استجابة لرغبة القراء - في البدء يجب أن تعلم أن المصران العصبي ليس بمرض عضوي، ولكنه حالة يتعامل فيها الجهاز العصبي بطريقة غير طبيعية، وذلك لوجود بعض المؤثرات التي سوف يرد ذكرها لاحقاً. - حركة الطعام ومروره من الفم وحتى المستقيم تمر بنظام دقيق وبسرعة منتظمة، وذلك لوجود العضلات المحيطة بالجهاز الهضمي. - والمصران المقصود به الأمعاء الغليظة، ففي حالة المصران العصبي فإن حركة هذه العضلات وخاصة التي تحيط بالقولون تكون عشوائية وسريعة جداً، وهذا يؤدي إلى ظهور بعض الأعراض مثل الإسهال المائي، وذلك لأن الطعام لم يأخذ وقته الكافي في القولون حتى يتم امتصاص الماء منه، أو قد تكون هذه العضلات بطيئة في الحركة فتؤدي إلى حدوث الإمساك فيخرج البراز صلباً ويواجه الشخص صعوبة أثناء التبرز ولنا أن نعلم أن هذه العضلات تتحكم بها الأعصاب والهرمونات التي يفرزها الجسم. ü أسباب القولون العصبي: - كما أسلفنا الذكر فإن المشكلة وظيفية وليست عضوية والحمد لله إنها مؤقتة، حيث تتأثر ببعض المؤثرات مثل: 1. بعض الحالات النفسية من قلق وحزن واكتئاب.. الخ، وهنا نجد أن النساء أكثر عرضة من الرجال، لأنهن يتميزن بالإحساس الجميل المرهف وأيضاً يتأثرن بالمزاج النفسي السيء «وهذا لا يعني أنني أتحيز لبنات جنسي». 2. التدخين وشراب الكحول. 3. بعض الأطعمة، وهي تختلف على حسب قدرة تحمل أمعاء كل شخص معني، مثل البقوليات بصورة عامة والفلفل والشطة والقهوة والخضروات التي تتميز بإطلاق الغازات أثناء الهضم. 4. التغير السريع في المناخ والحرارة مثل تغير الجو من حار إلى بارد. 5. بعض الاضطرابات الوظيفية في الخلايا العصبية المركزية. ü شكاوى مريض القولون العصبي: - انتفاخ في البطن وتقلصات مصحوبة في بعض الأحيان بالألم المفاجيء الذي غالباً ما يزول بالتبرز ويصفه المريض بأنه ألم متنقل في البطن. - تغير في التبرز من إسهال إلى حالات إمساك بالتناوب. - ظهور غازات عبر «الفم والشرج» والإحساس بعدم التبرز الكامل. - خروج المخاط مع البراز. - حموضة شديدة وقيء خاصة في الصباح الباكر. ü كيف يشخص القولون العصبي؟ - لا تجعل من القولون العصبي شماعة لآلام البطن، لأن نفس الأعراض هذه قد تكون مماثلة لحالات مرضية أخرى مثل الدسنتاريا الأميبية والنزلات المعوية والديدان والقارديا وقرحة الجهاز الهضمي وحصوة المرارة وسرطان القولون.. الخ. - ويعتمد التشخيص على العرض الاكلينيكي بواسطة الطبيب المعالج من تاريخ المرض والأعراض والكشف السريري وإجراء بعض الفحوصات المعملية وخاصة فحص الفسحة «البراز» العام.. الخ. - ويظل منظار القولون هو التشخيص النهائي. ü الوقاية خير من العلاج: - لا يوجد علاج نهائي للقولون العصبي، بمعنى أن اختلاف الأعراض من شخص لآخر والاختلافات في حدتها تجعل العلاج يتفاوت من إرشادات عامة للجميع إلى علاج للأمراض المصاحبة خاصة أنه مرض غير عضوي. - والأهم أن نطمئن المريض وأن يعرف أن مرضه ليس خطيراً وأن ما يعاني منه هو اضطراب القولون العصبي فقط. ü وإليكم توجيهات مهمة يمكن اتباعها كأول خطوة في التحكم في الأعراض: - الإبتعاد عن القلق والاكتئاب وكل الأجواء النفسية السيئة. - الابتعاد عن شرب القهوة والكحول والتدخين. - شرب الكثير من الماء للتخلص من الإمساك. - الاهتمام بممارسة هواية مفضلة، لأن العقل عندما ينشغل بالأفكار الإيجابية ويبتعد عن القلق والتوتر يجعل حركة القولون والجهاز الهضمي تنتظم، لأن الجهاز الهضمي يستقبل الإشارات من المخ. - الحصول على قدر كافٍ من النوم خاصة أثناء الليل. - العناية بنظافة الفم والأسنان. - الرياضة وخاصة المشي. - على مريض القولون العصبي أن يكون حريصاً كل الحرص في متابعة نظامه الغذائي، وذلك بمتابعة المأكولات التي تسبب تهيجاً للقولون مثل الشطة الخضراء والفلفل والتوابل بصورة عامة والفول واللوبيا وتجنب الأطعمة الحامضة كالليمون والحليب ومشتقاته، تجنب الأطعمة المسببة للغازات مثل الفاصوليا والمكسرات والبصل. - يجب مراعاة أكل وجبة قليلة الكمية لفترة متفرقة، وتناول الغذاء ببطء ومضغه جيداً مع مراعاة عدم الإمتلاء. العلاج الدوائي يتمثل في الأدوية التي تساعد على تنظيم حركة الجهاز الهضمي ومن ثم التحكم في الأعراض وكذلك الأنزيمات الهاضمة. ü وإليكم قائمة بالمنهيات لدى مريض القولون العصبي وعسر الهضم: - تجنب العدس والبقوليات والخضروات كثيرة الألياف. - الملح المركز مثل الفسيخ، الملوحة والأجبان. - المقليات في الزيت «السمك، الطعمية، البصل والصلصة». - السمن البلدي واللحوم السمينة والدهون مثل الضأن.. الخ. - القشطة، الكريمة واللبن الحليب لبعض المرضى. - المشروبات الغازية. - المانجو، البطيخ، البلح. - التوابل والشطة والفلفل الحارق والحمضيات مثل الليمون. ü معلومة: لك أن تعلم عزيزي القاريء أن خروج الدم مع البراز ليس علامة من علامات القولون العصبي فيجب الذهاب للطبيب حتى تطمئن على حالتك الصحية. - أخذ أي عقار من غير استشارة الطبيب بحجة أن فلاناً تعالج به عندما كانت عنده نفس الأعراض يعتبر أمراً خاطئاً. «ومتعكم الله بالصحة والعافية».