{ البروفيسور حسن مكي، الخبير السياسي ومدير جامعة أفريقيا العالمية.. نثر بعضاً من (ملح) الكرامة على (جرح) الكبرياء.. وهو يشير خلال ندوة بمقر كتلة الإخوان المسلمين بالإسكندرية، إلى أن الجانب السوداني قد وفَّر كل السبل المؤدية للتكامل مع الجانب المصري من خلال الحريات الأربع، مؤكداً أن المشكلة الوحيدة في الجانب المصري هي أن السوداني (لا يتمتّع) بنفس الحقوق التي يتمتع بها المصري هناك..! وأكد - على سبيل المثال - أن السودان بإمكانه أن يوفّر احتياجات مصر من اللحوم، ولكن الإجراءات الأمنية هي التي تمنع هذا التكامل، وأضاف: (أنتم لا تعرفون كيف يعاني التاجر السوداني من السلطات المصرية)..!! { نعم.. أستاذنا حسن مكي.. إنه مربط الفرس.. كيف نعامل المصريين وكيف تكون معاملتهم.. وأزيد على حديثك أن (المصري) مكرَّم (جدّاً) هنا.. في السودان.. ولا أدلّ على ذلك من انتشار (الإخوة) - المُلاحظ - وهم يستثمرون في بلادنا ولا يجدون منّا إلا الاحترام.. وهذا هو المطلوب.. أن نعامل ضيوفنا كما يجب.. وفق اتّفاق - كالحريات الأربع - أو بدونه.. فهذه سجيتنا وتلك طباعنا.. يجد (الأشقاء) عندنا كل تقدير.. وهذا ما يعلمه (يقيناً) الأجانب عندنا من كل الجنسيات.. لا يظلمهم أحد ولا يضطهدهم ولا (يسخر) منهم.. ونحن نشجِّع هذا الخلق (السوداني) الكريم.. لكن.. يجب أن يعاملنا من نحترمهم في بلادهم بالمثل.. وإلاَّ ظنّوا احترامنا (دونيَّة).. { نقول هذا وفي البال - مثلاً - خبر ورد بهذه الصحيفة يوم الخميس 19 مايو الجاري، تحت عنوان: السودانيون الباحثون عن الذهب ما زالوا رهن الاحتجاز بمصر.. جاء فيه: (أعلن المتحدث باسم السفارة السودانية بالقاهرة «بابكر حنين» أن السلطات التنفيذية المصرية لم تفرج حتى الآن عن (73) سودانياً تم احتجازهم عقب دخولهم الحدود المصرية في إطار بحثهم عن الذهب خلال شهري مارس وأبريل الماضيين. وأوضح «حنين» أن (السلطات القضائية) المصرية أصدرت حكماً (بالإفراج) عنهم مع كل ممتلكاتهم التي احتجزت معهم عقب الاتصالات التي تمت بين المسؤولين السودانيين والمصريين، إلا أن الجهات الأمنية المسؤولة (لم تنفذ هذا القرار حتى اليوم ومنعت إدخال أي أطعمة أو أدوية لهم)، في الوقت الذي (تقدم لهم وجبة واحدة) في مكان الاحتجاز و(يعاني 4 منهم من أحوال صحية سيئة). وأعرب «حنين» عن (أسفه) لهذا (التباطؤ) في إجراءات الإفراج التي تعتمدها السلطات التنفيذية، داعياً الجهات السودانية المختصة إلى ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تكرار مثل هذه الحوادث وتنبيه المنقبين عن الذهب بمراعاة البحث داخل الحدود السودانية حتى لا يقعوا تحت طائلة القانون المصري). انتهى { نقرأ هذا في حين أن المواطن المصري في السودان يعيش بكامل كرامته.. وربما أتى في بلادنا بما لا يستطيع فعله في أرض الكنانة..!! وكمثال على ذلك أن أحد الإخوة المصريين (المستثمرين) في الحي الذي أقطنه شعر بالمساواة مع السودانيين حتّى في الخطأ..!! وقام ب (دلق) الماء المتّسخ الذي خلّفته نظافته لكافتيريته في (شارع الإسفلت).. أي والله.. فعلها جهاراً غير مستتر.. ولسان حاله يقول: (كلُّهم يفعلون ذلك.. ولست أقل منهم)..!! { نحن مع الصداقة والعلاقات الأخوية.. مع كل الجيران.. عرباً وأفارقة.. مرحباً بكل من سمحت سلطاتنا بدخوله (بيتنا الكبير).. لكن فليعلموا أن احترامنا إياهم نابع من (قيمنا) التي نعتز بها.. فلا يفهمنَّ أحدهم غير ذلك..!!