يحكي متحف السودان القومي للإثنوغرافيا عن حضارات وثقافات مختلفة موجودة بالمناطق الأثرية بشمال السودان كالأعمدة الرومانية والزخارف الجدارية للمعابد مثل الكوبرا، وقرص الشمس، ووجود بعض الزخارف باللغة الهيروغرافية، أما بوابة المدخل نسخة من بوابة الكنيسة التي بناها الحاكم العام ونجت باشا، والآن تمثل متحف القصر الجمهوري كما يمثل شكل البلاط نسخة من التصميم الذي وُجد بالمدينة الملكية وكلها تم تصميمها ونسخها بواسطة معهد حضارات السودان الذي يتبع له المتحف منذ العام 1999م، و أُنشئ بموقعه الحالي بشارع الجامعة مع تقاطع شارع المك نمر في عام 1956م والذي كان يُمثِّل في السابق مبنى نادي العساكر الإنجليزي. النُّقارة،الطار،النُّوبة وفي جولة بصحبة أمين المتحف مناهل مصطفى التي طافت بنا مناطق السودان المختلفة موضحة بيئاتها وثقافاتها، قالت إن المتحف يلعب دوراً كبيراً في تنمية الشعور القومي والتمازج بين مكوِّنات المجتمع وهو مختص بعرض مواد التراث الثقافي المادي الذي يرتبط بحياة الشعب ليفي بمتطلبات حياته، حيث يتضمن العرض المتحفي الأدوات الزراعية التقليدية وأدوات الصيد النهري والبحري والأدوات المنزلية مثل (السحارة)، وأدوات الزينة والأزياء الشعبية مثل الزي الخاص بنساء الرشايدة ونماذج تمثل نشاطات حياتية مختلفة مثل راقص الكمبلا، ونماذج مرتبطة بالمعتقد الشعبي مثل العقود والأساور لطرد العين الشريرة -حسب الاعتقاد- وكذلك السكاكين التي تُعلّق على الذراع مثل سكين الهدندوة (شوتال) وأدوات المطبخ السوداني بكل مكوناته ورحايات العيش والأواني الفخارية والآلات الموسيقية الشعبية بكل أنواعها، الوترية مثل (الربابة) والجلدية (الدف،النحاس،النقارة،الطار،النوبة) كما يتضمن العرض العمارة الشعبية كالخيام والكرنك (ظهر الثور) حيث تُعرض المادة كما هي موجودة ببيئتها الطبيعية، مع كامل الزينة الممثلة لها، مثل خيمة الأبالة (بيت الشعر) والتي تعتمد على الإبل في حياتها ويُعرف أفرادها في غرب السودان بالأبالة (رعاة الإبل) فخيامهم مُصنوعة من وبر الإبل وبها عناصر تجميل الخيمة التي توجد داخلها نوعان من الحقائب الجلدية الكبيرة (مخلاية) وأناء من السعف لحفظ الدقيق (عُمرة). { الدرنقل ومن العمارة الشعبية توجد خيمة البقارة (بيت الشعر)، رعاة البقر وهي مجموعة تتحدث العربية وترعى الأبقار في حزام بين النيل الأبيض وبحيرة تشاد وهم مجموعة من شبه الرُّحل يمارسون زراعة الذرة في مناطقهم (الدار) ويرتحلون سنوياً بحثاً عن المرعى. وخيام البقارة والتي تُقام على هيئة قِباب من البروش المصنعة من سعف شجر الدوم وتُثبّت على هيكل من (المطارق) وبداخل والخيمة توجد منصة أو عنقريب (الدرنقل) من الأعمدة بينما الرجال وخاصة الشباب ينامون على عناقريب صغيرة خارج الخيام برماحهم وسيوفهم للمراقبة. أما الأواني المنزلية التي تحفظ فيها الحبوب والماء والأدوات كسروج الحصين والحمير توجد تحت أو أمام العنقريب وتُعلّق الأدوات الصغيرة كقارورة العطر وأدوات تجميل وزينة الثور على جدار الخيمة. (البُخسة) وهي قرعة كبيرة تُعلّق على ركيزة ثلاثية القوام (سيبيا) لاستخراج الذبد من اللبن. { القرع والسعف واقتصرت ظاهرة أحمال الثيران في نقل الأحمال على قبائل البقارة والفولاني في مناطق السافنا بين كردفان وبحيرة شاد، ولما كان الفخار غير مناسباً لحياة الترحال اتجهوا إلى صناعة أدواتهم من الجلود والأعشاب والقرع والسعف وبعض الأدوات المعدنية التي تُثبّت على شِباك من الجلد وتحفظ الأدوات الصغيرة داخل السلال (عُمرة) وهي إناء من السعف والجلد، أما الحبوب فتحفظ داخل أكياس من الجلد (جراب) كما يتم تزيين قرون الثور بريش النعام المرصّع بالودع. والجدار الداخلي للخيمة يُزيّن بألواح دقيقة ذات أهداب من الجلد مرصّعة أيضاً بالودع علماً بأن ثور الحمل يقدنه النساء في الغالب بواسطة حبل من الجلد (زمام).