أول دولة تهدد بالانسحاب من كأس العالم 2026 في حال مشاركة إسرائيل    900 دولار في الساعة... الوظيفة التي قلبت موازين الرواتب حول العالم!    "مرصد الجزيرة لحقوق الإنسان يكشف عن انتهاكات خطيرة طالت أكثر من 3 آلاف شخص"    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    د.ابراهيم الصديق على يكتب: معارك كردفان..    رئيس اتحاد بربر يشيد بلجنة التسجيلات ويتفقد الاستاد    سيناريوهات ليس اقلها انقلاب القبائل على المليشيا او هروب المقاتلين    عثمان ميرغني يكتب: المفردات «الملتبسة» في السودان    خطوط تركيا الجويّة تدشّن أولى رحلاتها إلى السودان    شاهد بالصورة والفيديو.. حصلت على أموال طائلة من النقطة.. الفنانة فهيمة عبد الله تغني و"صراف آلي" من المال تحتها على الأرض وساخرون: (مغارز لطليقها)    شاهد بالفيديو.. خلال حفل بالقاهرة.. فتيات سودانيات يتفاعلن في الرقص مع فنان الحفل على أنغام (الله يكتب لي سفر الطيارة) وساخرون: (كلهن جايات فلاي بوكس عشان كدة)    شاهد بالصورة والفيديو.. حصلت على أموال طائلة من النقطة.. الفنانة فهيمة عبد الله تغني و"صراف آلي" من المال تحتها على الأرض وساخرون: (مغارز لطليقها)    حياة جديدة للبشير بعد عزله.. مجمع سكني وإنترنت وطاقم خدمة خاص    إحباط محاولة تهريب وقود ومواد تموينية إلى مناطق سيطرة الدعم السريع    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل خاص حضره جمهور غفير من الشباب.. فتاة سودانية تدخل في وصلة رقص مثيرة بمؤخرتها وتغمر الفنانة بأموال النقطة وساخرون: (شكلها مشت للدكتور المصري)    السعودية وباكستان توقعان اتفاقية دفاع مشترك    هدف قاتل يقود ليفربول لإفساد ريمونتادا أتلتيكو مدريد    كبش فداء باسم المعلم... والفشل باسم الإدارة!    ((أحذروا الجاموس))    المالية تؤكد دعم توطين العلاج داخل البلاد    مبارك الفاضل..على قيادة الجيش قبول خطة الحل التي قدمتها الرباعية    غادر المستشفى بعد أن تعافي رئيس الوزراء من وعكة صحية في الرياض    تحالف خطير.. كييف تُسَلِّح الدعم السريع وتسير نحو الاعتراف بتأسيس!    دوري الأبطال.. مبابي يقود ريال مدريد لفوز صعب على مارسيليا    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    ماذا لو اندفع الغزيون نحو سيناء؟.. مصر تكشف سيناريوهات التعامل    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    السودان يدعو المجتمع الدولي لدعم إعادة الإعمار    ريال مدريد يواجه مرسيليا في بداية مشواره بدوري أبطال أوروبا    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    الشرطة تضع حداً لعصابة النشل والخطف بصينية جسر الحلفايا    شاهد بالصور.. زواج فتاة "سودانية" من شاب "بنغالي" يشعل مواقع التواصل وإحدى المتابعات تكشف تفاصيل هامة عن العريس: (اخصائي مهن طبية ويملك جنسية إحدى الدول الأوروبية والعروس سليلة أعرق الأسر)    السودان يستعيد عضوية المكتب التنفيذي للاتحاد العربي لكرة القدم    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    وزير الداخلية يترأس إجتماع لجنة ضبط الأمن وفرض هيبة الدولة ولاية الخرطوم    عودة السياحة النيلية بالخرطوم    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    شاهد بالصورة والفيديو.. عروس سودانية ترفض "رش" عريسها بالحليب رغم إقدامه على الخطوة وتعاتبه والجمهور يعلق: (يرشونا بالنووي نحنا)    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    عثمان ميرغني يكتب: "اللعب مع الكبار"..    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    تخصيص مستشفى الأطفال أمدرمان كمركز عزل لعلاج حمى الضنك    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    الصحة: وفاة 3 أطفال بمستشفى البان جديد بعد تلقيهم جرعة تطعيم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القطب الاتحادي عمر حضرة ل«الأهرام اليوم»:
