{ ورد بالصحيفة أمس الأول خبر مما يثلج الصدر.. ويبعث على الإحساس بالعزة.. ويشي بأننا ربما بدأنا نعي أن تعاملنا مع الأجانب - عرباً وغيرهم - يجب أن يقوم على النديّة والمعاملة بالمثل.. من يحترمنا نحترمه.. ولا سبيل لأجنبي بأن (يستهبل) ويدّعي بأننا (إخوة).. لكنه في قرارة نفسه سعيد (باستغفالنا).. فيأخذ من خيراتنا مقابل (كلمات معسولات)..!! { الخبر مفاده أن (وزارة العمل الاتحادية أصدرت قراراً وجّهت بموجبه جميع الشركات والمستثمرين بالبلاد، الذين يستخدمون عمالة مصرية، بضرورة مدها بالأسماء والبيانات الشخصية للعاملين والمهن التي يشغلونها داخل البلاد، وحذّرت من مغبة استخدام أي عمالة مصرية دون الرجوع إلى الوزارة، وحددت 15 يوليو الجاري موعداً نهائياً لتسجيل بيانات العمالة المصرية بالبلاد. وقالت مصادر إن الوزارة (هدّدت) بتنفيذ حملات تفتيش واسعة لمواقع وجود العمالة المصرية حال تجاوز المدة القانونية المحددة لتسجيل البيانات، وأرجعت ذات المصادر أسباب صدور القرار إلى ما سمته (المعاملة بالمثل)، حيث (تشترط الحكومة المصرية) على السودانيين تسجيل بياناتهم الشخصية قبل الانخراط في أي عمل بمصر). انتهى { مثل هذه القرارات تحفظ لإخوتنا المغتربين - في مصر وغيرها - كرامتهم.. وتجعل السلطات هناك تتحسب قبل أي خطوة من رد فعل (الخرطوم).. { أمّا بخصوص العلاقات مع مصر تحديداً فقد تناولنا من قبل هذا الموضوع وأشرنا - في استشهادنا بعدم وجود نديّة - إلى حديث البروفيسور حسن مكي، الخبير السياسي ومدير جامعة أفريقيا العالمية.. الذي نثر بعضاً من (ملح) الكرامة على (جرح) الكبرياء.. وهو يشير خلال ندوة بمقر كتلة الإخوان المسلمين بالإسكندرية، إلى أن الجانب السوداني قد وفَّر كل السبل المؤدية للتكامل مع الجانب المصري من خلال الحريات الأربع، مؤكداً أن المشكلة الوحيدة في (الجانب المصري) هي أن السوداني (لا يتمتّع بنفس الحقوق) التي يتمتع بها المصري هناك..! وأكد - على سبيل المثال - أن السودان بإمكانه أن يوفّر احتياجات مصر من اللحوم، ولكن الإجراءات الأمنية هي التي تمنع هذا التكامل، وأضاف: (أنتم لا تعرفون كيف يعاني التاجر السوداني من السلطات المصرية)..!! { واستشهدنا في عدم الندية أيضاً بخبر ورد في هذه الصحيفة الخميس 19 مايو 2011، جاء فيه: أعلن المتحدث باسم السفارة السودانية بالقاهرة "بابكر حنين" أن السلطات التنفيذية المصرية لم تفرج حتى الآن عن (73) سودانياً تم احتجازهم عقب دخولهم الحدود المصرية في إطار بحثهم عن الذهب خلال شهري مارس وأبريل الماضيين. وأوضح "حنين" أن (السلطات القضائية) المصرية أصدرت حكماً (بالإفراج) عنهم إلاّ أن الجهات الأمنية المسؤولة (لم تنفذ هذا القرار حتى اليوم - تاريخ الخبر - ومنعت إدخال أي أطعمة أو أدوية لهم)، في الوقت الذي (تقدم لهم وجبة واحدة) في مكان الاحتجاز و(يعاني 4 منهم من أحوال صحية سيئة). { هذا عن الأخبار الرسمية.. أما شعبياً فنسمع العجب العجاب عن تعامل كثير من المصريين ونظرتهم إلى السودانيين..!! { نحن مع الصداقة والعلاقات الأخوية.. مع كل الجيران.. عرباً وأفارقة.. مرحباً بكل من سمحت سلطاتنا بدخوله (بيتنا الكبير).. لكن فليعلموا أن احترامنا إياهم نابع من (قيمنا) التي نعتز بها.. فلا يفهمنَّ أحدهم غير ذلك..!! لسنا أقل من أحد.. وبلادنا اليوم - على مشاكلها - جنة أحلام للعديد من جيراننا.. الذين يتوافدون وينهلون من خيراتنا ويتمتعون بطيباتنا وأخلاقنا وحسن جوارنا.. ونتوقع ذات المعاملة لكل سوداني في أراضيهم.. أو: فالمعاملة بالمثل..!!