عيادة الباطنية - د. سليمان مصطفى النخيلة القولون العصبي هو اعتلال وظيفي مؤقت في حركة العضلات التي تتحكم في الإخراج.. قد تكون الحركة بطيئة فينتج عن ذلك الإمساك، وقد تكون سريعة فينتج الإسهال، والعضلات نفسها تنظم عملها مستقبلات عصبية تزخر بها الأمعاء، تصل إلى مائة مليون، وتجيء بعد الدماغ في عددها. القولون هو جزء من الأمعاء التي تصل بين الأمعاء الدقيقة والمستقيم ثم الشرج، ويبلغ طوله خمسة أقدام، ويتكون من أربعة أجزاء، أولها الصاعد ثم القولون المستعرض فالنازل، ثم القولون السيني. { وظيفته وظيفة القولون امتصاص الماء والأملاح من بقايا الطعام المهضموم أصلاً بالإمعاء الدقيقة، ثم دفعه إلى الخارج، وكل ذلك عن طريق المستقبلات العصبية التي ذكرناها آنفاً. لا يُعرف سبب واضح لهذا المرض، لكن يُعتقد أنه يرجع إلى عدة عوامل، وراثية وبيئية ونفسية، ويتميز هذا المرض بأنه ليس ناتجاً عن أي خلل عضوي، أي أنه لا تسببه جراثيم أو فيروسات أو أورام، إنما هو ناتج عن اضطرابات وتقلصات في حركة الأمعاء، ومن سماته أنه مرض مزمن ومتردد، وغالباً ما يستمر مع الإنسان لسنوات طويلة، وقد يبقى معه طوال عمره، ويلاحظ أن الأعراض تزداد مع القلق واضطراب الحالة النفسية، كما أن المرضى يشعرون بالتحسن في فترات الاستقرار النفسي، مادياً كان أو معنوياً، فالمرضى الذين يعانون من الاكتئاب تزيد نسبة الإصابة عندهم وتجدهم يترددون على الطبيب أكثر من المصابين بهذا المرض ولا يعانون من الاكتئاب، ونفس الفئة التي تعاني من القلق والخوف من الأمراض الخطيرة تساوي فئة المصابين بالاكتئاب، وننصح هذه الفئات بمراجعة الطبيب النفسي. { الأعراض أعراض المرض تختلف من مريض إلى آخر، وكل مريض له نمط معين من الأعراض تتكرر عنده من وقت إلى آخر.. أهمها آلام مزمنة في أي موضع للبطن، وأكثر ما تكون في أسفل البطن، ثانياً (النفاخ) وخاصة بعد الوجبات، وتنتج عنه غازات سببها سوء الهضم، ثم اضطراب في الإخراج وإمساك تارةً، وتارةً أخرى إسهال وشعور بعدم الارتياح بعد قضاء الحاجة، مع الإحساس بأن الفضلات لم تخرج كلها، وأحياناً خروج مخاط أبيض. وهناك أعراض في أنحاء الجسم منها شعور بالإرهاق والتعب العام وآلام شبيهة بوخز الإبر في عضلات الصدر والكتفين والأرجل. { التشخيص لا يوجد تحليل مختبري أو إشعاعي لإثبات القولون العصبي، وكلها احتمالات يقترحها اختصاصي الموجات الصوتية، ويتم التشخيص دائماً بعد استبعاد كل الأسباب والأمراض العضوية التي تصيب الجهاز الهضمي وتتشابه في الأعراض هذا المرض. وقد قام باحثون بتحديد معايير معينة لتشخيص المرض سميت ب »معايير روما«، أهمها اضطراب معوي يستمر لأكثر من (12) أسبوعاً خلال العام، ليس بالضرورة أن يكون مستمراً، مع تأكيد وجود اثنين من أربعة أعراض، أولها تغيير في عدد مرات التبرز أو طبيعة البراز، وثانيها الرغبة الملحة في التبرز، وثالثها وجود مخاط في البراز، ورابعها النفاخ أو تمدد الأمعاء. { العلاج أولاً على المريض أن يكون مطمئناً بأن هذا المرض ليست له مضاعفات خطيرة قد تؤدي للوفاة أو الإعاقة، فهو مرض مزمن يمكن للمريض التحكم فيه بتجنب الأطعمة التي تثير القولون، وعموماً المريض طبيب نفسه، لأنه يعرف الأطعمة الضارة له، ومهمة الطبيب أن يكتب له الأدوية التي تقلل من الأعراض كالنفاخ، وحبوب مهدئة لحركة الإمعاء، وفي بعض الحالات حبوب للاكتئاب والقلق، والشرح والتوضيح للمريض أن المرض غير خطير وعليه أن يتأقلم عليه ويصادقه.