نشر في الأهرام اليوم يوم 17 - 05 - 2011

الشيخ عمر حضرة، أحد الأقطاب الاتحادية وشيوخ الحزب الاتحادي الديمقراطي، كما يحلو له أن يصف نفسه، رغم الدوي الذي أحدثه بخروجه من الحزب وانضمامه إلى المؤتمر الوطني، إلا أنه يعتبر نفسه لم يخرج أو يبتعد عن حزبه الذي أفنى فيه زهرة شبابه، وحسب إفاداته لنا خلال هذا الحوار فإنه لم يخرج ولم ينشق عن الحزب، وإنما ابتعد عن التيارات الاتحادية ولديه الآن جهود لتوحيد الحزب، بدأها بوساطته لتصفية الخلاف بين الشريف زين العابدين الهندي ومولانا محمد عثمان الميرغني، ولا يزال مواصلاً فيها، بجانب حديثه لنا عن الطريقة التي تم بها اختيار السيد محمد عثمان الميرغني رئيساً للحزب بعد الانتفاضة، ويجزم أنه لا منافس له على رئاسة الحزب الآن بعد رحيل الشريف، ويرى أن رئاسة التجمع قد أضرت كثيراً بالحزب وكانت سبباً مباشراً في الخراب الذي لحق به، بجانب حديثه عن الطريقة المثلى لتوحيد الحزب وإنهاء الخلافات داخله. هذا وغيره من الإفادات فلنطالعها..
{ أعلنت خروجك من الحزب، وعدت تطرح مبادرة لتوحيده، ما هذا التناقض؟
أنا لم أخرج من الحزب ولم أنشق، أنا اتحادي ختمي إلى اليوم، وكل ما فعلته أنني ابتعدت عن التنظيمات الاتحادية الموجودة، لكن لا تزال علاقتي جيدة وممتازة بكل القيادات الاتحادية، لم يتغير فيها شيء، وأرى أنني أصبحت في سن متقدمة جعلتني من شيوخ الاتحاديين، وليس لي بد إلا أن أسعى لوحدتهم، وإن انضممت إلى أي تنظيم من تنظيماتهم فهذا سيصعب عليّ مهمة توحيدهم، وهي عملية شاقة، ولكن لا بد منها، لأن الحزب الاتحادي هو صمام أمان السودان الذي هو الآن في خطر، ووجودي في المؤتمر الوطني لا يعني خروجي من الحزب، لأن الإسلاميين والاتحاديين تجمعهم صلة علاقة قوية منذ الجبهة الوطنية.
{ ما تشخيصك لأسباب الانشطار والانشقاقات التي شهدها الحزب؟
لا أريد أن أقول إن هناك أطماعاً شخصية للقيادات في المناصب وغيرها من الأسباب، كما يرى البعض، لكن السبب المباشر هو عدم انعقاد مؤتمر عام للحزب لفترة طويلة، ما جعل البعض يضيق ذرعاً بالإجراءات الإسعافية التي تتم لإدارة الحزب وما يتبعها من غبن وشعور بعدم العدالة، لذلك أصبح الكثيرون يرون أنه ليست هناك ديمقراطية أو مؤسسية داخل الحزب، وهذا ما أدى إلى حالة الانشطار وكثرة الانشقاقات في الحزب، وعلاج هذا بقيام مؤتمر عام يشارك فيه كل الاتحاديين دون عزل لأحد، وسيحسم هذه الخلافات ويصفي النفوس.
{ كيف تولى مولانا محمد عثمان رئاسة الحزب بعد الانتفاضة؟
عقب الانتفاضة عقدنا اجتماعاً لتوحيد الحزب الذي كان منقسماً إلى مجموعتين، وكلفت القيادات الشريف زين العابدين الهندي بالاتصال بمجموعة مولانا محمد عثمان الميرغني، الذي كان موجوداً وقتها بمدينة سنكات، وفي الاجتماع الثاني جاء إبراهيم حمد ومحمد الحسن عبد الله يس وسيد أحمد الحسين من مجموعة السيد، وتم تكوين مكتب سياسي من (24) عضواً من المجموعتين لقيادة عمل الحزب، وبعد حضور مولانا الذي أبدى موافقة على هذا المكتب؛ عقدنا اجتماعاً برئاسته تم فيه انتخاب الشريف زين العابدين أميناً عاماً، ورغم أن مولانا كان يقول إنه راع للحزب، إلا أن وضعيته هذه جعلته رئيساً لكل اجتماعاته وهذا يعطيه حق الرئاسة.
