الأستاذ الجليل الشاذلي حامد المادح صاحب العمود المميز (رواية أخرى) أسمح لي عبر هذه الزاوية أن أتطرق لقضية مهمة تتطلب الوقوف والنظر فيها وهي مسألة استخراج واستلام الجواز الإلكتروني، فهنالك معاناة كبيرة يعانيها المواطن في استلام الجواز على الرغم من سهولة وسرعة الإجراءات فقد رأينا ضابطاً برتبة العقيد من مجمع جوازات الخرطوم، يقوم بتسليم الأرانيك بنفسه للمواطن، مما يدل على اهتمامه الزائد وتقديره للمواطن. إلا أن هنالك إشكالية في عملية التسليم، التي قد تستغرق في بعض الأحيان أكثر من (13) يوماً، ولا توجد أسباب معروفة لطريقة التسليم، هل هذا النظام المعقد الذي تستخرج به الجوازات من الماكينة أو الطابعة، يعجبكم يا مدير الجوازات.. سلامات؟ أتمنى أن تقوم بتسجيل زيارة بنفسك إلى المجمعات، لكي تشاهد معاناة المواطنين وهم في انتظار استلام جوازاتهم وهم يأتون يومياً إلى المجمع ذهاباً وإياباً، ما نتمناه منكم يا سعادة مدير الجوازات، أن تعملوا على توفير طابعات وماكينات لكل مجمع. مصعب المأذون إذاعى من المحرر: كامل الشكر والتقدير للأستاذ الكبير مصعب المأذون على مساهمتك عبر هذه الزاوية واهتمامك بقضية مهمة تتصل بالمواطن وواجب السلطات تجاهه وتكشف عن تجربة كنت أنت شاهداً عليها ولم تتركها تمر مثلما يفعل كثيرون عندما تنتهى معاناتهم وقضاء حاجياتهم مما يساهم فى بقاء هذه المعاناة لتواجه آخرين أو يعودون إليها بعد حين من الزمن وهذه هى السلبية التى تنتشر بكثافة داخل أوساطنا. تطرح الشرطة فى هذه السنوات الأخيرة وثائق جديدة فى إطار تطوير أنشطتها ويأتى الجواز الإلكترونى على رأس هذه الوثائق، بالإضافة إلى السجل المدنى وما يعرف بالرقم القومى الذى سيضع حداً حسب تقديرات الشرطة لحالة الفوضى التى تتصل بوثائقنا الثبوتية فى ظل (132) قبيلة مشتركة بين السودان ودول الجوار من حولنا ولهذا فإن عملية التجديد والتطوير لا بد من أن يتبعها تميز فى الأداء وفى تقديم الخدمة ينتقل ببلادنا من وضع لا يرضى طموح المواطن إلى وضع متقدم، ولذلك ليس من المعقول أن تتم عملية منح الجواز الجديد فى ثلاثة عشر يوماً وقد كنا نستخرج الجواز القديم فى نفس اليوم، فإما أن ننتقل بالكامل أو لا ننتقل ولن نقبل أبداً التبريرات التى تتصل بالعمليات التقنية المعقدة والتى تحتاج ذلك العدد من الأيام ونحن نعلم أن ذات التقنية وجدت لتختصر الزمن والجهد. من القضايا المهمة التى تتجاهلها السلطات ولنكن دقيقين يتجاهلها الموظف العام هى قضية خدمة المواطن وإراحته وتقديم الخدمة له وهو عزيز ومكرم لأنه هو الذى يدفع للموظف العام كافة امتيازاته ويهيىء له بيئة العمل، ولذلك لا بد أن يكون المقابل بمقدار تلك التضحيات التى يقدمها المواطن ثم إن المجتمعات المتحضرة يقاس رقيها بمقدار التسهيلات التى يجدها المواطن فى كافة جوانب الخدمة التى تقدمها له حكومته وما تتحمله من أعباء بدلاً من أن تحمّلها للمواطن وتبرز مثل هذه المسألة فى المجتمعات المتحضرة عندما تتراجع السلطات عن مباشرة إجراء قد يتعارض مع حق المواطن ولو كان هذا الحق يسيراً وبسيطاً أو حتى تافهاً فى بعض الأحيان. نضم صوتنا إلى صوت الأستاذ مصعب ونأمل أن تجد رسالته الاستجابة من سلطات الجوازات، لا سيما وأن الرسالة ترغب فى تميز الأداء فى هذه الهيئة الشرطية المهمة التى تقدم خدمات جليلة للمواطن ولكن هذا التأخير الطويل يتسبب فى متاعب لا حصر لها وربما أضرار كبيرة قد لا تعلم بها هذه الهيئة وقد يكلف الجواز الواحد وما يتبعه من ترتيبات أضعاف ما يدفعه المواطن لاستخراج الجواز من إقامة ومصروفات ومواصلات وهو يلاحق مكاتب الجوازات حتى يستلم جوازه.