{ رأى الإخوة الزملاء الحضور أن تكون الفرصة الأولى في تقديم الرؤى والأسئلة «لمؤسسة الملاذات»، لا أعرف لماذا، ولكن الأخ الأستاذ الحارث رئيس تحرير صحيفة (الدار) هو من اقترح ذلك وسانده آخرون، فقلت للسيد الوزير أسامة ونسي، رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة بولاية الخرطوم، وهو يستضيفنا أمس الأول مع نخبة من الصحافيين بفندق كانون بالخرطوم، وذلك لأجل التفاكر وتقديم الرؤى حول قضايا الشباب، قلت أرجو ألا تكون هذه «الصحوة الشبابية» التي تجتاح وزارات الشباب والثقافة والرياضة لأجل «شراء الوقت» لتجاوز بعض المطبات وعبور جسر «الأزمة العربية الراهنة»، فالثورات التي تشتعل من حولنا تستخدم «وقود الشباب» وطاقاتهم، فيفترض، -والحديث لازال لمؤسسة الملاذات، الجناح الفكري-، أن أطروحة الإنقاذ قد نهضت من أول يوم على مشروع ثقافي وأخلاقي، وفي هذه الحالة يستوجب عليها ووفق دستور هذه القيم والمفاهيم، ألا تكون مجهوداتنا لإطفاء الحرائق التي يمكن أن يشعلها «صيف العطالة» الطويل، على أن يبتغي وجه الاستدامة «لمشروعنا الشبابي»، أن يكون تخطيطنا لهذا الجيل والأجيال القادمة. { ثم حدث ما يشبه التحالف بين مداخلات كل الزملاء، وعزّز ذلك أيضاً الأخ الوزير، بأن أُس «أزمة وزارات الشباب» أنها تقع تحت رحمة «شق الرياضة»، فالرياضة هي التي تستأثر وتستحوذ تماماً على هذه المؤسسات، وليست الرياضة التي تستحوذ على كرائم الأوقات والميزانيات والأولويات، ليتها كانت رياضة بمفهوم شامل، ولكن رياضتنا نمارسها على صفحات الجرائد وخيم الأفراح والأتراح، وهي كرة القدم التي يمارسها على الأرض اثنان وعشرون لاعباً ويمارسها في المقابل بالتشجيع على مدرجات المجتمع اثنان وعشرون مليوناً من الجماهير، رياضتنا الاقطاعية الطائفية التي يحكمها حزبا «الهلال والمريخ»، قال الأخ الوزير، الذي يشكو (مُر الشكية) من هذا الواقع التاريخي المأزوم، قال حتى في فريقنا القومي تنظر الجماهير إليه وتتفاعل معه بقدر عدد لاعبي الهلال والمريخ، بمعنى ستزداد حماسة أحدهم لهذا الفريق القومي إذا كان يتشكّل غالب لاعبيه من فريقه الذي يناصره، حتى الهدف الذي يُكتب دولياً باسم السودان يُحوّل (بقدرة قادر) إلى أنه هدف مريخي أو هلالي، فالجميع في تلك الجلسة من «ذوات الخمس نجوم» هم مع الرياضة ولم يأتوا ليتآمروا على أجهزتها، لكنهم جاءوا لأجل التفاكر حول إيجاد أرضية للمناشط الشبابية الأخرى، مثل الأدب والفنون والمسرح والثقافة والفكر، وهنا نهض الأخ الأستاذ ماجد السر مدير قطاع الشباب بالوزارة، ليحدثنا عن مجهودات هائلة يقوم بها قطاعه بمراكز الشباب التي بلغت مائة وسبعين مركزاً موزعة على محليات الولاية السبع، لكن الوزارة في هذا الشق تنتظرها (مشقة) هائلة تحتاج لردم هوتها بالتنوير والإعلام، فأول تلك المشاق تتمثل في ترسيخ ثقافة الأنشطة المتنوعة، فمركز شباب السجانة التاريخي على سبيل المثال، ليس هو للموسيقى فقط، وكذلك مركز شباب بحري والربيع، كما أن المراكز الأخرى ليست هي للكتشينة والطاولة فقط، تحتاج الوزارة أن تقلب أكثر من طاولة تقليدية، تقلبها رأساً على عقب لإحداث ثورة محتملة، فالأخ الوزير ونسي الذي هو ابن المشاهد الاتحادية الطالبية، لا تنقصه الأفكار ولا تخذله الهمة والنشاط والمثابرة، لكنه في المقابل يحتاج لكثير من الجرأة ومصاحبة الإعلام بوسائله المختلفة الإلكترونية والتقنية والصحافية ليُحدث ما يشبه الثورة في استنهاض همم الشباب من جهة، واستنهاض مؤسساته واتساع مواعينها من جهة أخرى ليحدث التمازج والتفاعل. { مخرج.. «لقاء كانون» المفتاحي هذا في شكله ومضمونه يُسجل أيضاً في دفتر انجازات الأخ الأستاذ محمد الجيلاني الذي أينما حلّ أحدث ضجيجاً وحراكاً. والله ولي التوفيق،،