{ يعني أن الحديث عن أن مولانا الميرغني أصبح رئيساً دون انتخاب رسمي صحيح؟
لا، ليس صحيحاً الحديث أن مولانا لم يتم انتخابه رئيساً بصورة رسمية، بل تم انتخابه رئيساً في مؤتمر الحزب في كردفان، والشريف أميناً عاماً.
{ السائد وسط الاتحاديين أن الشريف طرح السيد كرئيس لانتخابه في المؤتمر العام للحزب؟
السيد انتخب في هذا المؤتمر رئيساً للحزب والشريف أميناً عاماً بإجماع كل أهل كردفان وحضور عدد كبير من قيادات الحزب، وأنا لدي وثائق هذا المؤتمر وأجندة مداولاته التي تثبت ذلك، وبعدها استمرت رئاسة مولانا حتى انتهت الديمقراطية وأصبح الرئيس الفعلي وظل يترأس اجتماعات الحزب.
{ يعني نفهم أن مولانا أصبح رئيساً للحزب من خلال ترؤسه لاجتماعاته بعد الانتفاضة؟
كما ذكرت لك، إن السيد تم اختياره كراع للحزب لرئاسة أول اجتماع بعد الانتفاضة، وحضره لفيف من قيادات الحزب، وتم فيه اختيار الشريف الهندي أميناً عاماً، وكان بدعوة من مولانا ولم يكن هناك خلاف على رئاسته للحزب ولا اعتراض حتى من قبل الشريف، بدليل أنه كان ينوب عن الحزب في مفاوضات تكوين الحكومة طوال فترة الديمقراطية كرئيس والشريف كأمين عام.
{ ما سبب الخلاف الذي كان بين السيد والشريف وأدى إلى تقديم استقالته أكثر من مرة في فترة الديمقراطية؟
للتاريخ، الشريف لم يقدم استقالته من الحزب ولم يحاول السيد عزله من الحزب، كما يشاع الآن، فقط هناك اختلاف في طريقة إدارة الحزب.
{ لكن هناك خطاب صادر من جماعة السيد يؤكد استقالة الشريف؟
صحيح، كان هناك خطاب كتب من الشريف موجه لمولانا، وفهم من مضمونه بأنه استقالة من الحزب، لكنها لم تتم، وأذكر أنه في رمضان تم عقد اجتماع في منزل السيد محمد عثمان وحضره كل قيادات ونواب الحزب في البرلمان وأقنعوا الشريف بسحب ذلك الخطاب، واستجاب لهم، حتى أن عدداً كبيراً من الحضور بكى عند موافقة الشريف على سحب خطابه، وهذا نفي لتقديم الشريف لاستقالته، أما في المرة الثانية قبل وقوع انقلاب الإنقاذ وأن الشريف كان على علم به وغادر السودان وخطابه في البرلمان وغيره؛ أنا بحكم صلتي القوية بالشريف أنفي استقالته وعلمه بالانقلاب، كشاهد على العصر. قبل كل شيء حديث الشريف في البرلمان لا يعني أنه على علم بالانقلاب أو على اتفاق مع البشير وإنما لأنه رجل ذو رؤية سياسية بعيدة لقراءته المستقبل ولا ينظر تحت أقدامه وإنما إلى بعيد من خلال الواقع المحيط به وأحداثه، هذه واحدة، أما سفره قبل الانقلاب فلم يكن مفاجئاً وإنما أعلنه، وأذكر أن السيد طلب مني أن أحضر مع الشريف لتناول الإفطار معه وذهبنا أنا وأخي حسن حضرة وبشير أرتولي والشريف، وتناولنا الإفطار معه وجرى نقاش مطول في تلك الجلسة بين الشريف ومولانا حول الشأن الحزبي وكان الشريف يرى عدم مشاركة الحزب في أية حكومة ائتلافية مع أي حزب، وأن يلتزم جانب المعارضة ويعمل على تنظيم صفوفه، وأن تكون معارضته إيجابية ووطنية، وهنا طلب السيد من الشريف أن يكتب وجهة نظره هذه وطلب من حسن مساعد إحضار أوراق له، لكن الشريف اعتذر ووعد السيد بكتابتها عقب عودته من سفره إلى الخارج، وفعلاً سافر الشريف 28/6/1989م وبعد يومين حدث الانقلاب، يعني سفر الشريف كان معلناً وغير مخفي.
