{ ظل الاتحاد السوداني لكرة القدم يتجاهل تقييم تجربة الدوري الممتاز منذ نشأتها قبل سنوات واتخذها كقميص عثمان ورفعها عاليا ووضعها في مكان القداسة الذي لا يقبل مجرد النقاش وكان يرى انها المنقذ بل المخرج لازمة الكرة السودانية ولكن الناتج يؤكد انها قضت على الاشراقات الموجودة على شحها وقلتها وقد وصل الهلال على سبيل المثال في عامي 87 و92 للنهائي الافريقي بالاعتماد على الدوري المحلي ومنافستي الممتاز وكاس السودان ويكفي ان خسارته من التاكا كانت سببا في الثورة التي اشتعلت لتحرق كل افريقيا وتضع الهلال في مواجهة الاهلي على النهائي وكان هو البطل الحقيقي غير المتوج لولا لاراش. { في مناخ الثورات العربية تتحرك اندية الممتاز وكما تقول القاعدة ان الضغط يقود للاحتقان ويولد الانفجار وقد صبرت فرق الممتاز على الحيف والظلم وقسوة المعاملة والتطفيف في الميزان وتوزيع العائدات وظلت كل اصواتها تضيع هباء في وادي الصمت وانشغال قادة الاتحاد بالسفر وغيره من الاهتمامات فيما يتراجع الاهتمام بالاندية والمنتخبات الى ما دون الصفر ودونكم حديث المدربين محسن سيد والديبة وافتقار المنتخب الاولمبي للمياه المعدنية. { تحرك اتحاد الخرطوم قبل سنوات واقام ورشة لتقييم الممتاز من النواحي الفنية والادارية والقانونية والتنظيمية وحتى الاعلامية وكان حدثا محضورا لكن قادة الاتحاد وقتها الذين كانوا يضمرون الشر للخرطوم اعتبروا الورشة محاولة استباقية لتعريتهم امام القاعدة حتى ادركهم الصباح وتأكد لهم ان زرقاء الخرطوم التي نبهتهم من قبل للمآلات المنتظرة ها هي تترى وتتزامن مع حراك الشارع العربي الرافض للهيمنة والظلم والوصاية والتمتع بالحقوق الاصيلة للاندية التي تعيش على الكفاف. { ولكن ذراع الاتحاد الطويلة دجنت في المواسم السابقة اعمال كتلة الممتاز واخترقتها وسعت لتفتيت وحدتها ونسف تماسكها لاغراض ظاهرة حتى لا تتحد السواعد فتكون معولا يزيل العرش الكبير. { كان لافتا قبل فترة سياسة التقريب والابعاد التي ينتهجها الاتحاد واستخدام القمة بصورة سافرة واستمالة احد طرفيها لضرب التكتل وهو عين ما سيحدث بعد فترة ويفرغ ثورة الكتلة من معناها وتضيع حقوق الاندية كما ضاعت من قبل. { نلاحظ حجم المعاناة التي تعيشها فرق الممتاز في التسفار الشاق ولمسافات بعيدة كمثال كادوقلي الى بورتسودان بالاضافة لشظف العيش وضآلة العائدات من المباريات في ظل احجام المشاهدين عن الدخول والاعتماد كليا على التلفزة. { وتشكو معظم الفرق اعتذار لاعبيها عن التدريبات والمباريات واثر ذلك على النتائج لانها فشلت في تامين الحوافز ونثريات التمارين واخفقت في تامين المعسكرات المريحة ووسائل السفر المقبولة. { نرجو الا تكون ثورة الممتاز مجرد انفعال لحظي ينتهي بالاجتماعات التي لا يطرح فيها الاتحاد الا المزيد من الوعود ولا يبذل المال الموجود بالخزائن والمخصص للفواتير والسفر وغيرها من الكماليات. { المؤسف ان فرق الممتاز وما تسفر عنه المنافسة الاولى وما تفضي له من مشاركات خارجية تتحكم في تشريعاتها اتحادات لا وزن لها من الناحية الفنية وتغيب اندية الممتاز عن الجمعية العمومية بل تشارك بالتصويت فقط ونعتقد ان ذلك يهضم حقوقها بل ينبغي ان تكون ممثلة في مجلس الادارة وفي اللجان المنظمة والطارئة والتحكيم والتدريب حتى يتم اتخاذ القرارات بالصورة التي تحقق الهدف والتطور. { فرق الممتاز تشكو لطوب الارض في ظل ارتفاع ميزان المدفوعات وموجة الغلاء التي تعم البلاد وقد هربت العديد من الكفاءات والكوادر وهجرت الوسط الرياضي بعد ان اصبح طاردا لا يتحمل تبعاته المكلفة الافراد ومجالس الادارات منفردة بلا سند من السلطة او حتى ان تتدفق اعانات الاتحاد الوطني لاقالة عثراتها ومساعدتها على القيام بواجبها حتى ننعم بمنافسة مشرفة ولعل ما حدث للخرطوم ومن قبل للعرب امام الاسماعيلي سببه الامكانات المحدودة وشح الاتحاد في دعم المنافسة الاولى. { ولا نعفي الدولة ممثلة في الوزارة ونرفض التراشق عبر وسائل الاعلام ونقول ان المنتخبات من حيث الكلفة والتدريب والمعسكرات والسفر والحوافز والنثريات والمرتبات مسؤولية وزارة الرياضة وليست مسؤوليتها المساهمة فقط فاذا كانت الدولة عاجزة عن دعم المنتخبات فلماذا تشارك خارجيا باسم الوطن ولماذا لا تجمد النشاط الرياضي اسوة بما فعل نميري من قبل فلا مشاركات بدون مال ولا نتائج بلا اعداد وحوافز ومرتبات. { لا تنحصر مهمة الوزارة في تامين تذاكر السفر فحسب بل في كل النفقات وتتحمل كل ما له علاقة بمن يدافع عن علم السودان كما تفعل تجاه الابطال الذين يحمون ثغور البلاد من الجيش والقوات النظامية فالواجب واحد وهذا وذاك يقدمان الانفس فداء للوطن وكل في مجاله.