اقترنت الإبل بالعرب منذ بدء الخليقة وبها كان كرماء العرب يتبارون في نحرها حتى ينالوا الرفعة والسؤدد وأبرزهم حاتم الطائي، وعندما أنزل الله القرآن الكريم على نبيه محمد (صلى الله عليه وسلم)، وضع فيه بعض البراهين للعرب حتى يدركوا كنهه، ولاقترانهم بالإبل جاء قوله تعالى (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت).. وفي السودان كان لها دور بارز في فترة المهدية السابقة.. (الأهرام اليوم) دخلت سوق الإبل ووقفت على طبيعة هذه المخلوقات العجيبة التي أمرنا الله تعالى بأن نتمعن في خلقها وحياتها. التقينا بالتاجر نور الدين أحمد الشهير ب(المك) بزريبة قندهار فقال إن الإبل بالإضافة إلى الاستفادة من ألبانها يستخدمها أصحاب المناطق البعيدة في الخلاء للرحيل (الظعن) وهي رحلة الصيف والخريف، اذ يذهبون بها الى اماكن المراعي والمياه وفي الصيف يعودون بها الى (دمرهم) أو قراهم. وعن أنواع الإبل قال انها تنقسم الى قسمين، إبل الشرق ويطلقون عليها البشاريات وتستخدم في دول الخليج للسباق، حيث يشتريها الأمراء بمبالغ تفوق ال(200) مليون جنيه للناقة أو الجمل ، أما الأنواع الأخرى فهي العربيات وتصدر للدول العربية بغرض لحومها التي غالباً ما يعتمدون عليها، وأردف ان الإبل التي تربى في الخلاء افضل لاعتمادها في غذائها على الاشجار، ووجود المسافات الواسعة مما يجعلها بعيدة عن الامراض التي يمكن ان تصيب الإبل كالجدري والجرب. وعن أعمار الإبل واسمائها قال ان فترة حمل الناقة تسعة أشهر كالإنسان وان الجمل الذي في سن الرضاعة يسمى (حاشي أو تبيع)، وتفطم الناقة مولودها بعد عامين ويطلق عليه (مفرود)، أما السنة الثالثة (ود لبون) ويليه (حِق) ثم (جدع) او (تني) وفي السنة السادسة يطلق عليه (سديس) ويعني أن أسنانه مكتملة. وعن استخدامات الإبل قال ان الذكور والاناث تستخدم للسباق والاخيرة هي الأغلى ثمناً لمقدرتها على الجري وتوضع في مكان خاص ولا تنكح، ونفى وجود الإبل في الدول الغربية لانها تعيش في المناطق الحارة. وعن اهمية (الزور) للإبل قال يمكنها من تحمل المشي فى الاماكن الصلبة والإبل اذ اعتدى عليها الشخص يمكنها ان تشتم رائحته حتى تصل إليه وتقتله، مستخدمة زورها كما أنها تتوالد في فترة الخريف. وابان محمد عبدالله احمد الحسن من ابناء كردفان ان (رعاية الجمال) توجد بصورة عامة في منطقة كردفان، وسودري وأم بادر وهي عبارة عن قطاع من الإبل تستخدم في الاغراض العامة والخاصة ك(سعية) وبكميات كبيرة نسبة لصلاحية المنطقة للرعي وتستخدم لأغراض شخصية في حمل الاثقال والسباق في المناسبات الرسمية. وعن اشهر انواع الإبل قان ان منها البشارية والهوارية كما ان اهل كردفان دائما يفضلون البشارية في السباق نسبة لمقدرتها على تحمل الجري لمسافات طويلة ويساعد شكلها الانسيابي على الحركة نسبة لخفة وزنها. وعن حياة البدو قال انهم عرب رحل ويتنقلون على حسب تداعيات الظروف كفترة (النشوق) وتعني التحرك من المناطق التي تقل فيها المياه والكلأ الى (الدُمر) حيث توجد، في فصل الخريف. وعن ما يستخدمونه من ادوات في الرعي قال ان ابرزها (الحوية) حيث تستخدم لحمل الاثقال والزاد، بالاضافة الى السرج (الباصور) الذي يستخدم للسباق وهو صورة مصغرة للحوية ومزخرف بسيور من الجلد وبعض الزينة ويفرش بالمعطف، ومن الادوات ايضا الهودج ويستخدم لترحال العرائس وتقوم بعض النساء بتزيينه. وعن طبيعة النزاعات التي قد تحدث، ابان ان اسبابها قد تكون في المراعي وتنشب بين قبيلة واخرى وتحل بواسطة العمد والنظار و(الجودية) واخرى داخل القبيلة نفسها كالتي تتعلق بالزواج ودائما تحل بواسطة الاسر. وعن العادات والتقاليد في كردفان قال ان الزواج دائما ما يكون عملية (احتكارية) بين ذوي القربى ويتم بطريقة مبسطة على حسب اتفاق الاسرتين بحضور كل الاهل والاقارب وعند الختان توزع رقاع الدعوة لكل المناطق المجاورة ويصحبها كرنفال ضخم وأردف ان الاحتفال يتضمن بعض الاشعار من الدوبيت، الرقصات، النقارة والتي يشترك فيها الأبالة والبقارة معاً.