{ يعني أن الخلاف بين مولانا والشريف كان حول طريقة إدارة الحزب ومشاركته في تكوين الحكومة في فترة الديمقراطية؟
أنا لا أريد أن أخوض وأبحر في هذه الخلافات، لكن بعد انقلاب الإنقاذ، الشريف ومولانا لم يلتقيا لتصفية الاختلاف في وجهات النظر الذي بدأ قبل انقلاب الإنقاذ سوى مرة واحدة في لندن.
{ ما سبب فشل اجتماع المقطم؟
هذا اجتماع دعا إليه الشريف لأجل توحيد الحزب، وكان في ذات الاجتماع شخص قيادي لا أريد ذكر اسمه، قد أصدر منشوراً اعتبره الشريف عملية نسف لجهود الوحدة وعمق الخلاف، وبعدها لم يلتقيا إلا مرة واحدة في لندن.
{ كنت تقود وساطة بين الشريف ومولانا، لماذا فشلت؟
لم تفشل حتى آخر لحظة قبل سفر الشريف الذي توفي فيه، التقيته وطرحت عليه أننا أسرة الحضراب سنحتفل بعودته معافى وسيخاطب الاحتفال مولانا عبر الهاتف، وأبدى ترحيبه -أي الشريف - بهذا الطرح، وكنت أرى أن هذه الخطوة ستزيل الجفوة وتقرب المسافة بينهما، لكن شاءت إرادة الله أن يتوفى الشريف رحمة الله عليه، لكنه لم يكن رافضاً لأية مبادرة لتوحيد الاتحاديين.
{ هناك من يرى أن السيد أقل مقدرة عن نظرائه في الأحزاب الأخرى؟
نحن كختمية اتحاديين نرى أن السيد محمد عثمان في فهمه وتقديره للشأن السياسي والوطني أكبر من فهم الشخصيات الموازية له في الساحة السياسية، لكن السيد على العكس منهم فهو محكوم بأن يحدث موازنة بين السياسة والدين، والأمور ليست مطلقة عنده كما لدى القيادات السياسية الأخرى التي لا يقل عنها، وحديثه الآن تحتفي به الصحف ويتصدر صفحاتها الأولى في خطوطها الرئيسة وهذا يؤكد أن وزنه السياسي في الساحة كبير.
{ يجري الحديث في الأوساط الاتحادية عن أن السيد يبعد كل من يحس بأنه يشكل عنصر منافسة له على رئاسة الحزب؟
أقول بكل صراحة، بعد رحيل الشريف زين العابدين الهندي لا يوجد شخص واحد لديه من المقدرة أن ينافس مولانا على رئاسة الحزب داخل الكيانات الاتحادية المختلفة، وهذا الحديث نتاج لاختلاف في وجهات النظر المختلفة حول طريقة إدارة الحزب وتكوين هياكله، قد يرى السيد شيئاً وآخرون يرون شيئاً مغايراً له وهذا الاختلاف موجود وطبيعي لكن إن انعقد مؤتمر عام للحزب بمشاركة كل التيارات الاتحادية سيزول هذا الاختلاف في وجهات النظر، وحتماً سيفوز مولانا برئاسة الحزب لعدم وجود منافس له عليها، لكن السؤال كيف يتوحد الحزب؟
{ هل نفهم من هذا رفضت الدخول في المكتب السياسي خلال المؤتمر الذي انعقد بالقناطر؟
اعتذرت لأسباب شخصية رغم أن المكتب السياسي جاء في ذلك الاجتماع أو المؤتمر بالانتخاب، لكن تشعر بأن الشخصيات التي ضمها كانت (ولا بد) كل شخص يأتي بمجموعته ليدخلها في المكتب السياسي، وأنا كما ذكرت لك اعتذرت لأسباب شخصية أفضل عدم الإفصاح عنها.
