عصر أمس والشمس في رحلتها المعتادة نحو المغيب كانت تختلط المشاعر في دواخل كل من هم بمنزل أسرة سجين الرأي الذي طال امد ظلمه بمعتقل (غوانتنامو) على أمل ان يشرق فجر وتضمه صدور حانية في ارض الوطن .. ذلك هو المعتقل الشهير بهذا السجن البغيض سامي الحاج. الفرحة الممتزجة بالدموع كانت لسان حال الجميع.. فسامي الحاج في طريقه الى الحرية والى احضان وطن ضج بالشوق اليه .. والى أهل كانت غاية امنياتهم ان تكتحل اعينهم برؤية ابن عزيز ولو لوهلة كما كانوا دائماً من قبل.. الراحة الكاملة اختزلت فيها نعمات محمد الجاك خالة سامي كل مشاعرها حيال نبأ إطلاق سراح ابنه ولعلها لم تستطع أن تصف كل ما كان يعتلج في دواخلها .. فقالت والزغاريد تملأ المكان: «انا امه» واضافت باختصار( لم نتذوق طعم الراحة منذ اعتقاله) النبأ السعيد وصل الى اسرة سامي المكونة من ثلاثة اولاد اكبرهم هو وثلاث اخوات عبر مهاتفة من حرمه المقيمة في الدوحة الى شقيقته تؤكد فيها أن سامي استغل الطائرة في الثالثة والنصف بعد الظهر. الحركة داخل منزل الأسرة لم تكن تهدأ، فالكل يتحرك لانجاز شيء من ترتيبات استقبال البطل.. يختلط ذلك بزغاريد تعلو ولا تهبط وبدموع جعلت اكثر من حاولنا استطلاعهم لا يقوى على التعبير، فليس هناك سوى الابتهال لله حمداً وذرف الدموع من بين الابتسامات .. الا ان شقيقه ياسر قال كلمات قليلة رغم انه أبان ان لسانه عاجز عن الحديث وانهم ينتظرون هذه اللحظة منذ سبع سنوات.