الحكمة الإنسانية القديمة تنضح بآراء من عطر الذهب مفادها أن الصديق الجاهل يلحق دائماً الأضرار والندامة والبوار على أحبابه أكثر من العدو المتربص مهما كانت درجات أجندته السوداء!! ولا أجد إنساناً في المسرح السوداني تنطبق عليه تلك الصفات مثل قرشي عوض المحرر بصحيفة (أجراس الحرية) فهو يعمل بهمة عالية وشغف أصيل على تدمير المتحالفين معه وبني جلدته في الأيدلوجية من خلال منهج مبني على (الخفة) و(التسطيح) والجهل والهتر الشخصي!! قرشي يتوكأ على رؤية ميكافيلية لنصرة أصدقائه تستند على محاولة التشفي وإحراق الطرف المخالف دون الاعتناء بالمنطق والتعقُّل والأناءة وبذلك تكون الثمار وقوع هؤلاء الأحباب والأصدقاء في بئر المأزق والورطة!! الصورة البليغة تنعكس أمامنا تحمل الدلالة على براعة قرشي في دلق المصائب والبلاوي نحو صديقه الحاج وراق من وحي الإفادات التي وردت على لسان الأستاذة نعمات مالك في الحوار الذي أجريته معها خلال الأيام الفائتة حيث ذكرت بالفم المليان بأن الحاج وراق قد خرج من الحزب الشيوعي بطريقة غير لائقة وأن هنالك تسريبات متضاربة حول علاقته بالنظام! الأسلوب الذي تعامل به قرشي في محاولة الدفاع عن وراق كان عاصفة هوجاء كسرت الأبواب والسياج ودخلت على المجالس والمنتديات والمواقع الإلكترونية مصحوبة بالضجيج والفوران وبالتالي زادت من تخوم المعلومة في هذا الظرف الحساس ووجد البعض السانحة في تصويرها بالشكل الذي يريدونه في حين كان الأجدى النظر إلى إجابة نعمات في سياق ضريبة طبيعية يدفعها أصحاب الأفكار الموحية الذين يخرجون من تنظيمهم الأم ويقارعون السلطة الحاكمة. وفي تقديري أن ما يقال عن علاقة الحاج وراق بالسلطة إذا كان صحيحاً لايشكِّل منقصة سياسية للأستاذ وراق لأن التفاصيل غير معلومة والحوار مع الخصوم لن يكون معيباً إلا إذا تنازل المرء عن مبادئه. غير أن (هضربة المحموم) التي يمارسها المدعو قرشي في الذود عن الحاج شكلت رأياً عاماً يصادم الصورة المرسومة عنه!! أطلعت على الإشارات المنسوبة للأستاذة نعمات مالك على موقع (سودانيز أون لاين) ولو أن نعمات أرسلت مكتوباً عبر (الأهرام اليوم) يخالف الفقرة المتعلقة بالحاج وراق التي وردت في اللقاء الصحافي لكان الرد عليها قوياً ومتماسكاً وصلداً لا يخُر منه الماء. وكانت تقديراتي أن قرشي لن يحفل كثيراً بالإشارات والإفادات التي تأتي من الشباك وتضل الطريق الصحيح وترتسم على موقع يصفه البعض بأنه (سوق الأكاذيب والابتذال). وعجبت لاستعجال قرشي في إطلاق الحكم على ما جاء في الشبكة العنكبوتية بالاعتذار للأستاذة نعمات وإرسال الإيماءات التي تصورنا في خانة الكذابين دون التريُّث والتمهُّل في الاستماع إلى صوتنا!! وأنصح المحرر قرشي زعيم حركة (حق) المتوهمة بترك الحكم والتدبير حول ما جاء للأستاذ وراق لأنه لا يحتاج إلى (تدليس). هنالك نقطة تحتاج إلى توضيح حول الكلام المنسوب للأستاذة نعمات مالك بأن الحاج وراق قد مارس التخوين ضد الخاتم عدلان والصحيح أن وراق نفسه قد أقر بذلك في حوار صحافي مع جريدة (الأحداث) بتاريخ 18/9/2009م في سياق سلسلة مراجعات عن مشواره في عالم السياسة. أما عن رأي نعمات مالك حول نظرية الخاتم عدلان الجديدة (آن أوان التغيير) قد ذكرت بالصوت العالي بأنها تعبِّر عن اليمين الرجعي بل إجابة نعمات مازالت ترن في أذني عندما أردفت قائلة بأنها حزينة لخروج الخاتم الذي كان يلجم الكيزان في الجامعات من الحزب الشيوعي!! وفي السياق فإن أسلوب قرشي العقيم في الدفاع عن وراق وارتكازه على منهجه العدائي في العمل السياسي قد ساقه للدخول في مصادمات عنيفة وسجال ملتهب على بساط المواجهة أمام رموز ساطعة تنضح بالعلم والحصافة تقف في جبهة الفكر وابتعاث اليسار والعدالة الاجتماعية في ثوب العصرية ومرحلة اكتشافات الفضاء وهم الدكتور الباقر العفيف والمفكر القدير محمد سليمان والدكتور عمر النجيب. وقد خرج قرشي يلعق غبار الهزيمة والترنح من خلال مصادمته لهؤلاء العلماء الكبار. في اللوحة السيريالية المليئة بالكوميديا والتراجيديا يصف الدكتور الباقر العفيف قرشي بأنه (قُفة) في إشارة لمسرحية الكاتب المصري الفريد فرج بينما يعترض المفكر الكبير محمد سليمان على التسمية البحتة لذلك يضيف إليها مدلولة شرطية مفادها أن قرشي هو (قُفة أم قدود) أو (قُفة السوداني) لأنه عبء ثقيل وآلة مخرومة ولصقة سلسيونية على جلد أسياده أو أحبابه (كلاهما سيان)!! وفي الإطار يرى الدكتور عمر نجيب والمفكر محمد سليمان والدكتور الباقر العفيف بأن أمثال قرشي عوض لايقدمون الحياة للأمام فهو عديم المواهب والقدرات ومكانه الطبيعي أن يكون ضمن الجوقة لأنه يقوم بتلطيخ المفكرين وأصحاب الرؤى وهنا يلتقط القفاز المفكر محمد سليمان وهو يحاول تقييم الموهبة الصحافية للزميل قرشي من خلال إبداع سينمائي قائلاً:(اللغة التي يكتب بها قرشي تجعل من العسير فهم ما يريد قوله لأنها لغة مقددة) (المراجع جريدة الصحافة بتاريخ 13/8/2009م 9/9/2009م. وفي الختام بوركت أيها المفكر القدير محمد سليمان فقد كان بيت القصيد هو إظهار الندامة التي يجلبها المحرر قرشي على أصدقائه من خلال لغته المقددة!! أو كما قال المفكر محمد سليمان!!