{ منذ الأزل.. ولا يزال الجدال قائماً حول الأفضلية والأولوية بين الرجل والمرأة، وهو جدال قد طال كل التفاصيل بما فيها القدرات الذهنية ونِسب الذكاء ومستوى التفكير وحتى سعة الذاكرة. ورغم أنني ضد عقد المقارنات بين الجنسين واللهاث النسائي سعياً وراء المساواة بالرجل، إلا أنني سأتطرّق اليوم لمسألة «المخ» هذه. وسأظل بعدها على قناعتي المطلقة بأن المساواة لا تعنيني بشيء لأنني أدرك تماماً أن الدور النسائي الذي نلعبه في المجتمع يفوق الرجال، وربما كان لزاماً عليهم - كرجال- السعي وراء المساواة معنا من فرط تميُّزنا واجتهادنا وبراعتنا والحمد لله. {وفي ما يتعلق بحكاية «المخ» هذه، فأود أولاً أن أُشير أن الأمر علمي تشريحي بحت، لا يندرج تحت الآية «إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيم» فلم يعد اثنان يختلفان حول معدل «الخبث» في تفكيرنا، كما لا يمت للحديث الشريف «إنهُنَّ ناقصات عقل ودين» بصلة، رغم أن الرجال قد حرَّفوا هذا الحديث واستخدموه في ما يخدم أغراضهم «التحقيرية» للمرأة مع أن المعنى الشرعي للحديث مختلف تماماً عمّا يتبادر لأذهانهم واستهواهم فحفظوه عن ظهر قلب. {ولا أحد يستطيع أن يتجاوز المعضلة الإنسانية الكبرى لوجود فوارق بين الجنسين مازال علماء الاجتماع يختلفون حول الاعتراف بها وإنكارها. غير أن الطبيعة البشرية - بعيداً عن أي اجتهاد- تؤكد وجود تلك الفوارق ووجود العديد من أوجه الشبه بين تكوين الرجال والنساء أيضاً. {وواحدة من تلك الفوارق التي تقود للإيمان المطلق بأن هناك حكمة إلهية لا ندركها تتجسَّد في الخلق هو«المخ»! فقد ثبت تماماً أن مخ الرجل يختلف عن مخ المرأة في طريقة العمل. ورغم تأكيد العلماء على تطوُّر مخ الإنسان مع الزمن وفقد وظائفه، إلا أنهم يرون أن هناك جزءاً أساسياً من المخ أُصطلح على تسميته «بالمخ البدائي» موجود عند الطرفين إلا أن حركته تختلف بين الرجل والمرأة. وهناك فرق في إنتاج المعلومات بينهما والجزء الذي يُسمى (splenium) حجمه لدى المرأة أكبر منه لدى الرجل، ولهذا فإن موجات عمله أنشط عند النساء وذلك يُفسِّر قدرة المرأة على استخدام الجزئين الأيسر والأيمن من الدماغ بشكل متزامن، وهناك أكثر من عشر دراسات تؤيد ذلك وأن مخ المرأة متطوِّر أيضاً، ومعقَّد في فن التواصل أكثر من مخ الرجل، وذلك من حيث قدرة «مخها» على جمع المعلومات بسرعة سواء اللغوية أم العاطفية أم البصرية وغيرها. { لذا نجد الأنثى منذ طفولتها يدفعها «مخها» للاتجاه نحو الأمور الإنسانية، بينما يتجه مخ الصبي للأمور «الشيئية» فيهتم بالأشياء أكثر من البشر!!!! ولسنا هنا بصدد تأكيد أفضلية مفروغ من أمرها للنساء ولكننا نوضح حقيقة علمية، وعلى سبيل المثال يتفوّق مخ الرجل على مخ المرأة بصرياً في إدراك أي صورة ثلاثية الأبعاد فيكون بهذا أفضل في قيادة السيارة منها وكذلك يسيطر الجزء الأيسر من مخ الرجل على الجزء الأيمن وبهذا تتحقق له السطوة في التعامل مع علم الرياضيات والأرقام واتخاذ القرارات كما يُفسِّر ذلك اندفاع الرجل نحو العنف والشراسة في حين أن مخ المرأة أكثر ميلاً للعواطف والمرح والطفولة والكلمات والبكاء والبساطة. { إن المهم في معرفة هذه التفاصيل ليس الذهاب إلى استنتاج أفضلية مخ المرأة على مخ الرجل أوالعكس، إن المهم هو النظر لهذه الفوارق بروح القبول والاعتراف بمهارة كل جنس في مجاله، والاقتناع بأن هذا الأمر يعود للطبيعة البشرية والمشيئة الإلهية التي جعلت النساء أصدق حباً وأكثر إخلاصاً وأشد حميمية وتفانٍ. {تلويح: نحن زماااان.. شِن قُلنا؟!!