وأنا أقلب صحيفة مصرية، على ما أعتقد أنها (المصري اليوم)، وأعتذر إن لم تكن هي؛ إذ يبدو أن لارتفاع درجات الحرارة علاقة بالزهايمر، مما يجعلني الأولى في نسيان الأسماء والأشياء، لكن المهم أنها صحيفة مصرية قرأت فيها أن لجنة تقييم المذيعات بالتلفزيون المصري التي يترأسها الإعلامي فهمي عمر قد أوصت بإيقاف بعض المذيعات لأنهن قدمن كل ما عندهن وظللن يدرن في دائرة التكرار، ولم يعد لديهن جديد. والخبر بالنسبة لي قد يكون طبيعياً وعادياً إن لم يوقفني اسم منيرة الشافكي من بين الموقوفات، والشافكي لمن لا يعلم هي واحدة من مذيعات شبكة ال(art) الأوليات، صالت وجالت فيها قبل أن تنتقل إلى التلفزيون المصري، وفيه أيضاً قدمت برامج حوارية جيدة كان آخرها في رمضان الماضي، ودعوني بدءاً (أعلّم) بالقلم الأحمر تحت كلمة لجنة تقييم أداء المذيعات والمذيعين، وهي ضرورة - أعتقد في كل القنوات - باعتبار أن المذيع ومقدم البرامج هو كلاعب الكرة في ميدان كبير يحتشد من حوله جمهور المشاهدين للمتابعة والمشاهدة، وهناك من اللاعبين - أقصد المذيعين - من يظل (سيدا)، يتألق زي (سيدا) بتاع الكورة، كلما تعتق وزادت خبرته، وهناك من يفرفر وما قادر يرفع باص واحد صاح، زي منو؟ خلوها مستورة وما دايرين مشاكل! وهذا بالطبع يحتاج أن يخرجه الكوتش بره، لأنه عبء على فريقه، والكوتش هنا يجب أن يكون لجان التقييم في الفضائيات التي ترفع توصياتها إلى المسؤولين في الإدارات حتى لا نشهد ونشاهد بعض البلاوي التي تطل علينا من حين لآخر، وأصدقكم القول إنني عندما قرأت خبر إيقاف الشافكي حتى تأتي بجديد ومنح الفرصة لغيرها من القادمات الجدد لإبراز مقدراتهن وإمكانياتهن، ضربت على صدري بطريقة يبدو أن للمكان تأثيراً عليها وقلت (يا لهوي) إذا منيرة الشاكفي قدمت كل ما عندها فماذا نقول عن فلانة وفرتكانة التي توجد في أكثر من برنامج وفي أكثر من فرصة ومنذ أكثر من كام سنة قربت تخش في الطاشرات، ولسانها الوحيد هو توب «خلود كبيدة» وغاية ثقافاتها هي الإي لايند لتقتلنا (ببرود) ينافس القطب المتجمد الشمالي، وأخرى تفرم مصاريننا وهي تقدم الأخبار وكأنها لاحقة الترحيل لدرجة أننا لا نستبين مفرداتها ولا نتمعن ما تقرأه من أخبار، وكمان النقد ما عاجبها وترمي به في سلة المهملات، أقول ليك حاجة والله لو أننا نتعامل بشفافية ونمنح الفرصة لمن يستحقها أو كانت لدينا مثل لجنة فهمي عمر لأصابت الكشة عدداً لا يمكن تخيله من بعض اللائي ليس هناك مبرر واحد لاستمراريتهن في هذا المجال الصعب الذي يفترض أن لا يستوعب إلا أصحاب الإمكانيات الكبيرة والشخصيات ذات الحضور التي تخاطب الملايين من عشاق الشاشة البلورية، لكن في ظل هذه العتمة التي تفرضها علينا المجاملات دعوني أقول إن بعض الإضاءات تداعب تفاؤلي، فوجود مذيعة كنسرين سوركتي على الشروق يجعلني أستعيد ثقتي في أن بعضهن لا زلن يمتلكن الذكاء الذي يطورن به أنفسهن ليخرجن من دائرة الوجه الجميل، ووجود هنادي سليمان في الفضائية السودانية بثباتها وصحة مخارج حروفها والهيبة التي يحسها المشاهد بإطلالتها يجعلني أعض بنان الحسرة أن ذات الشاشة تطل من خلالها أخرى تقرأ الأخبار بطريقة «دجاجي يلقط الحب»، على فكرة أنا معجبه جداً بتميز عفراء فتح الرحمن التي أتوقع لها شأناً كبيراً لو أنها وجدت الفرصة والشكل الذي يناسبها لتقديم الجديد والمميز!! ووجود مذيعة كتسابيح خاطر هي أيضاً طورت من نفسها كثيراً وتقاتل من أجل أن تكون ذات بصمة خاصة بها تجعلني أشعر أن هناك أملاً، وكذا الحال للمتميزة جداً إسراء عادل، على فكرة هذه الشابة لم تكتشف بعد وهي من النوع الذي يسد في أي مكان توضع فيه، وبالطبع أحترم في نجود حبيب أنها تحاول أن تجعل لنفسها (كاراكتر) لا يشبه شخصية أخرى هي نفسها مقلدة ومكررة وممطوطة. وأعتقد أن مصيبتنا في المذيعات هي أضعاف أضعاف ما يمكن أن نجده في المذيعين، على الأقل إن معظمهم إن لم يكن كلهم لا يعتمد على شكله وهو الشرك الذي تقع فيه معظم المذيعات مما يجعلنا عند إطلالة بعضهن نلوي بوزنا من اليمن لليسار ونسأل دي استوعبوها كيف؟ وقد نقول للفضائية المصرية سلفونا لجنتكم (نكش) ونديكم!! كلمة عزيزة أثناء حفل زواج الأستاذ الشفيع عبد العزيز عرفني الأستاذ حسن فضل المولي على شابة جميلة قال لي إنها شقيقة هبة المهندس وإنهم يدربونها لتطل عبر الشاشة وأعتقد أن النيل الأزرق محتاجة لتجديد دمائها بأخرى شابة لأن بعضهن منح الفرصة لمَّن كفى، ولا زلن صفراً إن لم يتراجعن عنه نحو خط السالب. كلمة أعز بعضهم يتحدث عن أماسي شرق النيل وأماسي بحري يلفها الغموض!! يا اخوانا قولوا بسم الله.