افتتحت منظمة تواصل الأمل الخيرية بجبل أولياء دورتها الرابعة لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة لهذا العام، حيث سجّلت (الأهرام اليوم) زيارة لمبنى المنظمة لتقف على دورها في التأهيل المهني والبدني والنفسي والاجتماعي الذي يساعد شريحة المعاقين للحصول على فرض وظيفية وتحسين قدراتهم وتعديل السلوكات الخاطئة التي قد تنشأ إثر الإعاقة. ومن خلال جولتنا داخل المنظمة قمنا بزيارة للأقسام المختلفة وكانت ضربة البداية بقسم الإلكترونيات وفيه تحدث الأستاذ كمال عبدالرحمن بأن التدريب المهني يُعد جزءاً من تأهيل المعاقين من خلال تعليمهم أساسيات المهن وتجويد تطبيقها من خلال برنامج الدورات القصيرة وإخراج متدربين يستطيعون التعامل مع متطلبات سوق العمل، مردفاً أن هنالك ثلاث مراحلة لتأهيل المعاق وهي التأهيل الطبي، والنفسي، والاجتماعي. مضيفاً أن قسم الإلكترونيات يقوم بتدريبهم على كيفية صيانة أجهزة التلفزيون والموبايل والحاسب الآلي. بعد ذلك انتقلنا إلى قسم الحاسوب وكان الأستاذ محمد خالد يُلقي محاضرة وذكر لنا أن فترة التدريب محددة بثلاثة أشهر وأن المتدرِّب في هذا القسم لابد أن يكون حاصلاً على الشهادة الجامعية أو الشهادة الثانوية. وقال إن عدد الطلاب في قسمه 30 طالباً يتلقون أسياسيات علم الحاسوب وكيفية التعامل معه. ومازالت جولتنا مستمرة فزرنا قسم تنمية مهارات المرأة وفيه لفتت أنظارنا لوحات الأعمال اليدوية التي شكَّلتها أنامل دقيقة، وكان طابعها الرسم على الزجاج والنقش على الخزف وتطريز الأقمشة وفن الديكور بالإضافة إلى الصناعات الغذائية التي تتعلّق بالمُعجَّنات وطُرق تغليفها. وقالت وداد عبدالرحمن الباحثة الاجتماعية إن القسم يستهدف شريحة المرأة المُعاقة من كل ولايات السودان وهناك معاينة قبل بداية الدورة من أجل توزيعهن إما إلى قسم الصناعات الغذائية أو الصناعات اليدوية (المشغولات). وأبانت أنه بعد الانتهاء من الدورة التدريبية يقومون بعمل زيارات لمواقع العمل ومنازل المعاقين والعمل على حل المشكلات التي تواجههن في سوق العمل. ومازال الترحال متواصلاً إلى أن وصلنا قسم الكهرباء الذي تتم فيه صيانة الأجهزة الكهربائية والتي تشمل الغسالات والخلاطات ... الخ وتعليم الدارس كيفية قراءة الجهد الكهربائي والتعامل مع أجهزة القياس والرموز والمقاومة. أما قسم الميكانيكا فيتم فيه اختيار الشخص على حسب مقدراته الجسمانية والفكرية وأن تكون لديه مهارات وتشمل محور المهنة وتصنيع النماذج المصغّرة. وآخر شيء هو محور التصنيع وتكثَّف لهم الجرعة لاكتساب المهارات. وفي قسم النجارة ذاك القسم الجميل الذي يقوم بتصنيع الأثاثات الخشبية ومحتوياتها تتمثل في الدواليب والترابيز وغيرها. بجانب ذلك المشغولات الزجاجية التي تتشكّل في شكل لوحات زجاجية من إبداعات ذوي الاحتياجات الخاصة بصورة مدهشة. وختمنا جولتنا بقسم التبريد والتكييف وتحدث لنا حازم عن هذا القسم وقال إن عمله موسمي لذلك يتم تعليم المعاق كيف يبدع ويخترع حتى لا يعتمد على هذا العمل لأنه موسمي ليكون لديه مصدر دخل آخر. ومن خلال الدورات السابقة قاموا بتصنيع (كولر مبرد ماء) مختلف تماماً عن المتواجد في السوق ومن مكوِّنات بسيطة، وأيضاً قاموا بتصنيع (فقّاسة بيض) على أحدث النُّظم الأتوماتيكية بماكينة مكيّف عادي، وأيضاً صنعوا مطبخاً متكاملاً يحتوي على ثلاجة لوضع الخضار وديب فريزر لأغراض التجميد ومناشف للصحون، وبه أيضاً كولر ماء ودواليب لتخزين المواد التموينية. وذكر أنهم سوف يقومون بتصنيع آلة تصنع الكسرة لوحدها. ومن ثَمّ التقينا مدير التأهيل النفسي الأستاذة فاطمة التوم التي قالت إن معظم المعاقين يأتون وحالتهم النفسية غير جيدة لذلك نقوم بتأهيلهم نفسياً لتحديد مدى قابلية المعاق للتعليم والتركيز على القدرات العقلية، مردفة بأنه لابد من ملء الاستمارات والاستبيانات لمعرفة إذا كان المعاق يعاني من مشكلة نفسية أو اجتماعية ومعرفة نتائج العلاج النفسي ومدى مستواه التعليمي، مبينة أن المعاق لابد من أن يرضخ للأمر الواقع. ففي المنظمة يقومون بتقديم محاضرات للسيطرة على مشاعر الغضب والاكتئاب لتنمو بداخله القدرات الروحية، مضيفة أن المنظمة تضم مستشفى للطوارئ والعلاج الطبيعي وهناك ليالٍ إبداعية ورحلات ترفيهية. وفي ختام الدورة يُملَّك المعاق أطرافاً صناعية على حسب إعاقته وتُصنع هذه الأطراف في مصنع المنظمة وهو مجهز بأحدث الأجهزة الألمانية. وسألنا المتدربة (اكتمال) قالت إنها سعيدة بأن دخلت هذه الدورة والإعاقة لا تمثِّل لها أي أهمية ولا تجعلها متحرِّجة من الجميع وهي متفائلة في هذه الحياة، وقالت إن الإعاقة في الجسد وليس في الفكر والعقل. وقالت هنالك متدربات في وضع نفسي مأساوي وهي استطاعت أن تكسر حاجز الصمت عندهن وأن يكن طبيعيات وغير مباليات بالمجتمع وأن يكنّ قويات نفسياً وجسدياً. مضيفة أنهم يستفيدون كثيراً من الناحية العملية والنفسية واندماجهم مع المجتمع، داعية للاهتمام أكثر بشريحة المعاقين وتوفير فرص العمل لهم.