{ هناك حديث يدور عن مالية الحزب وعدم الإلمام بأوجه صرفها ومصدرها؟
منذ أن عرفنا السيد رئيساً للحزب كان ولا يزال هو الذي يصرف عليه، ولا تقل لي أي شخص آخر غيره يصرف مثله على الحزب.
{ أليست هناك تبرعات واشتراكات؟
نعم، هناك اشتراكات وتبرعات من عضوية الحزب ورأسماليته لكنها ليست بقدر إنفاق السيد من ماله على الحزب، والسيد هو الذي يجلب المال إلى الحزب، ولا أحد ينكر ذلك، رغم أن هناك تبرعات موجودة.
{ كانت هناك إسهامات تأتي إلى الحزب من العراق ومصر، ما مصيرها؟
ما تسمع هذا الكلام، لم تكن تأتي باسم الحزب وإنما السيد كان يذهب في زياراته الخاصة ويعطى هذه التبرعات، لكن لا يوجد مال يأتي ويسلم لأمين خزانة الحزب الاتحادي، ولا يوجد أمين خزانة، وما في حتى حساب أو شيك، هذا لم يحدث، لكن التبرعات كانت الدول تمنحها لمولانا تقديراً لشخصه، وهم يعرفون أنه رئيس الحزب الاتحادي الذي يصرف عليه لذلك تمنح هذه الأموال تقديراً لشخصه.
{ هل كانت تتم محاسبة على أيام وجودك في الحزب لماليته؟
لم تكن هناك أية محاسبة وكما ذكرت لك لا توجد أجهزة رسمية للحزب منتخبة من مؤتمر عام حتى تحاسب، لذلك لم تتم أية محاسبة في أي شأن للحزب، مولانا هو الذي يوفر المال بجهده الخاص فعلى ماذا تتم محاسبته وهو الذي يصرفه على الحزب؟
{ لكن المحاسبة واجبة باعتباره مالاً عاماً خاصاً بالتنظيم؟
مولانا هو الذي يأتي بهذه الأموال ويصرفها وكما ذكرت لك هناك خلل تنظيمي داخل الحزب.
{ ما الفائدة التي جناها الحزب من رئاسة مولانا للتجمع المعارض؟
الحزب لم يستفد من رئاسته للتجمع، بل أضرت بالحزب، لأن مولانا أعطى كل جهده لشأن التجمع والاهتمام به وأهمل الحزب والجهد الذي بذله في عمل التجمع لو وجده الحزب لما حدث الانشطار والخراب الذي لحق به، وأين هو التجمع الآن؟ كان عبارة عن (لحم راس) ونحن كنا في الداخل نقود العمل المعارض أفضل منه، التجمع أضر بالحزب والحزب الاتحادي لم يكن في حاجة لقيادة التجمع.
{ لكن السيد يطرح نفسه شخصية وطنية وقضايا الحزب ثانوية عنده ولا يزال كذلك.
في رأيي، الشأن الحزبي كان أهم من العام، لأن معالجة قضايا الحزب تساعد في حسم الشأن الوطني، ظل مولانا يركز جهده لفترات طويلة لحل قضايا الوطن، نعم هو أهم وفوق كل شيء، لكن حل مشاكل الحزب يساعد مولانا في حل قضايا الوطن لأنه عندما يقدم نفسه للعالم بأنه رئيس للحزب الاتحادي الديمقراطي ويأتي آخر يقدم نفسه كرئيس لذات الحزب، ألا يضر ذلك بمصلحة القضية الوطنية ويحدث تداخل ولبس؟ لذلك لا بد من حل مشاكل الحزب رغم أن مولانا ساعد في فترة في إصلاح العلاقات مع إريتريا ومصر وأسهم في ذلك بقدر كبير لكن أرى أن طول فترة وجود مولانا في الخارج جذر الخلافات داخل الحزب.
