر، وهناك فنانون محسوبون علينا وبعضهم يتسوَّل باسم الفن السوداني. { بصراحة سمية حسن وحنان بلوبلو مظلومات ظلم الحسن والحسين. { ندى القلعة فنانة تملك الحضور والكاريزما يعني عندها (برستيج). أما إيمان لندن ومونيكا فلهما أجر الاجتهاد فقط. { عبد الوهاب وردي صاحب تجربة فاشلة بشهادة والده العملاق محمد وردي، وعندما يأتي الحديث من وردي يجب أن نصمت جميعاً {أجمل حفلاتي في أوروبا - ألمانياولندن وهولندا وأمريكا.. ولا أنسى حفلة الأمير سعود بن محمد ودبي الأخيرة. { أغاني وأغاني برنامج جيِّد الفكرة والمضمون، وأتمنى أن تكف الصحافة عمّا يدور في كواليسه.. وكل المشاركين فيه نجوم. { نعم.. سخرت من الهلال عندما قلت (مشيت أشرب موية جيت لقيت الهلال مغلوب خمسة في مباراة الترجي التونسي).. وعلى فكرة أنا هلالابي على السكين. { شاركت مؤخراً في حفل إحياء ذكرى الفريق الراحل إبراهيم أحمد عبد الكريم بالنادي العائلي، وأثناء ترديدي لأغنية (أذكري أيام صفانا) خنقتني العبرة وتذكرت الراحل وبكيت لأنه كان يحب هذه الأغنية ويطلبها مني.