المسافة بين السودان وكوسوفو بعيدة بحسابات الكيلومترات والأميال، وكذلك حال التقارب بين البلدين؛ يكاد يكون معدوماً في عدد من جوانبه السياسية والدبلوماسية، إذ أن كوسوفو ليست لها سفارة أو أي تمثيل دبلوماسي في السودان، إلا أن الطيار الكوسوفي جيمس بريشيا قلص بطائرته المسافات والأميال البعيدة بعد أن قرر مغادرة بلاده في مهمته التي وضع هدفها شعاراً على طائرته الخاصة، وأطلق عليه حملة الاعتراف بدولة كوسوفو، داعياً من خلاله سكان العالم في (95) دولة؛ صمم على الوصول إليها لإيصال رسالته التي جاء يحملها من حكومة بلاده، مناشداً فيها شعوب القارة الأفريقية الاعتراف بدولة (كوسوفو)، جاب فيها الدول اللاتينية والأوروبية والأمريكية والآسيوية والأفريقية، لكن حملته في السودان تعرضت لما لم يكن يضعه في الحسبان، طائرة جيمس تعرضت في الأسبوع الماضي إلى عطل في محركاتها أدى إلى سقوطها في منطقة هيا بجوار شركة أرياب لتعدين الذهب، مما أدى إلى توقف مشواره، الأمر الذي دفع (3) من رجال الشرطة إلى احتجازه - بحسب روايته - وإحالته إلى التحقيق معه، إلا أن السلطات أكدت له اكتمال التحقيق وأنها سمحت باستخراج (فيزا) تسري لشهر واحد لإكمال مهمته. جاء جيمس إلى مباني وزارة الخارجية أمس (الاثنين) وطالب بلقاء الصحفيين لتوضيح الحقائق، وحاول جاهداً في حديثه إثبات أنه من كوسوفو وليس روسياً كما روجت بعض وسائل الإعلام عنه، وقال إن رحلته إلى أي بلد لا تتم إلا بإذن من السلطات في الدولة ووفق القانون، بعد تأكيده على أنه حصل على إذن من سلطات الطيران المدني للترويج لحملته التي كشف عن أنها وجدت الدعم والتعاطف من الشعوب في كل دولة يحل بها بعد أن تقاعست الحكومات عن دعمه. جيمس اشتكى من أنه يواجه صعوبة في الحصول على (فيزا) للبقاء في السودان بعد أن انتهت مدة الأيام الثلاثة المحددة له فيها كأي طيار، وقال إن التحقيقات معه انتهت إلا أن مواصلة حملته رهن الأموال التي ينتظر أن يجمعها له شعب (كوسوفو) لإكمال مسيرته، بعد أن تقطعت به السبل في السودان، وأن (99%) من شعب (كوسوفو) يعلمون بمهمته التي قال إن همهم الأول والأخير فيها الاعتراف بدولتهم كوسوفو، وهو في انتظار ما يجمعونه له من أموال لمواصلة الرحلة. طائرة جيمس ودابته لتحقيق مهمته بعد تعطلها تحتاج هي الأخرى إلى (30) ألف دولار لتعود إلى العمل مرة أخرى، إلا أنه أكد أنها موجودة تحت حراسة أيد أمينة في منطقة تعطلها.