سردت سيدة في العقد الخامس من عمرها تفاصيل الليلة العصيبة التي قضتها في البحث عن ابنها الشاب الذي اختفى من منزلهم في ظروف غامضة؛ باحثة عنه في كل منازل الحي طوال الليل ولكنها لم تجد له أثراً، لتتفاجأ في اليوم الثاني بنبأ العثور عليه مذبوحاً وملقى جثة هامدة بمقابر القلعة بمنطقة دار السلام غربي أم درمان. وقالت السيدة (روضة) والدة الشاب الذي عُثر عليه مذبوحاً بالمقابر عند مثولها شاهدة اتهام أمام قاضي المحكمة الجنائية العامة مولانا سليمان خالد موسى، بدار السلام أمس؛ قالت بأنها تعرف المتهمين الثلاثة وهم جيرانهم بالحي وحسب ما سمعته بعد وقوع الحادثة أن مشاجرة دارت بين ابنها والمتهم الثاني حول (2) جنيه أخذها المتهم عنوة منه وتدخل فيها المتهم الثالث صديق الثاني، وقام المتهم الأول بالتدخل لفض المشاجرة وكان ذلك في ليلة رأس السنة، وعن يوم الحادثة أفادت بأنها خرجت صباحاً تاركة ابنها المجني عليه بالمنزل وهي آخر مرة تشاهده فيها حياً، وعند عودتها مساءً لم تجده فخرجت للبحث عنه في منزل شاهدة الاتهام الثانية التي أخبرتها بأنه ذهب لجهة (الخلاء) وعليها أخذ أشخاص للحاق به لكنها لم تأخذ كلامها على محمل الجد وظلت تبحث عنه في كل مربع (24)، وعندما لم تجده خلدت للنوم وعند استيقاظها في الخامسة صباحاً خرجت ثانية إلى منزل الشاهدة ووجدتها تقف في الشارع وعندما سألتها كررت لها ثانية (بأنها لو سمعت كلامها وذهبت إلى الخلاء لوجدت ابنها)، وأضافت بأنها رجعت إلى منزلها وفي حوالي الساعة الثانية ظهراً جاءها ولد صغير وأخبرها بأن ابنها (مرمي ميت في الخلاء) جوار المقابر، ولم يذكر لها أي تفاصيل، وأنها أسرعت إلى المقابر ووجدت ابنها ميتاً وتظهر آثار دماء على عنقه ولم تجد جواره أي عصا أو سكين، بل زجاجاً مكسراً وحجارة عليها دماء، مؤكدة بأنها لم تستطع النظر إليه وأن ابنها الكبير فتح بلاغاً لدى شرطة السلام. وذكرت بأن ابنها ليس لديه أية مشكلة مع أي شخص بخلاف المتهمين الثاني والثالث، وأن سبب ذهابها للبحث عنه في منزل الشاهدة يعود إلى اعتياد ابنها الجلوس معهم، وأنها لم تسمع بالمشكلة إلا بعد وفاته من الشاهدة الأولى ونفت رؤيتها للمتهمين وهم يقومون بضرب المجني عليه الذي لا تعرف شيئاً عنه منذ اختفائه وحتى العثور على جثته، كما لم يخبرها أي شخص بأن المتهمين ضربوا ابنها ولكن كانت بينهم مشكلة قبل وقوع الجريمة، ولم تعثر بالمقابر على أدوات الجريمة التي تخص المتهمين ولا أي آثار لهم سوى الزجاج المكسر والحجارة التي عليها آثار دماء، كما أنها لا تعرف الشخص أو الأشخاص الذين قتلوا ابنها المرحوم وعليه حددت المحكمة جلسة لاستجواب المتهمين في القضية.