{ تحت ضغط وإلحاح قَرَّب يبقى تمرد من أبنائي صداح وأحمد، وحتى الصغيرة وهج طالتها رياح الثورة، قطعنا قيلولة نهار الجمعة الساخن واتجهنا إلى مطار الخرطوم، ليس لاستقبال صديق لهم أو قريب من قريب أو بعيد، ولكن ثلاثتهم كانوا متشوقين لاستقبال نجم الهلال القادم الجديد أتوبونج. وأصدقكم القول إنني حاولت أن أكسر مجاديفهم وأثنيهم عن الذهاب وقلت لهم: هسة في ذمّتكم في الحر ده منو البمشي يستقبل ليه لاعب؟ وبعدين هو ذاته إنتو عارفين ليه شنو عشان تفرحوا جنس الفرحة دي؟ لكن نظراتهم - التي فضحت ما خجلوا أن يصرحوا به وهم يعتبرونني طابوراً خامساً، باعتبار أنني مريخابية - جعلتني أرافقهم في المشوار وأنا على ثقة أنه (مطرشق) ولن يكون هناك أحد سوانا مستقبلاً الأخ أتوبونج.. (أيوه) الأخ.. مش قاطعين المشوار ده كله لاستقباله يبقى بالضرورة أخ وأخ عزيز كمان!! ولم أكد أصل بوابة مطار الخرطوم إلا ووصل سمعي صوت الدف والطبل والمزمار وأصوات الشباب العالية، والأزرق والأبيض كان السمة الغالبة لكل من هو داخل إلى مطار الخرطوم، وباحة المطار سوق رائجة لبائعي الأعلام والطواقي الهلالية والكل يشتري بدون تسعيرة وبدون حتى أن يسأل عن السعر، وكل همه أن يكون جسده ملتصقاً بشيء له علاقة بالهلال. بصراحة اندهشت لحجم الفرح وسطوته وبدأت مخيلتي تخترق دواخل الحضور المتهيج، وتصوّرت، أو هكذا بدا لي، أنه لا بدّ أن أي واحد من هؤلاء يحمل في داخله هماً شخصياً قد يصل درجة المأساة، تخيلت ذلك الذي يقفز فرحاً ربما أنه ليس بجيبه أكثر من يضعة جنيهات، أو ذاك المغني المبتهج الداخل في حالة دروشة مصاريفه الجامعية غير مكتملة، لكن الكل فرحان وسعيد، أو فلنقل باحث عن السعادة يفتش عنها، ولو في جيوب لاعب لسّه بطيخة مقفولة، لكنه متفائل ويظن خيراً.. لأجد نفسي أسرح ببصري عن المشهد وأسوح بفكري في شعب السودان الجميل وتهتف دواخلي: هو شعب يستحق أن يفرح، أو لنقل هو حريٌّ به أن يفرح، لأنه ما عاد فيه مكان لحزن جديد، ودواخله مثقلة بالهموم.. هموم العيشة والمعيشة وهموم الوطن نفسه.. بهذه المشاعر المختلطة دعوت في داخلي أن يحرز الهلال كأس الأندية الأفريقية هذا العام.. (مُش طاقة) ستدخل منها نسائم الفرح إن شاء الله تنفتح على مصراعيها ولا تنسد أبداً.. ولو أن الحكومة دعمت الهلال بالمليار خيراً فعلت، طالما أنه الآن يعرض في الساحة لوحده، ولو أنها لم تفعل ليتها تفعل، فلو أن الحلم تحقق لنست هذه الجموع حسرتها على الوطن المفصول.. وعلى ضنك المعيشة، وتدثرت بالفرح من أعلى رأسها حتى أخمص قدميها. صدقوني فرحتي بفرح الجموع جعلتني في لحظتها أدعو السماء أن تستجيب ويحرز الهلال الكأس، لأنه عندها سيعمنا الفرح دون تفصيل ولا تجزئة، ويومها سنكون جميعاً أهلاً، لعلنا نحرّض المريخ والموردة والخرطوم أن يفعلوها، فهذا الشعب الكادح يستحق الفرح.. { كلمة عزيزة قضينا بالأمس احتفاء بهيجاً من خلال الرحلة التي نظمتها أسرة «الأهرام اليوم» احتفالاً بالعرسان الثلاثة الأخ محمد عثمان «نت» والأخ محفوظ بشرى والأخ أحمد.. الرحلة كانت بمنتزه باسقات الذي احتوى مشاعر أهل «الأهرام اليوم» الباسقة المترعة بالمحبة والجمال، وأصدقكم القول إن مثل هذه المناسبات بقدر ما أنها تروّح وترفّه عن النفوس عناء العمل، إلا أنها في ذات الوقت تقوي وتعضد أواصر الصداقة والمعرفة بين أسرة المؤسسة.. ويبدو أن جمال الجو الخريفي قد جعل مزاج الأستاذ عبد الله دفع رئيس مجلس الإدارة (رائقاً) فوعدنا بمزيد من الحوافز.. وطالما فيها حوافز ربنا يكتر من الرحلات!! بالمناسبة اكتشفنا أن بأسرة «الأهرام اليوم» أكثر من شاعر وأكثر من مغنٍّ، والإحساس بالطرب مرتفع عند الكثيرين، بدلالة العرضة التي لم تستثن أحداً.. وربنا يكتِّر الأفراح. { كلمة أعز زوج الزميلة الشاعرة داليا الياس «زهير» نافس مطرب الحفل الشاب «وليد برّي» الذي أكد أن هناك مواهب الإعلام مغمض عينيه عنها.. عموماً يا داليا قصيدة اتنين لزهير ومن دقنو وافتلو!!