{ ما رؤيتك التي تطرحها الآن لتوحيد الحزب؟
- أنا كما ذكرت لك لا أتبع الآن لأي واحد من تيارات الحزب ورؤيتي أن تتوحد كل فصائل الحزب ومن ثم يعقد مؤتمر عام يتم فيه طي كل القضايا والخلافات.
{ إذن كيف تتم هذه الوحدة بين الكيانات؟
- أولاً ذكرت لك أنه لا يوجد خلاف على رئاسة مولانا للحزب ولا يوجد شخص ينافسه في الكيانات الأخرى، لذلك يجب أن يبدأ مولانا بحل تنظيمه ومن ثم تتبعه بقية الفصائل والكيانات الاتحادية في الحل، لأن عملية أن يأتي كيان وينضم إلى آخر هذه غير مقبولة وصعبة، لكن بعد أن يحل مولانا كيانه البقية ستتبعه ويسهل الجلوس والجمع بين الأطراف في مناقشة القضايا وصولاً إلى المؤتمر العام لأن الجميع الآن يتعلل بأنه لا توجد مؤسسية أو ديمقراطية وهذا سيحسمه المؤتمر العام.
{ لكن السيد يرى كيانه هو الأصل الذي يجب أن يجتمع عليه الناس؟
- نعم السيد يقول الحزب منذ عام 67 ولم يحل و«العاوز» يأتي لا أحد يمنعه. وهذا حديث طارد ولا يشجع الناس على العودة إلى الوحدة، يعني هل يمكن النهار ده الحزب المسجل أو غيره يحل نفسه ويقول للسيد «كلنا معاك»، مولانا يريد أن يضم كل هذه الكيانات وهذا صعب لأنها أصبحت أحزاباً مسجلة وعلى السيد محمد عثمان إن أراد جمع الاتحاديين أن يبدأ بحل كل أجهزته ويتبعه في ذلك الآخرون، ويتم الاتفاق على لجنة مؤقتة للإعداد لمؤتمر عام، وهذا سيشجع الآخرين وأكرر ألا خلاف على رئاسة مولانا واختياره في المؤتمر العام.
{ رأيك في تأرجح علاقة السيد مع المؤتمر الوطني قرباً وبعداً؟
- ذكرت لك أن علاقتنا كاتحاديين وإسلاميين أقوى من أية علاقة مع أي تيار أو تنظيم سياسي آخر فضلاً عن أنها قديمة، يكاد يكون (99%) من أهل الإنقاذ والإسلاميين الموجودين الآن في الساحة خارجين من بيوت إما اتحادية أو ختمية بمن فيهم د. حسن الترابي، هو مسمى على السيد الحسن. وخضنا معهم معارضة نظام مايو ككتلة واحدة في الجبهة الوطنية وعلاقتنا مستمرة معهم إلى اليوم، وأنا طرحت خلال الانتخابات الأخيرة أن يخوضها الاتحاديون بتنسيق مع المؤتمر الوطني لأجل مصلحة الوطن، لأن الحزب الاتحادي حزب جماهيري، والمؤتمر الوطني لمصلحة الوطن في هذه المرحلة في حاجة إلى هذا السند الجماهيري لكن لم أجد استجابة لطرحي هذا والآن أقول أنا من مؤيدي الحوار مع المؤتمر الوطني وأن يصل إلى مشاركة في الحكومة القادمة بغض النظر عن اسمها عريضة أو قومية حتى تجنب البلاد المخاطر التي تحيط بها في هذه المرحلة، والاتحاديون دائماً صمام أمان للسودان.
{ لكن مولانا متردد في اتخاذ قراره؟
- أناشد مولانا محمد عثمان الميرغني أن يحسم أمره لأن هناك الآن تضارباً في التصريحات والخطاب الإعلامي، هناك من يؤيد دخول الحكومة، وهناك من يعارض، وفي الأخير حسم الأمر بيد مولانا، ورأيي أن من المصلحة أن ندخل حلفاء في الحكومة حتى يكون لنا رأي داخلها ونكون مؤثرين في صناعة قرارها داخل مؤسساتها وهذا يساعد في بناء الحزب لأنه يرفع الحرج لدى كثير من القيادات التي ذهبت وشاركت ويساعد في عودتها إلى الحزب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.